منذ أسبوع - Saturday 03 May 2025
AF
في ظل التطورات الميدانية والسياسية في محافظة تعز، أرسل قائد محور تعز اللواء ركن خالد فاضل رسالة سياسية وعسكرية حاسمة مفادها أن أية محاولات لفصل مدينة المخا عن محافظة تعز لن تمر مرور الكرام، في خطوة قرأها مراقبون على أنها صفعة مباشرة لمشروع تقوده الإمارات عبر حليفها طارق صالح ضمن مساعي إعادة رسم الجغرافيا السياسية لليمن بما يخدم مصالحها الاستراتيجية على البحر الأحمر.
أولاً: الخلفية الجغرافية والاستراتيجية
المخا، الميناء التاريخي المطل على البحر الأحمر، تشكل شريانًا اقتصاديًا وعسكريًا مهمًا لمحافظة تعز، وهي اليوم تحت سيطرة قوات “المقاومة الوطنية” التي يتزعمها العميد طارق صالح، بدعم وتمويل إماراتي. ومنذ سنوات، ظهرت بوادر لتشكيل كيان إداري وعسكري مستقل في الساحل الغربي، معزول عن سلطات تعز المحسوبة على الشرعية.
أسئلة للتأمل:
من المستفيد من فصل الساحل عن الجبل في تعز؟
كيف يؤثر تغيير الهوية الإدارية للمخا على وحدة المحافظة؟
ثانياً: تصريح خالد فاضل… رسالة أم تهديد؟
أطلق قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، في خطاب له مؤخرًا، تصريحات أكد فيها أن المخا جزء لا يتجزأ من تعز، وأن أية محاولات لاقتطاعها أو فرض أمر واقع ستكون “مرفوضة بالكامل”. هذا الموقف يعكس تصعيدًا ناعمًا في وجه الإمارات ومشروعها العسكري والإداري عبر طارق صالح في الساحل، ويشير إلى توتر متصاعد بين مكونات “التحالف” في مناطق سيطرتهم.
أسئلة للتأمل:
هل تمتلك الشرعية القدرة العسكرية لفرض هذا الموقف على الأرض؟
ما دلالات توقيت هذا التصريح بعد تقارب سعودي-إيراني ومحاولات تهدئة في الملف اليمني؟
ثالثاً: المشروع الإماراتي في الساحل الغربي
الإمارات، منذ سنوات، سعت إلى تكوين مناطق نفوذ في الجنوب والساحل، من عدن إلى المخا وحتى باب المندب، من خلال إنشاء تشكيلات عسكرية خارجة عن سيطرة الشرعية. ويعتبر فصل المخا عن تعز جزءًا من مشروع “الحزام البحري” الإماراتي، الذي يهدف إلى التحكم بمضيق باب المندب وموانئ اليمن الغربية، بعيدًا عن سلطة صنعاء أو الشرعية.
أسئلة للتأمل:
ما العلاقة بين النفوذ الإماراتي في الساحل وتحركات إسرائيلية غير معلنة في البحر الأحمر؟
إلى أي مدى تواطأت جهات داخل الشرعية أو تغاضت عن هذه التغيرات الجغرافية؟
رابعاً: موقف طارق صالح بين الولاء للتحالف والانفصال عن الشرعية
العميد طارق صالح يحاول رسم خط سياسي خاص به، مستندًا إلى دعم إماراتي مباشر، ومستفيدًا من كونه لا يزال بعيدًا عن الاستحقاقات السياسية الشاملة. وعلى الرغم من أنه يصرّح بولائه للشرعية، إلا أن واقع سلطته في الساحل، وتجاهله المتعمد لسلطة محافظة تعز، يطرح علامات استفهام حول نواياه السياسية.
أسئلة للتأمل:
هل يمثل طارق صالح مشروعًا جمهوريًا بديلاً أم واجهة لأجندة خارجية؟
هل يمكن دمج قواته ضمن جيش وطني جامع أم أنه يسير في طريق المليشياوية المنفصلة؟
الخلاصة:
تصريحات قائد محور تعز لم تكن مجرد موقف إعلامي، بل تحمل دلالة سياسية وعسكرية واضحة: أن تعز لن تقبل باقتطاع المخا من جسدها. وهي رسالة موجهة أولًا إلى الإمارات، وثانيًا إلى طارق صالح، وثالثًا إلى الأطراف الدولية المعنية بمستقبل اليمن، أن أي تسوية لا تحفظ وحدة تعز ستكون مرفوضة شعبيًا وعسكريًا.
سؤال مفتوح:
هل تعبر هذه الرسالة عن بداية تحوّل في معادلات القوة داخل التحالف العربي، أم أنها مجرد ردة فعل عابرة في مشهد معقد وطويل الأمد