منذ أسبوعين - Sunday 27 April 2025
AF
منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015، تشابكت الأجندات الإقليمية والدولية على الأراضي اليمنية، حيث بات الصراع لا يقتصر على مواجهة الحوثيين، بل تحول أيضًا إلى صراع نفوذ بين أبرز الحليفين في التحالف العربي: السعودية والإمارات. وفي هذا السياق، برز دور السعودية في دعم التيار السلفي في كل من تعز ومناطق جنوب اليمن كأداة رئيسية لموازنة وكبح الطموحات الإماراتية.
رغم تحالف الرياض وأبوظبي رسميًا ضد الحوثيين، إلا أن تباين الرؤى سرعان ما ظهر جليًا على الأرض.
السعودية تركز على الحفاظ على وحدة اليمن وضمان وجود سلطة مركزية موالية لها في صنعاء.
الإمارات تدعم قوى محلية انفصالية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وتسعى للسيطرة على الموانئ والممرات الاستراتيجية، ما يهدد رؤية الرياض لوحدة اليمن.
أمام هذا الخلاف الصامت، اختارت السعودية الاستثمار في التيار السلفي كقوة عقائدية وتنظيمية مضادة للنفوذ الإماراتي المتوسع في الجنوب.
في تعز:
دعمت السعودية الجماعات السلفية المسلحة بقيادة شخصيات مثل عدنان رزيق وأبو العباس (رغم أن الأخير لاحقًا اقترب أكثر من أبوظبي قبل أن يتم تحجيمه).
جاء الدعم في شكل تمويل مباشر، أسلحة خفيفة ومتوسطة، وتسهيلات لوجستية عبر محاور القتال ضد الحوثيين.
السلفيون في تعز لعبوا دورًا مهمًا في الحد من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح)، التي تخشاها السعودية والإمارات معًا، ولكنهم أيضًا كانوا أداة موازنة ضد التمدد الإماراتي داخل المدينة.
في الجنوب:
عملت السعودية على دعم مجموعات سلفية مناطقية في محافظات مثل أبين وشبوة لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.
أنشأت الرياض تشكيلات مسلحة جديدة تابعة لـ”محور دعم الشرعية”، منها مجموعات ذات طابع سلفي قوي، ترتبط بعقيدة دينية موالية للخطاب السلفي التقليدي المعتمد سعوديًا.
بعض القيادات السلفية حصلت على دعم إعلامي سعودي وإداري لتمكينها من بناء نفوذ محلي مضاد للوجود الإماراتي.
كبح جماح الانفصال الذي يدعمه المجلس الانتقالي الجنوبي.
موازنة قوى النفوذ في الجنوب، بحيث لا تحتكر الإمارات السيطرة على أهم المدن والموانئ مثل عدن والمكلا.
تحقيق نفوذ ناعم عبر قوى دينية متحالفة أيديولوجيًا مع الخط الوهابي التقليدي المرتبط بالمملكة.
إبقاء الساحة اليمنية مفككة ولكن متماسكة بالشكل الذي يمنع حسم الصراع لصالح طرف واحد معادٍ للرياض.
رغم الدعم السعودي، لا تزال قوى السلفيين تفتقر إلى الهيكلة السياسية والمشروع الوطني الجامع، مما يحد من قدرتها على إدارة مناطق نفوذ طويلة الأمد.
كما أن استخدام الجماعات السلفية كسلاح نفوذ قد يؤدي مستقبلًا إلى صدامات داخلية إضافية في المناطق المحررة، خصوصًا إذا تم تهميش قوى جنوبية أخرى.
على المدى الطويل، قد يكون دعم السعودية للسلفيين خيارًا تكتيكيًا مؤقتًا أكثر منه استراتيجية دائمة، ريثما تتغير معادلات السيطرة على الأرض