بعيدًا عن كرة القدم.. كيف يمكن لشخص مهزوم ان ينهض مجدداً وبسرعة!

  • منذ سنة - Thursday 15 December 2022

بعيدًا عن كرة القدم.. كيف يمكن لشخص مهزوم ان ينهض مجدداً وبسرعة!
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

كانت الصورة الاولى لنجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد هزيمته ومنتخبه في مونديال قطر ٢٠٢٢، صورة مفاجئة وغير متوقعه

فبعد ان خرج باكياً من الملعب، ومخدولاً، وغادر قطر مهزوماً، ظهر بعدها بيوم واحد وسط اشاعات اعتزاله، وهو يتدرب في ناديه القديم ريال مدريد! فماذا اراد شخص كرونالدو من هذه الصورة

الخبر يقول ان طلب العودة للتدريب ليحافظ على لياقته وان النادي وافق فورًا ، وبعد ساعات من رؤيته في الملعب يبكي ويتحسر، راه العالم يركض ويتدرب، فكانت الرسالة واضحة، ولا تحتاج لمزيد من الشرح

كان بمقدوره الاختفاء لبعض الوقت، فتلاحقه اشاعات الاعتزال، او الاكتئاب، وان يستسلم لحزنه، او يذهب في اجازة عائلية طويلة، وهذا طبيعي ومنطقي

 

لكن من يريد النجاح، وليس ان يكون شخصًا عادياً، يفعل ما ليس متوقعًا ، فبرغم انها مشاركته الاخيرة في المونديال، وبرغم ان سنه صار كبيرًا وبرغم خسارته ، وجلوسه على دكة الاحتياط ، عاد رونالدو من بين ركام الهزيمة والخسارة والاحباط، شخصاً متوجهًا ، يتدرب ويستعد ويجهز نفسه، ويحافظ على لياقته ، ليقول لنفسه اولا ثم للعالم " انا هنا ومازلت موجوداً وسوف ابقى" ولا احتاج احداً .. بقدر ما احتاج نفسي. 

وبعيداً عن عالم كرة القدم والرياضة، فان ما حدث يجب ان يفعله اي شخص يريد النجاح والاستمرار ، مواصلة التالق، وتحقيق انجازات غير مسبوقة، بالتأكيد ان اجازة قصيرة ، ورحلة استجمام، والنوم، والذهاب في عطلة الاعياد نهاية العام مع العائلة، لن تؤثر على لياقته البدنية، لكنها ستعطي صورة ولو مؤقته بانه خرج من الحلبة، وانه يحتاج وقتاً اطول ليعود، ولكن الشخص غير العادي، يقلب الموازين، ويفعل غير المتوقع ، وخلال ساعات يظهر كمن عاد

برغم انه لم يحسم باي ناد سيعلب، ويواصل مسيرته، وليس هذا هو المهم، المهم ان لا يظهر بشكل المستسلم ، بعدها، يمكن ان يذهب باجازة عائلية ويستمتع باجواء واحتفالات الاعياد ، بعد ان تكون الرسالة قد وصلت ، والصورة قد ثبتت

 

فانت ما ترسمه وتصدره عن نفسك، ما تقوله لنفسك، وما تفكر به، وما تترجم به افكارك ، انت الصورة التي تراها عن ذاتك، وتصدرها عن نفسك، فليس هناك شخص في العالم لا يهزم، لا يحبط، لا يخذل، لا ينهار ويخسر ويفشل ويدمر ويُحارب، ويحزن ويبكي، ليس هناك شخص يبقى طوال الوقت في نجاح وتألق، وسعادة. 

 

لكن من يقف، في عز المه، ومن يصدر صورته القوية لنفسه اولاً وهو في قاع حزنه وضعفه، ومن ينهض من سريره حتى وهو يفقد عمله وامله، وكل ما امن به، ويبداً مجدداً، ويخرج ليواجه انكساره، هو من يستمر وينجح، ويبقى ويتميز

 

الغالبية من الناس حين تسقط تستلم، تاخذ قسطاً من الراحة ، تدخل قوقعة العزلة  الحزن والاكتئاب ، والعزلة، تلوم الاخرين، تحمل غيرها سبب فشلها!

لكن القلة تنهض، تتجاوز ، تبتسم مجدداً، تتطلع للغد، وتجهز نفسها وتشحذ همتها وهي تتوقع الافضل، ولا تفقد تفاؤلها، وتصدر صورة الشخص القوي، الناضج المستعد دائماً، وهذا هو الاصعب، بل متعب جداً ولا يقدر عليه الجميع..

 

لهذا فالقلة هم الناجحون .. والطبيعي ان تكون منهم.