الإرث اليهودي العربي ما بين التمسك بالهوية ومحاولة التجريف الصهيونية

  • منذ سنة - السبت 08 أكتوبر 2022

الإرث اليهودي العربي ما بين التمسك بالهوية ومحاولة التجريف الصهيونية
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

الإرث اليهودي العربي ما بين التمسك بالهوية ومحاولة التجريف الصهيونية(1)

رشا كافي 
AF 


بعيداً عن الخلاف التاريخي حول اليهودية كديانة، وحول العبرانية كقومية عرقية واللغط الحاصل عليهما، إلا أن اليهود كمسمى يحمل الكثير من الجدل السياسي والتاريخي معاً، خصوصاً بعد قيام دولة إسرائيل،  ناهيك عن الخلافات الدينية بين اليهود والمسلمين والتحريض المستمر المشحون بالكره ضدها كديانة او كقومية تاريخاً.

اليهود العرب؛ يشير هذا المصطلح إلى يهود البلدان العربية بمختلف أعراقهم سوى العربية او غير ذلك، وأقصد هنا كالأمازيغ والكرد، والذين يعتبروا سكان أصليين غير وافدين، متواجدين في جميع الطبقات الإجتماعية المختلفة من فلاحييين وحرفيين وأغنياء وتجار إلى فقراء وفنانون.


فهم ليسوا فئة محددة ولا وحدة ثقافية محصورة على نفسها ولا طبقة اجتماعية معينة،  هم كل ذلك الجزء من التركيبة الاجتماعية الشرقية بشكل عام، من مسلمين ومسيحيين وغيرها من الديانات الأخرى، والتي يتشاركون معها لغة واحدة بجانب لغتهم الدينية الخاصة "العبرية" بالإضافة إلى العادات والتقاليد وبما فيها الموروث الشعبي سوى المادي او اللامادي.

فقد ظل اليهود العرب حتى نهاية الحرب العالمية الأولى يرفضون فكرة الصهيونية تماماً، إما لتعارضها مع تشددهم الديني وذلك لتبنيها النمط الأوروبي في الانفتاح والتحرر.

 

وهو ما برره يهود اليمن في تصريح قديم للحاخم يعيش بن يحيى  زعيم الطائفة اليهودية اليمنية في التسعينات، والذي وضح سبب رفضه للصهيونية فهو حسب قوله "تتعارض مع تدينهم ومع إلتزامهم بالتوراة"، وإما لصعوبة التقارب الفكري والاجتماعي بين يهود الغرب واليهود العرب .

ولأن الحديث عن اليهود العرب ظل ضبابياً وبارزاً بشكل أحادي غير موضوعي، عملنا في العربية فليكس لفتح ملف اليهود العرب في شبة الجزيرة العربية والشام والمغرب العربي، محاولة منّ إظهار السردية التاريخية بشكلها الحقيقي دون إي تحييز.

 حول تهجير اليهود العرب وإدعاء إسرائيل بملكية موروثهم العربي وجعله خاص بالكيان الصهيوني، بعد أن كانت تحاول بكل قوة التخلص من ثقافة اليهود الشرق لأجل دمجهم في المجتمع الإسرائيلى الجديد.

 

والتي كانت تطغى عليه الثقافة الغربية والذي شكل بعد ذلك صدعاً كبير في الوسط الصهيوني، وهذا ما صرح به بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي وقتها : " لا نريد أن يصبح الإسرائيليون عرباً، من واجبنا أن نقاتل ضد روح الشرق التى تفسد الأفراد والمجتمعات، وأن نحافظ على القيم اليهودية الحقيقية كما تبلورت في الشتات" 

وذلك من خلال حلقات أسبوعية تنشرها الجريدة عن اليهود في المشرق والمغرب العربي سوى قبل الهجرة إلى إسرائيل أو بعدها، وعن عوامل تهجيرهم او بقائهم في بلدانهم بما فيه الموروث الثقافي الشعبي، الذي يمتلكوه والذي يعود أصله إلى بلدانهم الأم التي جاءوا  منها .