الإخوان في تعز يتخلص من أدواته

رشا كافي

صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

الإخوان في تعز يتخلص من أدواته 
AF

العام الفائت ومثل هذا اليوم تم تصفية القيادي الإخواني البارز ضياء الأهدل داخل مدينة تعز، التي تقبع تحت سيطرة الإخوان وفي وضح النهار على الشارع العام مع تعطيل مسبق لكاميرات المراقبة.

تصفية ضياء المتهم بإغتيال العميد عدنان الحمادي وأحد الشخصيات الممنوعة من السفر بأمر من النيابة العامة على أثر القضية، جاء ضمن الصراع الخفي الذي يدور بين أجنحة الإخوان السياسية والعسكرية أو بالأصح بين أدواتها العسكرية، التى إستخدمتها في عملية تصفيات سابقة وبث الفوضى، وإنشاء سجون سرية لإخفاء كل من يتصدر او يعارض تصرفاتهم داخل المدينة، وأتى الوقت للتخلص منها.

اليوم يتم التخلص من صهيب المخلافي شقيق غزوان المخلافي بطريقة مختلفة عن الاهدل لكنها في الأخير تصفية وإن كانت على يد الحملة الأمنية، الذي ظل لمدة سبع سنوات ينهب ويبث الفوضى والقتل بجانب أخيه المراهق والمدلل لقيادة تعز العسكرية غزوان المخلافي، والذي لطالما إحتما الأخوين طول سنوات سابقة بقيادة الحملة الأمنية نفسه.

 واليوم فقط جأت الأوامر بالتخلص منهم، خصوصاً بعد خبر مغادرة الحاكم الفعلي للمدينة القيادي في الإصلاح "سالم فرحان" مستشار قائد المحور شكلياً وحاكم مدينة تعز واقعياً، وهو الرجل الأول المسؤول عن حماية عصابات الفوضى التى يقودها غزوان المخلافي وغيرها من العصابات بعد صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا، والذي هو الآخر يشكل سور حماية لغزوان وأخيه بحكم قرابة الدم بينهما. 

بعيداً عن تصفية الأدوات التي يقوم بها الإخوان في المدينة والتي ثبت تورطهم بأعمال إرهابية كثيرة، والتي بدأت تحديداً بعد المصالحة السعودية القطرية، حيث جأت هذه التصفيات لإخفاء خيوط الجرائم التي إرتكبوها، إلا أن مغادرة سالم مع عائلته المدينة الى الأردن بهذا الشكل وبهذه الطريقة، الرجل الذي لا طالما شكل رعباً كبيراً لكل مخالف لمنهجية حكم الجماعة داخل المدينة ،لا تدل إلا على أن هناك تحالفات جديدة ومصغرة داخل المجلس الرئاسي و تفاهمات كبيرة تحدث تحت الطاولة، بين طارق صالح وجماعة الإخوان في تعز.

 ولكي يثبت الإخوان حسن نياتهم بهذا التحالف الجديد فقد بدأ بتنحية سالم من المشهد وهي خسارة كبيرة لهم، لكن التحالف الجديد يستحق ذلك خصوصاً بعد شعورهم بخطر إلتهامهم من قبل الإنتقالي والذي لازال يتوسع كل يوم أكثر من قبل على حساب تقليص وجودهم على الأرض. 
فالأيام القادمة ستشهد المزيد من التصفيات، المزيد من التنحيات والمزيد من التحالفات، فقط راقبوا ذلك.