الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

ماهذا المونديال العجيب..:الأمير السعودي يتوشح العلم القطري والعكس..السيسي يصالح اردوغان..السعودية تهزم الارجنتين..وتهنئة من الحوثيين..والمنتخب الايراني حزين.. كاس عالم بلا بيرة.. ولا شاكيرا

  • منذ سنة - Wednesday 23 November 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

 

مونديال بدأ بمفاجأة ظهور "مورجان فريمان" لابد ان يكون غير عادياً، مفارقات كثيرة لاول مونديال في الشرق الاوسط، وتحديدا في المنطقة العربية الاسلامية

لقد كانت قطر "مصيبة" وهي تصر على استضافة اهم حدث عالمي، وتعيد صياغته الجغرافية، هاهو الاذان يقطع احتفالات الفيفا، والقران يسمع للمرة الاولى في افتتاح كاس العالم، ويمنع شرب البيرا، ويصافح السيسي اردوغان ، وتبكي ايران ، وتوحد السعودية الوطن العربي ، كما كان يحلم جمال عبد الناصر.


منذ اول  وهلة  كان واضحاً ان النسخة العربية من المونديال مختلفة، وسيغلب الطبع الشرقي، واللمسة العربية الاسلامية ستظهر .

حفل الافتتاح كان مناسبة لاذابة الجليد بين القطبين المصري والتركي، لبدء انعاش المفاوضات الاستكشافية التي توقفت بينهما، ولهذا حضر السيسي واردوغان، ليعقدا قمة غير معلنة مسبقاً ، وهذا هو سبب حضورهما الحقيقي

فعلى هامش المونديال عقدت القمة ،  في حدث محايد، وارض مشتركة الصداقة، فعقد القمة لم يكن قرارا ارتجاليا وليد اللحظة بل خطة قطرية. 


وهنا في المدرج بينما انصرف الرئيسان المصري والتركي لامرهما، كان امير سعودي يجلس في المنصة الرئيسية،  يستعد لبدء تشجيع المنتخب القطري، وهو الذي هدد قبل سنوات قليلة  قطر، وقاطعها وشن عليها حملة عربية لعزلها

 العلم القطري يتدلى من على كتف الامير السعودي الشاب، حيث سيقوم   الامير القطري برفع العلم السعودي بعد يوم واحد ، فقد انتهت الازمة السعودية القطرية منذ اشهر قبل افتتاح المونديال وكانت المصالحة الخليجية واحدة من اهم العناويين السياسية 

لكن المصالحات السياسية والمصالح والاتفاقات وانهاء القطيعة شيء، وما شاهدناه من حماس الامرين تجاه منتخب الدولة الاخرى شيء اخر، ففي مونديال قطر تمت المصالحة الحقيقة، وانها ليست مجرد مصالحة دول ومصالح، بل مصالحة اخوة ومحبة، وهي الاهم.


ثم ماذا؟ هاهو الافتتاح يدشن مرحلة جديدة لقطر، التي اردات من المونديال تقديم صورتها الجديدة العصرية للعالم، بعد ان التصقت بها تهم دعم الارهاب والاخوان وطالبان، ليجد العالم  امامه النسخة العصرية من الامارة الاسلامية الثرية، بانها منتفحة، وحديثة، وتقبل الاخر

امارة  بعقل منفتح اوبن مايندد ، وليست ارهابية او متطرفة او متعجرفة،  او متخلفة، فقطر تسعى لدور عالمي، ومازال طموحها كبيراً وهذا حقها، ولكن هذه المرة باعتبارها احد الوسطاء العقلاء في المنطقة المتوترة العلاقات، لتقدم نفسها وسيطاً دولياً، سواء خليجياً او عربياً او اقليمياً او حتى دولياً، لذلك ستلاحظ دورها في الاتفاق النووي والوساطة بين الخليج وايران، وبين طالبان وامريكا.


وفي المونديال قامت بدور اذابة الجليد بين مصر وتركيا، وكذلك عقدت حوار استرايجي مع وزير الخارجية الامريكي من خلال الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي القطري، والذي ستحتاجه امريكا في تواصلها مع دول المنقطة لاسيما ايران.

اما ايران التي كانت في المدرجات فقد بدا اكثر حزناً والماً،  مما كنا نعتقد، وظهر حجم السخط الشعبي ضد الحكومة والطبقة السياسية ، والقبضة الامنية، سواء من خلال تصريحات المنتخب الايراني " شعبنا ليس سعيدا" او اللافتات التي رفعت في المدرجات وتطالب بالحرية والحياة، او حتى اعلان الرفض والتمرد من خلال رمزية رفض اداء النشيد الوطني

وطبيعى ان من سيدخل المبارة بهذه النفسية المنهارة، وهو قادم من بلد يشعر فيه بالاضطهاد، لن يقدم افضل مما لديه، لذلك يمكن توقع توالي الخسارات الايرانية الثقيلة. 

لكن السعودية على العكس تماماً ، ظهرت اكثر تماسكاً قيادة وشعباً وجمهوراً ومنتخباً، وانعكس هذا التماسك على الاداء، وحدثت المفاجاة، لقد هزمت السعودية الارجنتين

وكان حدثا تاريخيا زلزل الكوكب كله، لانها نتيجة غير متوقعة، وقبل ليلة كان ولي العهد السعودي يخبر منتخب بلاده ان عليكم فقط الاستمتاع باللعب، لا احد يتوقع منكم النصر او التعادل، ولعل كلمات الامير السعودي رفعت جزء من الضغط على المنتخب، ليقدم افضل مما عنده، وتحصل المفاجاة، بان يخرج ميسي مهزوماً

لقد وحد الفوز السعودي  مشاعر العرب، بشكل قلما بات يحدث مؤخراً، واكتشف الجميع اننا فعلا امة عربية واحدة، وبدا غريبا ان السعودية بنصرها تعيد احياء مشاعر القومية العربية، برغم ان غالبية العرب شجعوا الارجنتين، لكنهم فرحوا لفوز السعودية

وكانت فرحة حقيقة غامرة، وحتى ممن يعتبرون السعودية عدوهم التاريخي، اي الحوثيين الذين تقافزت قيادتهم على وسائل التواصل لتهنئة المنتخب السعودي، باعتباره نصرا عربيا يسعدنا، ولعل فرحتهم بفوز السعودية اظهرت حقيقة المشاعر الاخوية بين الجيران، وابناء الدين الواحد بعد حرب 8 سنوات، واجزم ان فوز ايران ما كان ليسعد الحوثيين ، كما فعل الفوز السعودي.

انه كاس عالم عربي فريد، صحيح ان نسخة اغنية المونديال كانت رديئة جدا، وبدلا من شاكيرا حصلنا على تقليد هابط ، كانت نيتجته التنمر على مريام فارس والهجوم عليها، فكيف ستقنع الجمهور الذي ارتبط باغاني شاكيرا ان يقبل هذه النسخ الباهته سواء من بلقيس او مريام

والاظرف في كل القصة هو منع البيرة قبل ساعات من المونديال، لجمهور اجنبي يشجع كرة القدم ليشرب البيرة، وبالطبع كانت خسارة لشركات البيرة التي تعتبر المونديال موسمها، لكن الاظرف هي حيل الجمهور لخداع المنظمين، والحديث عن التحايل من قبلهم بصب البيرة داخل علب الكوكاكولا، كما يفعل المراهقون.


وكانت قطر مثل الشخص الذي  لا يشرب الخمر، ويريد التقرب من  شلة خمورجية.. ويكون  واحداً  منهم، فدعاهم لبيته، وهم في الباب قال  لهم .. معلش ممنوع الخمر في بيتي.. !!! 
لانه  خاف ان قال  لهم ممنوع وهم في بيوتهم فلن يأتوا ، وهذه احدى الصراعات التي ستعيشها قطر مستقبلاً وهي تتحول من دولة اخونجية الى دولة اوبن مايندد ..