الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

اطلبوا السُلطة ولو في الصين .. خطوة جريئة ومفاجئة للصين في الملف اليمني .. وحديث عن بدء التقارب الاصلاحي مع الحوثيين وايران بموافقة سعودية

  • منذ 7 أشهر - Monday 01 July 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

 

AF

زيارة وفد حزب الاصلاح الاسلامي "الاخوان المسلمين " الى الصين علامة فارقة في مسار السياسة اليمنية، خاصة ان الدعوة كانت للاصلاح وليس لاحزاب المشترك التي تضم احزاب يسارية وقومية سبق وتحالفت مع الصين.

اطلب الحل ولو في الصين 


المسافة السياسية والأيديولوجية بين الصين والاصلاح شاسعة، وكانت تحتاج لوقت طويل لقطعها، وبوصول الوفد الى بكين يعني ان هذه المسافة تم اختصارها، وهذا لايعني حدوث تقارب ايديلوجي بين طرفين لاتجمعهما اي مشتركات.

الدعوة للاصلاح لايمكن ان تكون دون تنسيق سعودي صيني، او موافقة سعودية مسبقة، خاصة ان الجناح الاصلاحي الذي سافر الى الصين هو الجناح السعودي، فتمت المغادرة من الرياض الى بكين، وجاءت بعد ايام من زيارة وزير الدفاع السعودي للصين. 

الدعوة كانت لعدد من الاحزاب السياسية حول العالم، في تجمع حرصت بكين، ان يجمع عدد من ممثلي الاحزاب الذين لم تجمعهم بالصين اي علاقات سابقة من اي نوع، بل ان بعضها في عمق عقيدته وايديولوجيته الفكرية يكفر الصين، ويحتل مكانه الخصم او العدو.

الإصلاح سيتحدث لغة الصين 

دعوة الحزب الشيوعي الصيني لعدد من الاحزاب السياسية في افريقيا واسيا، ومن ضمنها حزب الاصلاح من اليمن، يعني رغبة بادماج حزب الاخوان المسلمين في خطة الصين الإصلاحية والاقتصادية في العالم، لذلك سترى الاصلاح يبدأ يتحدث بلغة الصين، عن تعدد الاقطاب، وتحرير الاقتصاد، والعيش المشترك، والتحالف للقوى المحلية امام النظم الاستعمارية، وفعلاً بدأ كتاب الاصلاح يروجون لهذه الافكار حتى قبل انهاء زيارة الخزب للصين، 

هذه الخطوة الصينية الخطيرة والجريئة جداً، تشي بما تفكر فيه الصين، ومشروعها الضخم في المنطقة واليمن، وقبلها سبق هذه الخطوة المفاجئة خطوات لا تقل جرءة في تقارب الصين مع الانظمة العربية التي لم تكن على وفاق معها في فجر الثمانينيات والتسعينيات مثل العربية السعودية.

ولذلك جاء وبشكل مفاجيء ايضاً اعلان المصالحة الايرانية السعودية في بكين، مارس 2021 ، وبدء تطبيع العلاقات بينهما، بشكل سلس ، وهو ما اذهل العالم  وارعب امريكا.

تحالف مع الحوثيين وايران 

الصين تخطط وتعمل بصمت، وهي تعلم من هم اصحاب النفوذ والشعبية في هذه المنطقة الهامة من طريق التجارة، ممن كانوا خصومها التقليديين لعقود.
وحين تتحدث عن خارطة السلام في اليمن، فانت تتحدث عن هذه القوى، ومن ضمنها الاصلاح الاسلامي، الذي لبى الدعوة الصينية بكل سرور، لتبدأ مرحلة علاقات جديدة يجربها الحزب لاول مرة.

فالصين مشروعها في اليمن ، الذي يقع على خط التجارة والملاحة ، يعني تقاربها وتصالحها مع كل الاطراف، وبنفس الوقت دعم التقارب والتوافق بين الاطراف اليمنية، وهنا نتحدث عن التقارب الاصلاحي الحوثي.
فالحوثيون هم حلفاء الصين الجدد، وشركائها المستقبليين، ولكن العلاقة مع اليمن ، لا تعني العلاقة مع الحوثيين وحدهم.

وهذا يعني ان التقارب مع الصين هو تقارب مع ايران والحوثيين، فالجميع في مركب سياسية واقتصادية واحدة، وضمن مشروع واحد مواجهة لامريكا وتفردها بالاقتصاد العالمي، ونفوذها وسيطرتها في المنطقة.

ليس شرطاً ان نرى الاصلاحيين في طهران الان، فزيارة بكين تكفي، لكن تعاونهم مع الصين في مشروع واحد، يعني انهم والحوثيين وايران في مشروع واحد ضد الهيمنة الامريكية، وهذا يعني تهدئة الجبهات الاعلامية والسياسية والعسكرية بين الاخوان وايران وحلفائها من اجل مشروع اقتصادي استراتيجي نهضوي يجمع الجميع.

سلام