منذ سنتين - Monday 12 September 2022
اليمن من الدول القلائل التي يزخر تاريخها بفترات حكم الملكات له وبإستقلالية وحكمه مشهودة ، بالرغم أن العديد من الروايات ركزت بشكل كبير على قصه الملكة بلقيس التي إشتهرت بكل الروايات والكتب السماوية ، ولكن هناك العديد من النساء التي حكمْنّ هذه البلاد في فترات عصيبة وإستطعنْ من توحيد مساحات كبيرة ونشر الأمن والرخاء والسيادة ، وهذا ما لم يتكرر كثيراً في تاريخ اليمن.
وتعتبر الملكة نادين قائدة عسكرية عظيمة قادت العديد من الحملات العسكرية ابرزها هي الحملات العسكرية على أوروبا والتي حدثت بعد أن وصلتها رسايل من أحد ملوك اليونان بالسماح له بدخول وغزو مملكتها دون مقاومة ، مهدداً لها بالغزو بالقوة حالة رفضِها ، وبالفعل تم رفض طلبه ، ثم قامت بتجهيز جيش كبير وتحركت به لغزو اليونان آنذاك ووصلت بجيشها الى قبرص بحسب روايات التاريخ اليوناني.
وهي أم التبع اليمني الشهير "افريقس بن ذي منار" الذي وصل حكمه حتى شمال افريقيا وقام ببناء اول مدينة في المغرب العربي "تونس" وشيد "مدينة افريقيه" التي سميت نسبه اليه ، قبل أن يتم تسميه قارة افريقيا بأكملها بإسمه ، كما تحدث عنه العلامة ابن خلدون.
وتعتبر لميس هي حفيدة الملك ذي مرع السبائي ، ويقول المؤرخ والعلامة نشوان الحميري في كتابه شمس العلوم ، ان الملك التبعي "أسعد الكامل" قال متفاخراً بنسبه للملكة لميس:
ولدتني من الملوك ملوك ... كل قيل متوجاً صنديدِ
ونساء متوجات كبلقيس ... وشمس ومن لميس جدودي
وكانت فترة حكمها مشهود بالفتوحات والتوسعات الكبيرة لحضارة التبابعه ، وكانت تعتبر اليمن آنذالك الدولة الاقوى نفوذاً بالعالم.
الملكة بلقيس هي أحد أشهر الملكات اليمنيات تاريخياً وهي التي خلدها التاريخ وكرمها القرآن الكريم بذكر قصتها الشهيرة مع نبي الله سليمان الذي ذُهِل من عظمة مُلكها رغم أن الله قد وهبه مُلكاً لو يهبُه لأحد من بعده.
وتميزت وبلقيس برجاحه عقلها وذكائها وإعتمادها على التشاور كما وصفها القرأن وهذا ساهم في إزدهار مملكة سبأ وتطورها بكافة المجالات وإستطاعت أن تجعل الملوك الحميريين بصف واحد مع ملوك سبأ ، و أنهم سلموا لها بالزعامة لذكائها ورجاحة عقلها بقيادتها الحكيمة ويقول المؤرخين أنّه كان تحت إمرتها 1000 ملك حميري وكل ملك منهم تحت أمره 1000 مقاتل وهذا ما ماجعلهم ذو قوة وبئس شديد كما وصفهم الله في كتابه.
وخلد التاريخ اسم الملكة بلقيس كواحدة من اعظم ملكات التاريخ التي ذكرتها الكتب السماوية والمؤلفات التاريخية.
اسمها الحقيقي هو سيدة بنت احمد الصليحي وهي الملكة اليمنية الوحيدة التي كان فترة حكمها في حِقبه الإسلام ، حيث نشأت في كنف الملكة أسماء بنت شهاب زوجه الملك علي بن محمد الصليحي ، وتزوجت إبنهم الملك المكرم أحمد الصليحي.
بدأت نشاطها السياسي بعد زواجها ولمدة عشر سنوات وعندما توفى زوجها كتمت الأمر حتى حصلت على تفويض من الحاكم الفاطمي المستنصر بلله على أن تقوم بمهام تسيير أمور البلاد وإتخذت مدينة جِبله عاصمة لها ليمتد حكمها 40 عام.
لم تغفل الملكة أروى "سيدة" من المؤامرات والمكائد التي كانت تُحاك ضِدها ، فهي ملكة بلدٍ متعدد القبائل والولائات ، خصوصاً بني نجاح وهم الأعداء التاريخيين للدولة الصليحية.
وإشتهرت بفترة حكمها بقله النزاعات والخلافات الدينية والمذهبية لإنها عمِدت لفصل الدعوة الإسماعيلية عن الدولة لتمارس نشاطها الديني بعيداً عن الدولة ، كما سمحت بتعدد المذاهب وحرية العبادة وهذا ما أسهم بقله النزاعات في مملكتها حتى إستقلت عن تبعيتها للفاطميين نهائياً ؛ خوفاً من أي إضطرابات مذهبية وصراعات لتستقل تماماً وتؤسس دولتها بإستقلالية وسيادة خالصه حتى وصل حكمها الى عُمان والهند والبحرين والاحساء.
صورة لـ: دار العز الذي اتخذته الملكة اروى قصراً لحكمها.