الرئيسية المواضيع تقنية واعلام

سعد الهلالي: صوت التجديد الذي تخشاه حملات التحريض AF خاص #اليكم_القصة

  • القاهرة AF
  • منذ أسبوعين - Saturday 26 April 2025

سعد الهلالي: صوت التجديد الذي تخشاه حملات التحريض AF خاص #اليكم_القصة

AF

في خضم الحملة الشعواء التي يتعرض لها الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تبدو الصورة أوضح من مجرد هجوم على شخص، بل استهداف لفكر تجديدي يحاول إعادة تشكيل العلاقة بين الدين والواقع، بين النص والاجتهاد، وبين المسلم وعقله.

 


الدكتور الهلالي، الذي طالما شدد في لقاءاته على أن الدين الإلهي واحد، لكن فهم البشر له متعدد ومتنوع، يضع إصبعه على الجرح الذي لطالما تجاهله الخطاب الديني التقليدي: أن تقديس الآراء البشرية تحت لافتة “الإجماع” هو ما صنع الجمود وأوقف حركة العقل الإسلامي.

 

 

 

مدرسة التجديد أمام ماكينة التحريض

 

 

 

الهلالي لا يقدم فكرًا شاذًا، بل يستند إلى أصول اجتهادية أصيلة في الفقه الإسلامي، تؤمن بأن اختلاف الآراء رحمة، وأن تعدد القراءات للنصوص لا يعني تضييع الدين، بل إحياءه.

رغم ذلك، يواجه الرجل حملة شرسة، يقودها تيار محافظ يرى في أي محاولة للخروج عن قوالب التلقين تهديدًا لسلطته المعنوية.

 


في كل مرة يتحدث فيها الهلالي عن أهمية تحمّل المسلم لمسؤوليته الفردية أمام الله بعيدًا عن سلطة الوصاية، تشتعل أبواق التشهير.

كأنما تجديد الفكر الديني أصبح “تهمة”، وكأنما تحكيم العقل صار “خروجًا على الثوابت”.

 

 

 

ماذا يقول سعد الهلالي حقًا؟

 

 

 

خلافًا للصورة التي يرسمها مهاجموه، لم ينكر الهلالي قطعيات الدين، ولم يمس النصوص القرآنية أو السنة الصحيحة.

بل دعا إلى أمرين اثنين:

 


إعادة قراءة التراث الديني بعقل ناقد، وليس بعقل مقلد.
الاعتراف بأن كل الأحكام الفقهية هي اجتهادات بشرية قابلة للأخذ والرد، وليست نصوصًا مقدسة.

 

 


فهل في هذا خروج عن الإسلام؟

أم هو عودة إلى ما دعا إليه القرآن نفسه حين أمر بالتدبر والنظر وعدم التسليم الأعمى؟

 

 

 

دفاع عن الحق في الاختلاف

 

 

 

في زمن تتزايد فيه الأصوات المنادية بفتح باب الاجتهاد، يمثل سعد الهلالي أحد أهم الأصوات التي تخوض معركة فكرية صعبة، دفاعًا عن حق المسلم أن يفكر، أن يختار، أن يؤمن دون قسر، وأن يفهم دون خوف.

 


واللافت أن كثيرًا من الهجوم عليه لا يناقش أفكاره بالحجة والمنطق، بل يكتفي بتخوينه وتشويهه، في مشهد يعكس أزمة أكبر بكثير من مجرد خلاف فكري: أزمة الاعتراف بالحق في الاختلاف ذاته.

 

 

 

معركة التجديد لم تبدأ بالهلالي… ولن تنتهي عنده

 

 

 

الحملات المنظمة ضد الدكتور سعد الهلالي، وإن كانت شرسة، إلا أنها ليست جديدة في تاريخ من حاولوا تجديد الفكر الديني.

فمنذ قرون، كانت تهمة “التفلت” تلاحق المجددين الأوائل، من ابن رشد إلى الطهطاوي، ومن محمد عبده إلى علي عبد الرازق.

وها هو الهلالي اليوم، يُكمل المسيرة نفسها، متحديًا قوالب التقليد ومحاكم التفتيش الفكرية.

 


التاريخ يقول لنا بوضوح:

من يحارَب اليوم، قد يكون رمزًا يحتفى به غدًا.

 

 

 

 

 

 

ملاحظة ختامية:

 

 

 

التجديد الديني ليس خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة حضارية.

ومن لا يفهم هذه الضرورة، سيبقى رهينة جدران الخوف والتحجر، بينما العالم كله يمضي إلى الأمام