الرئيسية المواضيع سياسة واقتصاد

التنازل من أجل اليمن: اختبار وطني للحوثيين

  • AF
  • منذ أسبوعين - Friday 02 May 2025

التنازل من أجل اليمن: اختبار وطني للحوثيين
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

AF

 


مقدمة

 

 

 

منذ اندلاع الغارات الأمريكية على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، اختار أنصار الله (الحوثيون) التصعيد العسكري، مبررين خطواتهم بـ”نصرة غزة” والرد على “العدوان الأمريكي البريطاني”. لكن مع تزايد الخسائر العسكرية والبشرية، وتقلص هامش المناورة السياسي، تُطرح اليوم أسئلة جوهرية حول جدوى الاستمرار في هذا المسار: هل لا تزال المواجهة المباشرة مع واشنطن خيارًا استراتيجيًا؟ أم أن الوقت قد حان لتراجع تكتيكي يحفظ ما تبقى من أوراق القوة؟ والأهم: هل يمكن للحوثيين أن يعيدوا تموضعهم داخل معادلة وطنية أكثر اتزانًا؟

 

 

 

 

 

 

واقع جديد: أمريكا لن تغادر

 

 

 

الرد الأمريكي على الهجمات الحوثية في البحر الأحمر لم يكن عابرًا. الولايات المتحدة أرسلت رسائل واضحة مفادها أنها لن تتسامح مع تهديد الملاحة الدولية. ومع أن الحوثيين تمكنوا من إحراج قوة بحرية عظمى لبعض الوقت، إلا أن الكلفة تتزايد عليهم داخليًا، دون أن تترجم إلى مكاسب سياسية ملموسة. فهل الاستمرار في المعركة، بهذه الظروف، يخدم المشروع الوطني أم يهدر ما تبقى من رصيدهم؟

 


أسئلة تأملية:

 


ما حجم الفاتورة التي يدفعها المواطن اليمني مقابل هذه المواجهة؟
هل تتناسب هذه التكلفة مع العوائد الاستراتيجية الحقيقية؟

 

 

 

 

 

 

 

معركة خارجية، وأزمة داخلية

 

 

 

الوضع الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين يزداد سوءًا: الرواتب مجمدة، الاقتصاد هش، والبنية التحتية مدمرة. في المقابل، تُستنزف الموارد في تسليح المعركة ضد أمريكا. في زمن الانهيار المعيشي، تصبح “الهيبة” مكلفة، ويصبح التنازل مسؤولية وطنية لا خيانة.

 


إن التراجع ليس بالضرورة استسلامًا، بل قد يكون خطوة محسوبة لإعادة التموضع. والتاريخ مليء بحركات مقاومة عرفت متى تتراجع لتعود أقوى، حين يتغير السياق.

 


أسئلة تأملية:

 


أيهما أولى: شعار “نصرة فلسطين” أم انتشال اليمنيين من الجوع؟
هل يمكن للوطنية أن تتجلى في التنازل لا في التحدي فقط؟

 

 

 

 

 

 

 

الخروج الأنيق: نافذة ما زالت مفتوحة

 

 

 

لا تزال أمام الحوثيين فرصة للخروج الأنيق، عبر تقديم تنازلات وطنية تُحسب لهم لا عليهم. هذا قد يشمل:

 


تخفيف الهجمات في البحر الأحمر.
القبول بتسوية إقليمية تحفظ ماء الوجه.
التركيز على أولويات المواطن اليمني.
فتح باب الحوار الجاد مع المكونات اليمنية الأخرى، لا من موقع الهيمنة بل من موقع الشراكة.

 

 


هذا الخروج الأنيق ليس ضعفًا، بل ذكاء سياسي. فبدل أن يكونوا أداة في صراع خارجي لا يخدم اليمن، يمكنهم أن يتحولوا إلى طرف فاعل في بناء مستقبل يمني جديد، شرط أن يعترفوا أن القوة وحدها لم تعد كافية.

 


أسئلة تأملية:

 


ما الذي سيخسره الحوثيون لو قدموا تنازلات لصالح اليمنيين؟
هل يمكن للتاريخ أن يذكرهم كمن اختاروا “اليمن أولًا” بدلًا من شعارات الخارج؟

 

 

 

 

 

 

 

خاتمة: خيار وطني من أجل يمنيتك

 

 

 

في زمن تتآكل فيه الدول من الداخل، لا يمكن أن تبنى الاستراتيجيات على العناد. “التنازل لصالح اليمن” هو خيار وطني شجاع. ليس خضوعًا، بل تحرر من الانجراف خلف صراعات لا تخدم إلا القوى الكبرى.

 


على الحوثيين أن يسألوا أنفسهم بصدق: هل ما زلنا نقاتل من أجل اليمن، أم أصبحنا نقاتل من أجل مشروع لا يشبه اليمنيين؟

 


سؤال أخير للتأمل:

 


هل لديك الشجاعة لتختار اليمن، حتى لو كان الثمن هو التنازل عن معركة لم تعد لك