منذ أسبوعين - Saturday 26 April 2025
AF
في بلادٍ صار فيها صوت الرصاص جزءًا من خلفية الحياة اليومية، وانقطاع الكهرباء عادة مسائية، وانهيار الريال عادة صباحية، يصبح البقاء على قيد الحياة مهارةً مكتسبة تستحق أن تُدرّس في الجامعات.
وهنا، نقدم لك الدليل المختصر للمواطن اليمني الذي يريد النجاة بيوم واحد فقط دون أن يفقد عقله… أو جيبه… أو حياته.
أول قاعدة ذهبية: لا تمشِ في خطوط مستقيمة!
تعلم أن تسير بطريقة متعرجة كأنك تلعب الغميضة مع الهواء.
في حال سمعت إطلاق نار، لا تحاول أن تكون بطلاً أو مراسلاً صحفياً ينقل الأحداث عبر حسابك في الفيسبوك…
ارتمِ على الأرض فورًا، تظاهر بأنك صخرة، وابدأ بقراءة جميع الأدعية التي تحفظتها من طفولتك (حتى تلك التي كنت تظن أنها للمناسبات السعيدة).
نصيحة إضافية: ابتعد عن المناسبات السعيدة!
في اليمن، الأعراس تنتهي بطلقات نارية أكثر مما تنتهي بالزغاريد.
في بلادنا، الكهرباء كالعيد، تأتي مرة في السنة… وأحيانًا لا تأتي.
لذلك، جهّز دائماً “ترسانة النجاة الكهربائية”:
شموع (ويُفضل أن تكون من النوع الطويل، ليستمر معك أطول من وزير الكهرباء).
شواحن طاقة متنقلة (وأحيانًا تحتاج شاحن للطاقة قبل أن تشحن هاتفك).
مروحة يدوية (نعم، عدنا إلى العصور الوسطى، وتذكر: اللياقة البدنية مهمة!).
ولا تنس أن تجهز أطفالك نفسيًا على أن “الظلام صديق” وليس شيطانًا، فذلك أوفر من فواتير العلاج النفسي لاحقًا.
في اليمن، سعر الصرف يمكن أن يتغير أسرع من مزاج القطط.
إذا كان الدولار البارحة ١٥٠٠ ريال، فلا تفاجأ إن أصبح اليوم ٢٠٠٠ بدون سابق إنذار.
لا تحتفظ بأموالك بالريال أكثر من خمس دقائق.
إذا أردت شراء شيء ضروري، اشتريه فور سماع أي إشاعة عن تحركات السوق.
تعلم فن “التحايل الاقتصادي”: اشترِ كيس قمح، فهو يحتفظ بقيمته أفضل من حساب بنكي!
ولا تندهش إذا دخلت سوبرماركت لشراء علبة حليب، وخرجت بفاتورة تكفي لشراء مزرعة أبقار كاملة قبل عشر سنوات
أن تكون يمنياً في زمن الحرب ليس مجرد تجربة حياة، بل دورة تأهيلية شاقة في فلسفة الصبر وفن البقاء.
تتفادى الرصاص بحركات بهلوانية، تهزم الظلام بقوة الإرادة، وتلعب مع الاقتصاد لعبة شد الحبل… بدون حبل أصلاً.
في النهاية، تذكر دائمًا:
في اليمن لا يقاس النجاح بعدد الإنجازات… بل بعدد الأيام التي نجوت فيها حيًّا، مبتسمًا، ومحافظًا على قدرتك أن تحلم بيوم أفضل
AF