الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

لابُد من صنعاء..الوفد العماني مجدداً، ماذا في الحقيبة هذه المرة!

  • منذ سنة - Wednesday 21 December 2022

لابُد من صنعاء..الوفد العماني مجدداً، ماذا في الحقيبة هذه المرة!
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF


AF

صرنا ندرك ان زيارة الوفد العماني تعني رسالة من الرياض الى صنعاء ، والاعلان عنها من حين لاخر، يشي بمفاوضات سرية بين طرفي الحرب  الاصلييين  " الحوثيين- السعودية" 


وهنا يبدو الوسيط العماني، ناقل الرسائل الامين والايجابي، عنوان قبول سعودي ، وحرص على التقدم في المسار السياسي، بل ومبادرة سعودية 

هكذا يقرأ ما بين السطور، بل ويضاف اليه تأويل بأن هناك عروض سعودية وموسم تخفيضات، لكن سقف الشروط الحوثية ترتفع، ولا تتزحزح، ولا يبدو المكتب السلطاني قادراً على التأثير على الاخوة  الحوثيين، الذين يظهرون تعاطفاً ولطفاً وشكراً للسعي العُماني، دون ان يهدوه ورقة يقدمها للاخوه السعوديين ، يؤكد بها جدارته واحقيته بدور الوساطة.

التأثير  العُماني اللطيف، على سير المساومات الحوثية - السعودية ليس عاملاً حاسماً، فالجانب المتشدد في صنعاء ، واضح تماماً في مسألة فصل مطالبه الاقتصادية عن اي مسار حربي او سياسي، وهو ما يجعل اوراق المساومة ضعيفة، ونقاط الضغط شبه غائبة

فجماعة صنعاء ، تعلمت ان وضع المطالب الاقتصادية ومنها صرف المرتبات في ذات سلة المفاوضات السياسية، يجعلها فريسة سهلة للابتزاز، بطريقة نفذ هذا وسنعطيك هذا!

لهذا، فاليوم من يقول "نفذ هذا" هم اصحاب صنعاء ، الذين تصل اليهم بشكل دوري الطائرات السُلطانية، املاً بحمل رسالة ايجابية لاصحاب الرياض.

وككل مرة ستعود الحقائب العُمانية فارغة من الرسالة التي تنتظرها الرياض، وهي الموافقة على بدء المساومة!
فهل تنجح جماعة صنعاء ، بفصل المساومات عن بعضها، الراتب مسار منفصل، عن الحصار والمطار، والمطار منفصل عن الميناء ، والميناء منفصل عن تعز، وملف تعز منفصل، عن بقاء مطار صنعاء، والكل منفصل عن بدء المفاوضات السياسية الرسمية 

وهكذا تكون لعبة التفكيك الحوثية ، لخيوط اللعبة السعودية، والتي شابكتها الحرب، فكيف تفكك السياسة السعودية.. للعلبة الحوثية، التي تقوم على فكرة واحدة وهي " الاقوى على الارض يفرض شروطه" وهنا ترى جماعة صنعاء انها المسيطرة على اللعبة ، ليس لانها اقوى عسكرياً، فالتفوق العسكري ليس لصالحها، بل لانها تفق على ارض الواقع التي كل ما حولها يتحرك باتجاه انهاء حرب اليمن إقليميًا بأي ثمن، والكل يستعد لسماع شروط صنعاء.

لكن ان قبلت السعودية وضغطت على حكومة العليمي ، لتسليم الرواتب بالطريقة التي يريدها الحوثي، فأي خيوط تملكها في يدها!  والاهم هل تحفظ بهذا التنازل هيبتها كدولة كبيرة في المنطقة والعالم، لاسيما وإنها تأخذ قضية اليمن بحساسية بالغة، وترى انها تنازلت لجماعة صغيرة في بلد فقير! 

 


هنا يأتي الدور العماني، في هذه المساحة الضيقة والصعبة والمنحدره، تماماً كجبال صعده، الفاصلة بين اليمن والسعودية ، وبحسب تجارب وجولات وزيارات سابقة، لايبدو ان المجيء العماني يحمل اي قيمة يقدرها الحوثي ليحسبها تنازلًا سياسيًا ، او ضماناً قويًا ، او موقفاً مشجعًا ، فهو كل مرة يُثمن الدور العماني، لكنه يخركه بخفي حنين!

مع الوقت ستفقد الوساطة العمانية قوتها وبريقها، وتكرار زيارتها لصنعاء ، سيفقدها تأثيرها ، وهذا يجعل من المرجح دخول لاعب جديد في خط التسوية، لكنه غير مرضي عليه سعوديًا بعد، فبرغم علاقته الجيدة والمتينة بالحوثيين وإيران ، وعلاقته المتحسنة بالسعودية ، الا انه مازال مستبعداً من الحلبة اليمنية، ان لم يكن رسميًا مطروداً منها، وهنا نتحدث عن الدور القطري، الضاغط والمؤثر والحاسم، والذي بلاشك يمكنه التأثير على الحوثيين ، بشكل ما، على الاقل مالياً، وهذا الاستنتاج يستند ايضاً على تجارب ووساطات قطرية سابقة

 

 

فالوساطة والمساومة، تحتاج لمن يحفظ للسعودية هيبتها اولا كدولة، لا تبدو انها تنازلت لجماعة، ويحفظ للجماعة سلطتها بضمان وجود رافد مادي وسداد التزماتها المالية واحداها الراتب وليس كلها.


ولحين اعلان مغادرة الوفد العماني دمث الاخلاق، معلنًا بياناً بلا نكهة قرارات تقدم، سيبقى ملف المساومات السرية والعلنية ، متارجحاً بين المطارات .