اصحاب تعز ما يتضاربوش .. مدينة لا يحمل رجالها السلاح وهم ذاهبين لشراء كيلو بطاط

  • منذ 9 أشهر - Monday 17 June 2024

اصحاب تعز ما يتضاربوش .. مدينة لا يحمل رجالها  السلاح وهم ذاهبين لشراء كيلو بطاط
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

شهادتي بتعز مجروحة، لاني منها، لكنها موثوقة  لاني زرت مدناً يمنية غيرها بعد الحرب. 

اصحاب تعز ما يتضاربوش

رغم سنوات الحرب والصراع من 2011 الى الان، ورغم انخراط المدينة بخارطة الصراع، والحرب، الا انها لم تتخلى عن مدنيتها، وهذا شيء غير عادي في اليمن.

فلا مظاهر مسلحة في تعز، والسلاح فقط بيد افراد الجيش والشرطة، وكانت في فترة سابقة تعاني من تواجد وسيطرة المسلحين، لكنها تغلبت على هذا الاشكال الامني لتعود الى طبيعتها.

فالتعزي لا يحمل السلاح، وهو ذاهب للسوق ، او للعمل، ولا في سوق القات، ولا تصادف مسلحاً في صيدلية، او حديقة عامة! وهذا يبدو غريباً في اليمن،والان،  حيث تصادف مسلحاً في اي مدينة يمنية يمتطي سلاحة ليشتري كيلو بطاط، وهذا لا يحدث في تعز، لانه "مش طبعها " 

الناس في تعز من زمان لا يحملون السلاح ، ولا حتى للزينة، هذا ما اعرفه واذكره عن تعز، وبعد الحرب مازلت كما هي، لباسها مدني بدون خناجر وبنادق.

والسبب طباع اهلها، الاقرب للسلمية والتسامح، واللطف، والتهذيب، شباب ورجال تعز مازالوا اقل عرضه للاصابه بامراض النخيط، والعصبية والنزفزة، لذلك قد تصادف مشكلة مرورية مثلاً بسبب الازدحام، في مدينة اخرى قد تكون هذه المشكلة عذراً لاشهار السلاح، لكن هنا في هذه الشوارع المزدحمة، سيكتفي المصيب بان يوجه اللوم على المخطيء، الذي قد تجده خجلاً وربما معتذراً! 

الامور السياسية تناقش عادي في المواصلات العامة، دون تشنج! وهذا ايضاً غريب لمدينة يمنية بعد الحرب، التعصب ومحاولة فرض الاراء ليست مطروحة على طاولة الحوار العابر في المواصلات، وممكن موضوع جد يرجع ضحكة.

تعز مش شارعين

شوارع تعز لمن يعرفها، ضيقة، متداخله، ومزدحمة، وعادة يقال تعز هي الا شارعين، وهذا مش صحيح، صحيح لا توجد طرق سريعة، وشوارع واسعة، علو غرار المدن الكبرى والحديثة، لكن هذا مقصود 
فتعز مدينة قديمة، بنسق معماري خاص بالمدن القديمة، المميزة بالازقة الضيقة، والقصيرة حيث لا يوجد شارع طولي ممتد على مرمى النظر، وهذا مقصود، وحين كبرت وتوسعت المدينة توسعت على هذا النسق، ولم تغير من هويتها .
لكن لماذا اختارت طرقها بهذا الشكل، لقد استمعت مرة لمتخصص في العمارة والتاريخ كان يتحدث عن شوارع القاهرة القديمة الضيقة، وان هذه الطريقة في المعمار، بحيث لا يوجد شارع فسيح طولي ممتد، مقصودة في المدن القديمة لصد الغزاة ، فهذه الشوارع اشبه بمتاهة تحمي ساكنيها، وهذا يقاس على تعز وكل المدن القديمة في اليمن.
لكن تعز الحديثة تطورت وكبرت محافظة على هذا النسق، مما جعلها محمية من الغزوات الخارجية.

المدينة تكبر ، واصبح الدائري يربطها، ويجمع اطرافها، لكنها لا تتغير، الناس هنا يحبون الزحمة، الزحمة هنا مرادفة للالفة.

لا توجد مدينة بلا عيوب، ولكن تمسكها بمدنيتها وسلميتها في  هذا الوقت يعفيها من النقد.