منذ 7 أشهر - Friday 12 April 2024
AF
يبدو ان امريكا هي من تهدد اسرائيل بالرد الايراني، اكثر من طهران نفسها.
تهويل الاعلام الأمريكي والتصريحات الامريكية ، تبدو بشكل ما كأداة ضغط امريكية على اسرائيل، لقبول الصفقة وإنجاح المفاوضات، فامريكا ايضاً لا تريد انفجار الصراع في المنطقة، لكنها تأخذ ااتصريحات الايرانية على محمل الجد وتضخمها ، وتؤكد لاسرائيل انها حقيقية.
هنا تستخدم امريكا الاحتقان الايراني، لصالحها، في مواصلة الضغط على نتياهو، الذي يبدو انه لصالحه ان تنفذ ايران تهديدها، وتنتقل الحرب لمرحلة اعلى في الصراع، الى المواجهة المنتظرة بين ايران وإسرائيل.
هذه المرحلة من المواجهة لايبدو انها قريبة، حتى لو كانت ايران جادة بتهديدها، فان ردها سيكون حذراً حتى لا يتنقل الى مرحلة مواجهة واشتباك حربي.
وما يُدار بان واشنطن وطهران يتفاوضان حول هذه النقطة تحديداً، بما يصب بمصلحة ايقاف الحرب في غزة، فنحن نتحدث عن الاستراتيجية الايرانية، التي تهدف الى ابقاء غزة وفلسطين محور الحدث، وان لا يتحول الصراع الفلسطيني الى صراع اقطاب ومحاور، وحرب شاملة في المنطقة.
بلا شك عدم تحول الحرب في غزة الى حرب شاملة، يخدم القضية الفلسطينية اكثر، وان كان هذا مكلفاً، وواضح ان هذه هي الاستراتيجية التي رسمتها ايران لكل فصائل المقاومة داخل وخارج فلسطين، لذلك لن تحول صراعها مع اسرائيل الى حرب إنقاذ لاسرائيل.
هنا تحاول امريكا اقتناص الفرصة كما يبدو من التصريحات السياسية، التي تهدف ان تصل الى تل ابيب كرسائل تحذير امريكية مغلفة بتهديد ايراني، لتكون امريكا الحريصة على امن اسرائيل، حريصة ايضاً على ابقاء الامور تحت السيطرة.
أي انلادع للحرب الان، يعني خروج المنطقة من تحت السيطرة الامريكية،، فحين تُفلت الامور، لايمكن لاي طرف او دولة مهما بلغت قوتها السيطرة على مجرياتها ، وايقاف الحرب، بل انه ايضاً لا يمكن ضمان نتيجتها.
لذلك من صالح ايران والمقاومة، ان يكون التهديد جاداً، ويسير باتجاه الضغط على نتياهو لايقاف الحرب في غزة، بانجاح المفاوضات، وهذا ما تفعله واشنطن ( الحزب الديمقراطي) حرصاً على مصالحها اولاً في الشرق الاوسط، وحرصاً على السيطرة على الوضع في امريكا نفسها، مع زيادة حدة التنافس الامريكي الداخلي قبل الانتخابات.
اضف ان التهديد الصيني والروسي، هو ما يشغل بال الامريكان، خاصة بعد الحسم الروسي للحرب في اوكرانيا.
لذلك لا خيار الا ابقاء اليد على الزناد، فالتهور لا يصنع قوى كبرى، وتورط اسرائيل في حرب غزة لن تنقذه ردة الفعل الغاضبة لطهران، خاصة ان ضرب القنصلية الايرانية، لم يكن الا محاولة اسرائيلية لحرف مسار الحرب.
لذلك لن تحقق ايران رغبة اسرائيل، وسوف تبتلع الموس مجدداً، وتضغط على الجرح وتتحمل السخرية منها، لكن هذا لن يكون خبراً ساراً لاسرائيل ونتياهو.
سلام