الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

صمت الحوثيين أمام إعلان ترامب: مناورة تكتيكية أم قبول ضمني بوقف التصعيد!؟

  • منذ أسبوع - Tuesday 06 May 2025

صمت الحوثيين أمام إعلان ترامب: مناورة تكتيكية أم قبول ضمني بوقف التصعيد!؟
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

في تصريح لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحوثيين “أبلغونا أنهم لا يريدون القتال”، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة أمريكية واضحة بفتح باب التهدئة، وربما التفاوض، بعد أسابيع من التصعيد في البحر الأحمر. لكن ما أثار الانتباه هو الصمت الحوثي أمام هذا الإعلان. فهل هو مناورة ذكية؟ أم قبول غير مباشر بشروط اللعبة الجديدة؟

 

 

 

1. قراءة في دلالات الصمت

 

 

 

في الخطاب السياسي، ليس الصمت غيابًا عن الساحة، بل قد يكون أبلغ رد. فصمت الحوثيين يُظهر أنهم يختبرون جدية الطرح الأمريكي دون أن يمنحوا خصمهم انتصارًا دعائيًا، خاصة أن ترامب وظّف هذا “الطلب الحوثي” لصالح دعايته الانتخابية وقوة الردع الأمريكية.

 

 

 

2. الحوثيون بين خيارين: الهيبة أم البقاء؟

 

 

 

القيادة الحوثية تدرك أن الاستمرار في استهداف السفن الأمريكية مكلف عسكريًا واقتصاديًا، لكنه أيضًا مصدر فخر داخلي. أما التوقف، حتى لو مؤقتًا، فيهدد صورتهم كمقاومة “لا تساوم”. الصمت، هنا، يوفر هامشًا مريحًا للتحرك بين القيمتين.

 

 

 

3. مناورة تكتيكية بانتظار صفقة أوسع؟

 

 

 

من المرجّح أن يكون الصمت الحوثي مقدمة لتحول أوسع في المشهد، مرتبط بمفاوضات الإقليم:

 


مفاوضات غير معلنة بين إيران والغرب حول تخفيف الضغوط في لبنان واليمن.
رغبة سعودية في إنهاء النزيف اليمني عبر بوابة تفاهمات إقليمية.
سعي أمريكي للفصل بين الحوثيين وغزة، لمنع اتساع رقعة النار.

 

 

 

 

4. المخاطر المحتملة لهذا الصمت

 

 

 

إذا طال أمد الصمت دون موقف واضح من الحوثيين، فإنهم يخاطرون بتآكل شرعيتهم الداخلية، خاصة أمام جمهورهم المتحمّس لنصرة غزة. كما قد تفهمه إسرائيل وأمريكا كضعف، ما يدفعهما للمزيد من الضغط العسكري.

 

 

 

 

 

 

الخلاصة

 

 

 

في ميزان السياسة، صمت الحوثيين ليس علامة ضعف بل ورقة ضغط ذكية، تُبقي على التهديد دون إطلاق النار، وتُرسل إشارة استعداد لمفاوضة غير معلنة. أما مصير هذا التكتيك، فمرهون بقدرة الأطراف على تحويل النار إلى صفقة

......

وايضاً 

في حال صحّت تصريحات ترامب بأن الحوثيين “أبلغوا أمريكا بعدم رغبتهم في القتال”، بينما التزمت الجماعة الصمت ولم تُصدر موقفًا رسميًا، فإن الرد المحتمل للحوثيين قد يتخذ واحدًا من السيناريوهات التالية:

 

 

 

 

 

 

1. الإنكار أو النفي العلني

 

 

 

في حال شعرت الجماعة أن تصريحات ترامب تُحرجها أمام جمهورها أو الحلفاء (كإيران أو محور المقاومة)، فقد تصدر بيانًا ينفي أي تواصل أو تنسيق مع الأمريكيين، وتؤكد استمرار ما تسميه “الرد على العدوان الأمريكي والإسرائيلي”.

هدف هذا الرد: الحفاظ على صورتها كمقاومة مستقلة، وعدم الظهور في موقع الخضوع للإملاءات.

 

 

 

 

 

 

2. الصمت الاستراتيجي واستمرار التهدئة الميدانية

 

 

 

قد يختار الحوثيون التزام الصمت وعدم الرد على ترامب، بينما يوقفون فعلًا العمليات العسكرية ضد السفن أو القواعد الأمريكية مؤقتًا، اختبارًا للنوايا الأمريكية.

هدف هذا الرد: فتح نافذة تفاوض غير مباشرة، دون إحراج سياسي أو تغيير في الخطاب الثابت للجماعة.

 

 

 

 

 

 

3. الرد العسكري المحدود (لخلط الأوراق)

 

 

 

إذا اعتبرت الجماعة أن تصريحات ترامب تهدف لإضعافها أو تقويض دورها الإقليمي، فقد تقوم برد عسكري رمزي – مثل استهداف محدود لسفينة أو قاعدة – لإرسال رسالة مزدوجة: “نحن لا نتراجع، لكننا نتحكم بوتيرة التصعيد”.

هدف هذا الرد: إعادة ضبط التوازن الردعي دون الذهاب لحرب شاملة.

 

 

 

 

 

 

4. تحويل الخطاب نحو إسرائيل فقط

 

 

 

ربما يعيد الحوثيون تركيز خطابهم وهجماتهم باتجاه إسرائيل فقط، كوسيلة لتبرير التهدئة مع أمريكا دون إعلان رسمي، ضمن استراتيجية إبقاء باب التفاوض مفتوحًا مع واشنطن.

هدف هذا الرد: الحفاظ على المشروعية الإقليمية والدينية في خطاب “نصرة غزة”.

 

 

 

 

 

 

أسئلة للتفكير الاستراتيجي:

 

 

 

هل تصريحات ترامب تهدف للضغط على الحوثيين أمام جمهورهم الداخلي، أم لتهيئة الأرض لتفاهم سري؟
ما الذي سيكسبه الحوثيون من الصمت أو القبول غير المعلن؟
كيف ستقرأ إيران هذا الصمت؟ وهل يُفهم كإعادة تموضع أو خيانة للمحور