"ليتني سمعت إنذار قلبي".. جولدا مائير تروي كيف تجرعت اسرائيل مرارة هزيمة أكتوبر

  • العربية فيلكس
  • منذ سنة - Thursday 06 October 2022

"ليتني سمعت إنذار قلبي".. جولدا مائير تروي كيف تجرعت اسرائيل مرارة هزيمة أكتوبر
هدير أبوالعلا
كاتبة صحافية مصرية- محررة الشأن العربي في AF

" سأكتب عن حرب أكتوبر ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي.. وسيظل معي باقيًا علي الدوام"، هكذا قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وقت حرب أكتوبر 1973 خلال كتابها الشهير مذكرات جولدا مائير. 


كتاب حياتي، أو مايعرف بكتاب جولدا مائير، مليء بروايات عن حرب أكتوبر بقلم رئيسة الوزراء الإسرائيلية،  والذي تعترف به بالهزيمة الساتحقة التي عاشها الاسرائلين من قبل الجيش المصري والجيش السوري، وفي إشارة من جولدا مائير للمرارة التي عاشتها في الحرب قالت في كتابها، "ليس أشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 (حرب يوم كيبور)".

وقالت مائير في حديثها عن الحرب، أن لحظة بدء الحرب كانت المفاجآة التي لم يتوقعها الجنود الإسرائيلين، فقد وصفتها مائير في اعترافاتها، قائلة :"كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق.. لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلًا".


قبيل الحرب بأيام، اجتمعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية بقادة جيشها، لتستعرض عليهم المعلومات التي حصلت عليها والخاصة بتعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود، كما استعرضت نتائج المعركة الجوية التي جرت بين سوريا وإسرائيل في سبتمبر الشهر السابق للحرب. 
جميع المعلومات التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي وقتها، أكدت عدم قدرة القوات المصرية والسورية المحتشدة على القيام بأي هجوم. 

وقالت جولدا مائير في اعترافاتها:" كان الرأي الذي التقي حوله الجميع أن الموقف العسكري يتلخص في أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصري-سور ي أما القوات المصرية المحتشدة في الجنوب، فلا يتعدي دورها القيام بالمناورات المعتادة".
وتمضي مائير في اعترافاتها:" ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء احتياطي ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع." 

 

اجتماع 5 أكتوبر
في يوم 5 أكتوبر، عقدت مائير اجتماعًا أخر لمطبخها السياسي لإعادة بحث الموقف وخلال الاجتماع اقترح "إسرائيل جاليلي" تفويض مائير ووزير الدفاع سلطة استدعاء احتياطي، وإعلان التعبئة العامة، إذا تطلب الأمر ذلك.
 وتقول مائير في اعترافاتها حول هذا الاجتماع:" كان من واجبي أن استمع إلي "إنذار" قلبي، وأستدعي الاحتياطي، وأمر بالتعبئة". 

ثم تصف شعورها إزاء الخيبة بقولها:" لم يكن منطقيًا أن أمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية، التي لا تبررها لكني- في نفس الوقت- أعلم تمامًا أنه كان واجبًا علي أن أفعل ذلك وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي ولن أعود مرة أخرى نفس الإنسان الذي كنته قبل حرب يوم كيبور".

 

يوم الحرب
 وفي الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 6 أكتوبر، تلقت مائير-كما تقول في اعترافاتها- معلومات بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجومًا مشتركًا في وقت متأخر بعد ظهر نفس اليوم، وعلي الفور عقدت مائير اجتماعًا ثالثًا لمطبخها السياسي والذي جري من خلاله من جديد استعراض الموقف.

 ولكن كما تقول مائير" كان هذا اليوم الوحيد الذي خذلتنا فيه قدرتنا الاسطورية علي التعبئة بسرعة"،  واجتمعت مائير عقب هذا الاجتماع بزعيم المعارضة "مناحم بيجين" واجتمعت بالسفير الإسرائيلي في إسرائيل وعند الظهر عقدت مائير اجتماعًا للحكومة الإسرائيلية للبحث في تعبئة قوات الاحتياطي.

اندلاع الحرب
 وفجأة وقبل أن ينتهي الاجتماع، فتح باب قاعة الاجتماعات واندفع سكرتير مائير العسكري نحوها ليبلغها بأن الهجوم قد بدأ وتقول مائير:" في نفس اللحظة سمعنا صوت صفارات الإنذار في تل أبيب وبدأت الحرب".

 وتقول مائير في اعترافاتها:" ليت الأمر اقتصر علي أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب بل إننا كنا نحارب في جهتين في وقت واحد ونقاتل اعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".