منذ سنة - Monday 15 April 2024
AF
هذا رد تاريخي تجرأت فيه ايران على الخروج من دائرتها المصمتة، لترد بنفسها لاول مرة على اعتداءات عدوها، فلماذا تجرأت هذه المرة وكيف كان الرد؟
فالهجوم على القنصلية الايرانية في سوريا، يستهدف ايران الدولة وليس القيادة أو الاشخاص، لذلك فهو يضرّ بهيبة الدولة ومكانتها الدولية، وهذا يفسر لماذا ردت طهران عسكرياً على هجوم القنصلية، ولم ترد على استهداف واغتيال الجنرال قاسم سليماني ، او اغتيال العالم النووي الايراني فخري زادة في طهران.
ولذلك ردت بنفسها وليس بيد وكلائها، ومباشرة على تل ابيب.
تعمدت ايران في ردها على اسرائيل ان تكون تحت غطاء الشرعية الدولية
من خلال الابلاغ المسبق عن الضربة،واعلان انتهائها عبر بعثتها في UN وانها ضمن القرار الاممي بحق الدفاع عن النفس
لا تريد ان تبدو متمردة على الشرعية الدولية،لانها تعلمت من درس العراق انه يمكن تدميرك باسم الشرعية الدولية.
هدفت ايران من ردها الاول على اسرائيل ان تكون الضربة محدودة، دون تدمير، فقصر مدتها، والابلاغ عنها مسبقاً وتحديد اهدافها، يؤكد ان هدفها ليس تدميرياً، بل سياسياً، فهو تخلى عن المباغتة وعنصر المفاجأة، لان الهدف ليس عسكرياً
وحين يتم تحت غطاء الشرعية الدولية، فهو لتثبيت معادلة رده جديدة، وتحذير عملي، دون كشف الاوراق، ودون ان يقود ذلك لتصعيد
فالانتهاك الايراني للأجواء الإسرائيلية، كان تحت بند وميثاق وقانون الشرعية الدولية، بحق الدفاع عن النفس، وليس هجوماً منفعلاً، الهدف منه فقط رد الاعتبار.
وهنا اكدت معلومات اعلامية، ان ايران جمعت معلومات استخباراتيه عن القدرات الاسرائيلية الحقيقية للدفاع، وذلك لان هذا هو الهجوم الجوي الاول الحقيقي الذي تتعرض له اسرائيل، لذلك استخدمت اعلى منظومة دفاعية لها، مما يعني انكشاف اسرائيل دفاعياً، وهذا في الاستخبارات العسكرية يُسمى الانكشاف العسكري للعدو، وتخيل بعدها شكل الصراع بعد المعلومات التي وصلت اليها ايران.
ايران لم تهدف التصعيد، وهذا يظهر من محدودية الضربة وقصرها وتوقيتها وطريقتها، اما اسرائيل، فقد تاخذها فرصة للهروب الى الاعلى، وتخرج من ورطة حرب غزة ، الى حرب اقليمية اوسع.
فان ردت اسرائيل وضربت قلب ايران، فهذا سيجبر المنطقة على دخول حرب ومواجهة كانت تتجنبها، لان ايران اعلنت انها بذلك ستنتقل للمستوى الثاني..
والمستوى الثاني من الرد الايراني، يعني انه غير مضبوط وتدميري. وان اشتعلت الحرب فلا يمكن توقع مصيرها.
سلام