منذ 3 أسابيع - Sunday 18 May 2025
AF
عدن، العاصمة المؤقتة لليمن منذ عام 2015، تحولت إلى مركز صراع سياسي وأمني بين قوى محلية مدعومة خارجيًا، أبرزها:
المجلس الانتقالي الجنوبي (مدعوم من الإمارات)
الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا (مدعومة من السعودية)
قوى محلية مدنية وشعبية غير ممثلة رسميًا
عدن تعاني من غياب الخدمات، انهيار البنية التحتية، تفشي البطالة، وتدهور الأوضاع الأمنية، رغم وعود التحالف المتكررة بإعادة الإعمار.
انهيار العملة وارتفاع الأسعار
الريال اليمني تدهور بشكل كبير في مناطق الشرعية، مما أدى إلى موجة غلاء معيشة فاحشة، خصوصًا في الغذاء والوقود.
انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
تدهور خدمات المياه والصحة والتعليم.
توقف شبه تام للرواتب في بعض المؤسسات.
تفكك الأجهزة الأمنية وانتشار الفوضى
تعدد المليشيات والانقسامات داخل الأجهزة العسكرية والأمنية، مما زاد من شعور المواطنين بعدم الأمان.
رغم أن المجلس يسيطر فعليًا على عدن، إلا أنه فشل في تقديم نموذج حكم مستقر، وتُتهم قياداته بالفساد والتقاعس عن معالجة الأزمات.
فشل المجلس الرئاسي والحكومة في إدارة الوضع
عجز واضح عن اتخاذ قرارات جريئة تخص عدن، وسط ضغوط سعودية-إماراتية متضاربة.
قوى مدنية وشبابية مستقلة: تقود الاحتجاجات دون غطاء سياسي واضح، وهو ما يمنحها صدقية شعبية.
تيارات جنوبية معارضة للمجلس الانتقالي: خاصة تيارات سابقة في الحراك الجنوبي لا تتبع عيدروس الزبيدي.
بعض المؤشرات على غض طرف سعودي عن المظاهرات: لا يُستبعد أن تكون هناك محاولة سعودية للضغط على الانتقالي من خلال السماح بتفجر الغضب الشعبي.
كسْر حاجز الخوف من سلطة المجلس الانتقالي
لأول مرة منذ سنوات، يتم انتقاد الانتقالي صراحة في شوارع عدن، وهو مؤشر على بداية تآكل شرعيته المحلية.
رفض شعبي مشترك للسلطة بكل أجنحتها
الشعارات تستهدف الجميع: المجلس الرئاسي، الحكومة، الانتقالي، وحتى التحالف.
الشارع الجنوبي يقول ضمنيًا: “نحن لسنا أدوات للتحالف، ولسنا ممثلين فقط بالمجلس الانتقالي”.
قمع المظاهرات بعنف
وهو خيار وارد، خاصة من قبل فصائل تابعة للانتقالي، وقد يؤدي ذلك إلى انفجار أكبر.
استيعاب المظاهرات من خلال وعود إصلاحات وهمية
قد تظهر مبادرات شكلية لتهدئة الشارع مؤقتًا دون تغيير حقيقي.
تنامي قوة تيارات مدنية جديدة
هذه فرصة لصعود خطاب مدني مستقل في الجنوب، لا يخضع للانتقالي أو الحكومة.
تحرك إقليمي لتعديل توازنات السلطة
السعودية قد تستثمر في هذه اللحظة للضغط على الانتقالي وإعادة تشكيل قيادة عدن.
مظاهرات عدن الحالية ليست مجرد صرخة جوع وغضب، بل تعبير سياسي عن نهاية مرحلة من السيطرة المنفردة للمجلس الانتقالي، وبدء اهتزاز شرعية كل الأطراف في نظر الشعب. ما يحدث في عدن اليوم قد يتحول إلى نقطة تحول استراتيجية في مسار الجنوب واليمن ككل، إن استمر الزخم الشعبي واتسعت رقعته.
أسئلة للتأمل:
هل سيستطيع المجلس الانتقالي احتواء الغضب أم سيواجهه بالقمع؟
هل نحن أمام نواة انتفاضة جنوبية مدنية ضد الفساد والمحاصصة؟
ما الدور الذي قد تلعبه السعودية والإمارات في توجيه الأحداث القادمة؟
وهل يمكن أن تتحول هذه المظاهرات إلى كتلة ضغط سياسية مستقلة تنهي احتكار التمثيل الجنوبي