صراع الطاقة يصنف الحوثي جماعة إرهابية

رشا كافي

صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

صراع الطاقة يصنف الحوثي جماعة إرهابية

AF

طول ثمن سنوات ظلت الشرعية اليمنية ترحب بقرارات تصنيف الحوثي كمليشيات إرهابية، سوى من قبل السعودية أو من قبل الخارجية الأمريكية وجامعة الدول العربية، وحتى قرار مجلس الأمن الدولي، الذي جاء متأخراً بعد أن وصلت صواريخ الحوثي إلى دبي أحد أهم الموانئ التجارية في العالم، وليس لأجل ما إرتكبته الجماعة من جرائم ضد الإنسانية، إلا أنها لم تصنف الجماعة مليشيات إرهابية إلا منذ يومين كقرار فاجأت به الجميع وخصوصاً أنه جاء بعد تبني الجماعة لعملية إستهداف ميناءي  الضبة والنشمية النفطيين. 

 وبحسب بيان المجلس الرئاسي، الذي صنف فيه الجماعة كمليشيات إرهابية، فأن إعتداء الحوثي تهديداً سافراً لإمدادات الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي وسيؤدي ذلك على آثار سلبية على إمدادات وإستقرار سوق الطاقة العالمي، وهو ما ركزت عليه أكثر من أي شيء آخر. 

إذاً مالذي جعل الشرعية تصنف الحوثي اليوم مليشيا إرهابية رغم كل جرائم الحرب التي إرتكبتها الجماعة بحق المواطنين، على مدار ثمان سنوات والتي ظلت تحاوره رغم بشاعة كل ما أرتكبه؟

في الحقيقة لا الشرعية ولا العالم يهتم لما يرتكبه الحوثي بحق المواطنين داخل اليمن، طالما لا يأثر ذلك بشكل مباشر على أي مصدر من مصادر الطاقة العالمي، حتى وإن كان ذلك المصدر بسيطاً.

خصوصاً في هذا التوقيت، الذي يشهد فيه العالم الغربي تهديداً حقيقياً من نقص الطاقة، ومع قدوم الشتاء فهو بحاجه لتأمين كل مصادر الطاقة في العالم لمواجهة الخطر الروسي.

 فنحن لم نعد مفصولين عن العالم، وفي هذا التوقيت بالذات، وما يحدث في أوروبا له إرتداداته في صنعاء، وهذا ما جعل الشرعية اليمنية تتخذ قرار تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية كجزء من هذا المحيط الذي لطالما ظل يهتم لراحة العالم الغربي على حساب إنسانيته ودمائنا.