تحليل عسكري مفصل لعملية سهام الشرق ل"علي النسي"

  • تقرير خاصAF
  • منذ سنة - Friday 16 September 2022

تحليل عسكري مفصل لعملية سهام الشرق ل"علي النسي"
عملية سهام الشرق  ابين بين النجاح والفشل- تحليل عسكري
 
علي النسي 
 
AF
تجنبت عن الحديث عن العمليه العسكريه سهام الشرق ضد "المكحلين" في ابين والتي قامت بها قوات المجلس الانتقالي في بدايتها حتى ارى نتائج ميدانيه لمايحدث ولكن رده فعل الارهابيين امس دفعتني لان اكتب هذا المقال والاجابه عن تساؤلات 
 
قبل الاجابه...
يجب ان نفهم عده نقاط محوريه لكي نستطيع وضع اجابه مفيده عن ما اذا كانت عمليه #سهام_الشرق العسكريه بالفعل او فشلت لحد الان واول تلك النقاط هي....
 
 طبيعة تواجد القاعده في ابين
 
تواجد تنظيم القاعده في ابين يعتبر مستمرا منذ عدة عقود وقد اسس له اماره في زنجبار بدايه2011 حيث اصبحت معسكراته معروفه واسماء قياداته كذلك لذلك عندما هاجم الجيش المنطقةعام2012 استطاع ان يبعده ويطهر زنجبار التي كانت عاصمه له
 
ولكن الان في2022 الامر يختلف فاصبح الارهابيين عباره عن مجموعات متفرقه تتخذ من الجبال والاشعاب ملاذا آمنا لها وقليلي الظهور والاختلاص بالناس لذلك يصعب جمع المعلومات عنهم 
 
وهذا يوصلنا الى ان اعتماد الانتقالي اسلوب الحرب التقليديه باستخدام الجيوش والاطقم العسكريه والنقاط العسكريه الثابته لن يكون مجدي على المدى القريب.
 
 
 تطبيق عمليه الاحتواء ميدانيا
 
عانت مصر من التنظيمات الارهابيه منذ 2009 في سيناء وقد نفذ الجيش المصري عمليات مشابهه لعملية #سهام_الشرق (باستخدام تقنيات الجيوش التقليديه) من الفتره مابين 2009 حتى 2012 الا انها بائت بالفشل بسبب استمرار تدفق الارهابيين وحريه حركتهم وحتى ان عملياتهم باتت اكثر ضراوه ما دفع الجيش المصري لتغيير تكتيكاته العسكريه واعتماد سياسة جديده تسمى ( احتواء الارض)
 
حيث قاموا بمحاصره سيناء وقطع طرق الامدادات المعروفه لها عبر البحر والحدود باستخدام الجيوش التقليديه فيما اسندت العمليات المباشره في سيناء الى وحدات GIS وهي وحده عسكريه متخصصه تابعه لجهاز المخابرات المصريه تم تجهيزها وتدريبها لاداره العمليات الخاصه ضد الارهاب وايضا اسندت قوات الصاعقه الخاصه بالجيش المصري تلك العمليات 
 
واثبت استخدام ذلك نجاحا علي المدى الطويل حيث انخفضت عمليات المكحلين في سيناء ضد الجيش المصري بشكل كبير ولكنها وبالرغم من مرور10سنوات الا انها لم تنتهي بشكل كامل
 
وفي #ابين لم يستفد الانتقالي من التجربه المصريه وبدائت في ابين دون قطع طرق الامداد والتحرك شرقا وبعد انطلاق العمليه باسابيع حاولت تدارك الامر ونفذت عمليه في مصينعه لتتفيذ الاحتواء الا انها جائت متاخره منحت القاعده الوقت الكافي للترتيب وتدارك الامر اضافه الى ان العمليه لم تكن ذات انتشار جغرافي كافي يضمن تطبيق احتواء كامل100%
 
خطا التوغل السريع
 
في العراق ومع بدايه عمليات المكونات العراقيه حربها ضد المكحلين في العراق اتبعوا طريقه التقدم البطيء حيث تتقدم هذه القوات لتسيطر على قريه او بلده وتقوم بتفتيشها والتدقيق فيها وتصفيتها من كل جيوب الارهابيين قبل التقدم للقريه والبلده التاليه ماجعل العمليه التقدم بطيئة ولكنها ناجحه بشكل كبير وحتى الان لاتزال تعاني العراق من المكحلين وان كان بنسبه اقل بكثير من ما كان عليه سابقا 
 
وفي #ابين ومنذ وقت الاعلان عن عمليه #سهام_الشرق حتى اليوم تقدمت قوات الانتقالي بسرعه كبيره في مديريات احور ولودر وموديه دون ان يكون هناك تفتيش او تنظيف لجيوب الارهاب مامنحهم فرصه ذهبيه لتنفيذ عمليات استهداف مباشره لتلك القوات من الظهر ادت لتدمير عدد من الاليات واستشهاد العشرات مقابل خساره ما لا يزيد عن15 مكحل بين قتيل وجريح
 
 
 التجهيزات والترتيبات
 
في النموذج المصري نجد ان الجيش المصري نفذ الاحتواء والحصار على سيناء في حين كانت قوات GIS ذات التسليح والتدريب الخاص هي من تقوم باجتثاث الارهاب وكذلك في النموذج العراقي كان يفرض حصار على البلده وقوات خاصه ذات تدريب عالي وتسليح نوعي هي من تدخل في المواجهات داخل القريه
 
ولكن في ابين نجد ان القوات المشتركه في العمليه رغم اختلاف مسمياتها الا ان تسليحها وتدريبها واحد ولايوجد اي مميزات في التجهيز والتدريب لافراد مايسمى"مكافحة الارهاب" بقوات الانتقالي وذلك جعلها عرضه للهجوم والسقوط كضحيه لذلك لعدم تلقي التدريب الكافي وعدم معرفتها بطرق التعامل والتامين ضد الارهاب
 
 ماقبل المعركه
 
في النموذج العراقي والمصري كانت القوات الجويه (حربي-مسير) تنفذ ضربات نوعيه في مراكز سيطرة القاعده لتفقده التحكم بارض الميدان  قبل تنفيذ اي عمليه بريه وبذلك يسهل تطهير اي مكان يراد الهجوم عليه
 
وفي معارك الانتقالي ضد الارهاب لن نجد هذا الامر يحدث الا في حاله فرديه عند الهجوم على المصينعه حيث استهدفت طائرات الدرونز مراكز سيطرة ومعسكرات فيها وفي اعتقادي ان هذه العمليه هي جزء من الاحتواء للمكحلين في ابين وحدود شبوه وليست عمليه اصيلة في تطهير المنطقة من المكحلين
 
 
 المعركه الاستخباراتيه
في كل المعارك ضد المكحلين يكون الجزء الاستخباراتي هو العامل الفيصل في تطهير المكان من عناصر القاعده وهذه المعركه تحتاج لتظافر جهود دوليه (كما حدث في النموذج العراقي) لتحقيق افضل النتائج.

ولكن في معارك ابين اجد ان قوات الانتقالي تقدمت دون دعم كافي في الجانب الاستخباراتي وخصوصا يوم امس حيث تقدمت في اماكن قد كان الارهابيين قد اعدوا عده كمائن ادت لتدمير اكثر من5اطقم عسكريه ومقتل العشرات وجرح مثلهم من الجنود

 الولاء والعقيده

ارجع كثير من المحليين نجاح المكونات العسكريه الشيعيه من هزيمه داعش ودحرهم من حدود بغداد الى وجود الولاء في صفوف مقاتليه والعقيده القتاليه والدينيه التي تخالف عقيده داعش السلفيه وذلك ايضا جعل اختراق تلك الجماعات العسكريه من قبل داعش شبه مستحيل ما ضمن الانتصار لهم وبالمثل لم يستطع تنظيم القاعده في سيناء من اختراق الجيش المصري الذي يملك احد اقوى اجهزة الاستخبارات العسكريه في المنطقة ان لم يكن في العالم.

ولكن في ابين وشبوة تكاد تلك الموانع غير موجوده عناصر القاعده وقوات العمالقه ينتميان عقائديا الي طائفة السلفيين اضافه الى وجود علاقات قبلية واسريه بين عدد من قيادات القاعده والانتقالي والعمالقه ستسهل للتنظيم عمليه اختراق الصف وجمع المعلومات لمصلحتهم بشكل اكبر

 اختصارا لما سبق

ارى ان قوات الانتقالي استخدمت اسلوب خاطئ لايجني ثماره سريعا حيث لجئت الى الحرب التقليديه دون وجود قوات ذات تدريب متخصص لمواجهة القاعده اضافه للتخبط التكتيكي بتنفيذ عمليه الاحتواء بعد بدايه العمليه العسكريه كما ان ضعف الجانب الاستخباراتي بدى ظاهرا في انفجارات البارحه.

ان اراد الانتقالي انجاح العمليه فعليه مراجعه التكتيكات واعاده ترتيب الصف والاستعانه بمتخصصين في هذا المجال اضافه لطلب تفعيل سلاح الجو بشكل اكبر في المعارك والاهم هو الاعتماد بشكل اكبر على الجانب الاستخباراتي المعلوماتي لضمان النجاح على المستوى الزمني البعيد