منذ سنة - Thursday 05 January 2023
AF
لم يعد مهماً كيف سيخرجون المشهد، ليظهر بشكل لائق على وسائل الاعلام، الامم المتحدة ومبعوثها والولايات الامريكية ومبعوثها، ودول التحالف وسفراؤها ، والمجلس الرئاسي الثُماني ورؤساؤه ، والانتقالي الجنوبي، والحكومة!
وايضاً التغييرات الطفيفة في تبديل المقاعد والكراسي ، قبل الاعلان عما يصفوه خطة للتشاور ، ليبدو ان الامر اخرج بالتشاور مع من "لا رأي لهم" ، وكأن المباحثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية ، ليست الا خبراً عابراً.
ماذا سيقولون، كافأت السعودية المتمردين الحوثيين بحصة جيدة في النفط والغاز! ، ورفعت عنهم العقوبات والحصار، مقابل ماذا! مقابل ان يرفعوا ايديهم ويكفوا عن ضربها!
بالطبع رفع اي عقوبات وصرف المرتبات هي لصالح الناس، ولا جدال في ذلك، فقد أُخذ الناس ظلماً في هذه الحرب، كرهائن من كل الاطراف، ويستحقون اليوم ان يكونوا اول المستفيدين من صفقة التقاسم.
نعم انه التقاسم، بعد حرب علينا ان نسأل بجدية لماذا قامت من الاساس ؟.. طالما ستمهد الطريق، لتشريع حكم الحوثيين ، وتقاسمهم اليمن مع " شركائك المحللين" فلماذا اعلنت عليهم عاصفة الحزم، وحزمة العقوبات!
هذا ما يبوح به واقع الحال ، وان لم تقله الاخبار، ولا يهم ان تغير اسم الرئيس من هادي للعليمي، فكلاهما له ذات الفعل وهو " اللا فعل" اما التسريبات بتغيير رئيس الحكومة " التعزي" واستبداله بجنوبي، فهي اللمسات الاخيرة للاخراج، قبل الاعلان عن مباحثات تقاسم السلطة مع الحوثيين.
فكلنا يعلم ان من في السُلطة لايملكون قراراً لا بالتعيين ولا بالتغيير..فالاجدر ان يُقال في مثل هذه التسريبات كُلفوا وصدرت لهم الاوامر، وماهي مصيبة اليمن الا ان قرارها مخطوف، وكلنا يعلم ان كل هذا يمهد لاصعب مرحلة قادمة،في تقاسم السلطة بين طرف شكلي واخر فعلي "يصعب احتوائه او مشاركته"
فهاهي الاطراف الدولية تبدو مرتاحة لما توصلت اليه السعودية ، من انجاز في المباحثات، مقابل ايقاف حرب اليمن، واغلاق هذا الملف اللعين!
لكن هل سيعوض الناس عن ٨ سنوات من الكذب عليهم، وباسمهم، هل سيعوضون عن منازلهم التي هدمت ، وحياتهم التي دمرتً
ودماء الاطفال! من سيهتم لها! لقد رأيناهم يهاجمون الحوثيين لانهم يجندون الاطفال باعتبارها جريمة حرب ، وهذا صحيح ، وتجنيدهم جريمة تستلزم العقاب، دون شك، لكن ماذا عن قتلهم، وهم امنين في بيوتهم ومدارسهم
لقد انتهت الحرب، ولم يعد لائقاً ان نتحدث عن الدماء اليس كذلك، فلنتحدث عن النفط، كم هي الحصة المخصصة لكل طرف، وكم عدد المطارات والموانئ التي ستفتح لكل طرف، وماهي حصة كل طرف من موارد وميزانية الدولة
لقد انتهت الحرب ، فلم الحديث عن الدماء والدمار، دعوا هذا الحديث المؤلم للامهات اللواتي ينتظرن عودة اطفالهن من المدارس ، ولن يعودوا ، اما انتم فتحدثوا هذه المرة باسم الشعب ..لكن.. للحصول على حصة اكبر!
السؤال بعد موافقة الاقليمي والدولي والمحلي والجنوبي والتعزي والاصلاحي والانتقالي، على مشاركة الحوثي وتقاسم النفط والغاز، والسياسة والمناصب والموانئ.. هل سيقبل الحوثي فقط بالحصة والرقم المقسوم!
ام يثور مستقبلاً ويتمرد! ويرى انه يستحق الكل وليس الجزء! ربما لن نتتظر طويلًا لنعرف، دعونا فقط نفرغ من مشاهدة المشهد الاول.