منذ 4 أسابيع - Thursday 15 May 2025
AF
رغم العلاقات الوثيقة التي طالما تفاخر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي السابق والحالي دونالد ترامب، إلا أن جولة الأخير في الشرق الأوسط هذا الأسبوع كشفت عن تراجع ملحوظ في تأثير "بيبي" على قرارات الحليف الأقوى.
أحداث الأيام القليلة الماضية تشير بوضوح إلى أن السياسة الأمريكية في عهد ترامب، باتت تتجاوز نتنياهو بشكل غير مسبوق:
يوم الإثنين، أُفرج عن عيدان ألكسندر، المحتجز الأمريكي-الإسرائيلي في غزة، بعد مفاوضات لم تُشارك فيها الحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر، وتم إعلام نتنياهو بنجاح الصفقة فقط بعد إتمامها.
في اليوم التالي، رفع ترامب العقوبات عن سوريا استعدادًا للقاء في الرياض مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي وصفه ترامب بـ"الشاب الجذاب والمقاتل"، في تجاهل واضح لتحذيرات إسرائيل من "خطره الجهادي".
أما في 6 مايو، فقد أعلن ترامب عن هدنة مع الحوثيين في اليمن دون تنسيق مع تل أبيب، تاركًا إسرائيل وحدها في مواجهة صواريخ أُطلقت من اليمن بعد الاتفاق.
أحد أكثر التحولات حساسية تمثل في سعي ترامب نحو مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهو الملف الذي يعد جوهريًا في أجندة نتنياهو الأمنية. إلا أن المفاوضات التي جرت مؤخرًا في مسقط، وإن بدت أقرب للموقف الإسرائيلي، إلا أن الثقة في استمرار هذا النهج ليست مضمونة، خصوصًا مع توجهات ترامب البراغماتية.
السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورين صرّح صراحةً:
"من المؤكد أن نتنياهو لا يحظى بموافقة ترامب في الوقت الحالي. وإذا كان يحظى بها، فهو لا يملك قلب وعقل ترامب".
وأكد أورين أن جولة ترامب تركز على المصالح الاقتصادية الأمريكية، وهو ما يُضعف موقف إسرائيل في ظل غياب استثمارات مالية ضخمة يمكن أن تنافس النفوذ السعودي والقطري.
تعنّت نتنياهو في إنهاء الحرب على غزة حرم ترامب من التقدم في مشروعه السياسي الرئيسي في المنطقة: اتفاقيات إبراهيم. ففي حين طبّعت الإمارات والبحرين علاقاتها مع إسرائيل عام 2020، رفضت السعودية الانضمام، مشترطة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
وعندما ذُكرت الاتفاقيات في اجتماع الرياض، كان الصمت هو الرد، ما يؤكد استحالة استكمالها في ظل استمرار العدوان على غزة.
زيارة ترامب إلى الدوحة، واحتفائه هناك بعد اتهامات نتنياهو لقطر بـ"التلاعب بالمفاوضات"، أكدت أن الدائرة الدبلوماسية حول نتنياهو بدأت تضيق، في ظل شعور داخل إسرائيل بالقلق من فقدان الدعم الأمريكي التقليدي.
حتى داخل الحكومة الإسرائيلية، وُجهت انتقادات، كما في تصريح الوزير دودي أمسالم الذي وصف طريقة الإفراج عن ألكسندر بأنها "خاطئة تمامًا"، داعيًا إلى مزيد من التنسيق الأمريكي مع تل أبيب.
تعليقات ترامب تعكس نهجًا لا يعتمد على الحلفاء التقليديين، بل على تقييمات ذاتية واتصالات شخصية، كما حدث في مسألة سوريا، حين صرح أنه اتخذ القرار بعد استشارة أردوغان وابن سلمان، وأبلغ إسرائيل فقط دون إشراكها في القرار.
أما بشأن إيران، فإن التوجه نحو السماح بالتخصيب النووي المدني يشكّل نقطة تصادم محتملة أخرى مع حكومة نتنياهو.