الحوثيون وورقة مطار بن غوريون: رسائل الردع في زمن تشابك الجبهات

  • منذ أسبوع - Monday 05 May 2025

الحوثيون وورقة مطار بن غوريون: رسائل الردع في زمن تشابك الجبهات

Af

منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، برز الحوثيون كطرف فاعل في محور المقاومة الإقليمي، من خلال تهديداتهم المتكررة لإسرائيل واستهدافهم للملاحة في البحر الأحمر. ويأخذ تهديدهم الجديد باستهداف مطارات إسرائيلية، وخاصة مطار بن غوريون، بعداً نوعياً، يتجاوز البعد الرمزي إلى محاولة خلق معادلة ردع إقليمي غير تقليدية.

 


سؤال مفتاحي:

هل تسعى أنصار الله لتثبيت نفسها كفاعل ردعي إقليمي عبر توسيع نطاق الجبهة جنوباً؟

 

 

 

 

 

 

أولاً: التهديد باستهداف المطارات الإسرائيلية – دلالاته وأهدافه

 

 

 

رسالة للداخل الإسرائيلي: تهديدات استهداف المطارات تمس عصب النقل المدني والاقتصاد، وتهدد بإرباك الحركة الجوية كما حدث حين استُهدف مطار رامون عام 2021.
رسالة لمحور المقاومة: الحوثيون يؤكدون أنهم جزء أصيل من محور الرد، ويهدفون إلى توسيع الجبهة بما يشتت القرار العسكري الإسرائيلي.
رسالة للأمريكيين: هذه التهديدات تمثل تصعيداً ضد الحليف الأول لإسرائيل، وتدل على فشل الضربات الأمريكية المستمرة في ردع الحوثيين أو الحد من قدراتهم.

 

 


سؤال مفتاحي:

ما مدى جدية الحوثيين في تنفيذ هذه التهديدات؟ وهل يمتلكون القدرة الصاروخية والدقة المطلوبة لذلك؟

 

 

 

 

 

 

ثانياً: الضربة الإسرائيلية المحتملة على اليمن – التداعيات والسيناريوهات

 

 

 

الردع الإسرائيلي: أي ضربة إسرائيلية مباشرة لليمن ستكون الأولى من نوعها، وتُدخل إسرائيل رسمياً في جبهة مواجهة جنوب الجزيرة العربية.
مخاطر التصعيد المتعدد الجبهات: الضربة قد تؤدي إلى تفعيل كامل للرد الحوثي، ليس فقط باتجاه إسرائيل، بل أيضاً تجاه الملاحة الدولية، وتهديد الممرات النفطية، مما يعقّد التموضع الأمريكي في البحر الأحمر.
فرص الحوثيين لتوسيع النفوذ: الضربات الإسرائيلية قد تعزز من شرعية الحوثيين في الداخل والخارج كممثلين لفلسطين والمقاومة، وهو ما قد يصعّب على السعودية التقدم في أي مفاوضات سلام دون الاعتراف بنفوذهم.

 

 


سؤال مفتاحي:

هل ترغب إسرائيل فعلاً بفتح جبهة جديدة قد تجر السعودية والإمارات من جديد إلى صراع نشب منذ عقد؟

 

 

 

 

 

 

ثالثاً: حدود الرد الأمريكي مقابل حدود الصبر الحوثي

 

 

 

الضربات الأمريكية المتكررة فشلت في كبح القدرات الحوثية، لا على مستوى الطائرات المسيّرة، ولا على مستوى الصواريخ البالستية.
استمرار الضربات دون تغيير قواعد الاشتباك جعل الحوثيين أكثر جرأة في تصعيدهم اللفظي والعملي.
أي ضربة إسرائيلية ستكسر التوازن القائم، وتدفع الحوثيين إلى التصعيد على نطاق أوسع، ما قد يؤدي إلى استنزاف الحلف الأمريكي في المنطقة.

 

 


سؤال مفتاحي:

هل تفكر واشنطن بترك إسرائيل تواجه “ورطة اليمن” وحدها، أم أنها ستدفعها للامتناع عن أي رد مباشر تفادياً لانفجار إقليمي واسع؟

 

 

 

 

 

 

خاتمة تحليلية

 

 

 

التهديدات الحوثية باستهداف المطارات الإسرائيلية ليست فقط استعراضاً إعلامياً، بل تُشير إلى محاولة الحوثيين لإعادة هندسة معادلة الردع في المنطقة، من خلال الضغط على الأطراف الإقليمية والدولية. أما أي ضربة إسرائيلية لليمن، فقد تكون بمثابة كسر الخطوط الحمراء، تفتح المجال أمام تصعيد غير مسبوق يعيد تشكيل جغرافيا الحرب الإقليمية.

 


سؤال تأملي ختامي:

هل بدأ التحول من الردع الرمزي إلى الاشتباك المباشر بين الأطراف غير التقليدية وإسرائيل؟ وهل اليمن هو الجبهة التالية في معادلة النار المفتوحة