مكالمة على حافة التصعيد.. اتصال ترامب وشي يعيد خلط أوراق الحرب التجارية

AF

في توقيت دقيق ومشحون بالتوترات الاقتصادية، شهد العالم مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، وسط تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر عالميًا، مما أثار ترقبًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية.

 مكالمة في قلب العاصفة

وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" أعلنت أن الرئيس ترامب بادر بإجراء المكالمة مع الرئيس شي جين بينج، في خطوة قد تحمل دلالات متناقضة بين التهدئة أو التصعيد. هذه هي المكالمة الثانية بين الزعيمين خلال هذا العام، بعد اتصال سابق جرى في 17 يناير، قبيل تنصيب ترامب لولاية جديدة.

ورغم صمت البيت الأبيض وعدم صدور بيان رسمي حتى الآن، فإن غموض فحوى المكالمة فتح باب التكهنات، وحرّك الأسواق نحو التفاؤل الحذر.

 الأسواق تترقّب.. والرسوم تشتعل

شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية تداولات الخميس، في ظل آمال بأن تنجح المكالمة في كسر الجمود بين واشنطن وبكين. ويأتي ذلك بعد أسبوع حافل بالتصعيد، حيث رفعت الولايات المتحدة الرسوم على واردات الصين إلى 145%، وردّت بكين بزيادة الرسوم إلى 125%.

ورغم اتفاق جنيف الأخير على تخفيض مؤقت للرسوم، اتهمت واشنطن الصين بالمماطلة في إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة، ما يُهدد بإرباك سلاسل الإنتاج الأمريكية، خاصة في الصناعات الحساسة.

 تغريدة ترامب: مديح بنكهة إحباط

وقبل المكالمة بيوم واحد، نشر ترامب تغريدة مثيرة للجدل قال فيها:
"أنا أحب الرئيس شي.. دائمًا أحببته، لكنه صارم للغاية ومن الصعب جدًا التوصل إلى صفقة معه!!!"
وهو ما اعتبره مراقبون انعكاسًا للتوتر الشخصي في العلاقة بين الزعيمين، وامتدادًا لتعقيد الملفات العالقة بين الدولتين.

قيود جديدة.. وتصعيد متبادل

الصين من جانبها، وصفت الخطوات الأمريكية الأخيرة بأنها "انتهاك خطير" لاتفاق جنيف، خاصة بعد فرض قيود على مبيعات برامج تصميم الشرائح الإلكترونية وقيود على شركة هواوي، إضافة إلى إلغاء تأشيرات عدد كبير من الطلاب الصينيين.

في المقابل، أكدت واشنطن أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة "حماية الأمن القومي"، لا سيما في ما يخص الاستخدام المزدوج للمعادن النادرة في التطبيقات المدنية والعسكرية.

 أفق ضبابي.. ومخاوف من الانفجار

رغم موجة بيع شهدتها الأسواق سابقًا، فإن اتفاق جنيف ساعد في تهدئة نسبية، إلا أن مكالمة ترامب وشي أعادت القلق إلى الواجهة. المستثمرون ما زالوا يترقبون بحذر مآلات العلاقة، وسط تحذيرات من أن فشل الهدنة قد يشعل موجة جديدة من التصعيد الجمركي.

ويتزامن هذا الاتصال مع استعداد ترامب للقاء المستشار الألماني فريدريش ميرز، حيث من المتوقع أن تكون العلاقات التجارية مع أوروبا على جدول أعمال ساخن، خاصة بعد تهديدات أمريكية بفرض رسوم تصل إلى 50% على واردات الاتحاد الأوروبي إن لم يُبرم اتفاق قبل 9 يوليو 2025.