الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

اليمن سيد المنطقة: دوره القيادي وجد ليبقى.. وسبب الفوضى في المنطقة…. تنازله عن دوره الطبيعي

  • منذ سنة - Saturday 05 November 2022

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

 


هناك بلدان تُخلق لتكون دولاً، وبلدان تبذل جهداً لتتحول الى دول، واليمن اهله موقعه ليلعب دوراً قيادياً في تاريخ المنطقة الحضاري والسياسي، منذ فجر التاريخ قبل الالاف السنين
 فموقعه كحجر زاوية، شكل عماد واستقرار المنطقة، بصفته البلد الكبير، المنشط للتجارة وسير القوافل، ونشوء الأسواق، وحركة الاقتصاد والقوة الشرائية في وقتها، بلغة اليوم.


شرطي المنطقة 
وتخلي اليمن عن هذا الدور ، لاسباب داخلية او خارجية، وأخرى موضوعية، كان له اثر باختلال التوازن في المنطقة برمتها، والتي أصبحت مرشحة للانفجار 
فاليمن بلد كبير وضخم، والسيطرة عليه ليست بالمهمة السهلة أطلاقاً، فكل محاولات السيطرة والاحتلال، فشلت، ومحاولات التهميش نتج عنها رد فعل عكسي.

فمحاولة تجحيم دور اليمن، نتج عنه انفجارات واضطرابات اثرت على استقرار المنطقة ومستقبلها.

فلا استقرار في شبه الجزيرة العربية، حيث اهم الممرات المائية في العالم " باب المندب" الا باستقرار اليمن

 تاريخ اليمن يشفع له، كبلد تاريخي عظيم، ساهم في نمو واستقرار المنطقة ، ونقل حضارته لمن حوله، وساهم في نمو وازدهار حضارات فرعية صغيرة مجاورة للحضارة اليمنية 
وفي تاريخه المعاصر، انتهج سياسة عربية تليق ببلد هو اصل العرب، بصفته من البلاد العربية القليلة، التي بقيت محافظة على ارثها القومي العروبي، وملتزمة بقضايا الامة، فلم يشرع احتلالاً، وجرم التطبيع  مع العدو الصهيوني
  ورفض انتهاك سيادة الدول العربية، ووقف بحزم ضد احتلال العراق، وقبلها ضد غزو العراق للكويت، ولم يشارك بغزو لبلد شقيق عربي ، او يوافق على اعلان الحرب عليه
او  يصمت امام  مؤامرة ضد جيش ودولة عربية ، وكان من أوائل الدول العربية التي احتضنت المقاومة في فلسطين ، خاصة بعد خروجها من لبنان مطلع الثمانينات ، واكثر البلدان التي ايدت مقاومة لبنان ودعمت انتفاضة الأقصى في فلسطين الأولى والثانية 
وكان موقف اليمن واضحاً دون لبس، او حياد، فلم يعرفه العرب، الا نصيراً لكل قضاياهم العادلة ، ولم يتورط اسم اليمن منذ خلق في التاريخ ضد اي بلدٍ عربي ولم يفرط بحق عربي او يقلل من كرامة.

كيف لا وهو الاب الشرعي للعرب، وعماد خيمتهم ، ونبل اصل كرمهم وشهامتهم 


عودة اليمن لموقعه وقدره التاريخي ، ستؤهل العرب والمنطقة للعب دور اكبر، وقتها سيكون العرب قاطبة .. قطب واحد، وتكتل واحد
فهو  ليس  بلد هامشي، ومن يعتقد ذلك فهو لا يفهم لا في التاريخ، ولا في في التخطيط المستقبلي الجيوسياسي،ولا حتى في السياسية.


فليست مشكلته انه بلد تاربخي في منطقة بلا تاريخ ، بل مشكلته ان هذا الحمل الثقيل بات يحمله وحده، وكانه ارث يخصه وحده.

قوة اليمن في موقعه، ومكانته، وتنوعه، وثرواته ، واقتصاده النفطي وغير النفطي، وفي ثرائه وثروته، وقيمته وتنوعه، وتعدد الوانه، وقدرته على التعايش، والحوار والمشاوره، والشورى والديموقراطية ، وإرساء قواعد الحكم الحديثة .

فان تمكن اليمن من الخروج من ازمته الراهنة ، التي طالت، وباتت تهدد مستقبل واستقرار وامن المنطقة والعالم، فكل ما ينقصه فقط هو الإدارة السليمة للاقتصاد.


فهو يتمتع بالخبرات، والكفاءات والقوى العاملة والمفكرة والمجتهده من النساء والرجال.
فمخزون اليمن البشري هائل، والطاقات المكبوته في هذا البلد الضخم كبيرة، وآي محاولة لكبت دور اليمن وتهميشه، يعني حدوث انفجارات واضطرابات ، تزلزل وتهز الكيانات السياسية، والنمو الاقتصادي، والخطط الاستراتيجية.

فهذا الإرث الثقيل الذي يحمله اليمن ، ليس ملكه وحده ، انه تاريخ وارشيف المنطقة ، وهو مهم لتثبيت الجذور، والشعور بالانتماء ، وان يتحول لعمل وحركة ونمو واقتصاد ، وسياحة واستثمار، وأرقام مالية.

لذلك طالت عقود تهميش اليمن، وحان الوقت لاستعادة دوره، لان مامن دولة في المنطقة تمكنت من إحلال الفراغ الذي تركه، فلا هي حلت محله، ولا هي تمكنت من السيطرة عليه، ولا حل الا بالتسليم بأن القيادة هي تكليف تاريخي لهذا البلد فقط، بالتكامل مع جيرانه واشقائه.