الرئيسية المواضيع سياسة واقتصاد

دراسة الرد الايراني الاول على اسرائيل: محدود، تحت غطاء الشرعية الدولية، واستخباري بعد الهجوم الاسرائيلي الاول عليها كدولة وليس كأشخاص

  • منذ أسبوعين - Monday 15 April 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

هذا رد تاريخي تجرأت فيه ايران على الخروج من دائرتها المصمتة، لترد بنفسها لاول مرة على اعتداءات عدوها، فلماذا تجرأت هذه المرة وكيف كان الرد؟

 

اولاً : هذا اول اعتداء اسرائيلي على ايران كدولة وليس كأشخاص

فالهجوم على القنصلية الايرانية في سوريا، يستهدف ايران الدولة وليس القيادة أو الاشخاص، لذلك فهو يضرّ بهيبة الدولة ومكانتها الدولية، وهذا يفسر لماذا ردت طهران عسكرياً على هجوم القنصلية، ولم ترد على استهداف واغتيال الجنرال قاسم سليماني ، او اغتيال العالم النووي الايراني فخري زادة في طهران.

ولذلك ردت بنفسها وليس بيد وكلائها، ومباشرة على تل ابيب. 

 

ثانياً: الرد تحت غطاء الشرعية الدولية

تعمدت ايران في ردها على اسرائيل ان تكون تحت غطاء الشرعية الدولية
‏من خلال الابلاغ المسبق عن الضربة،واعلان انتهائها عبر بعثتها في UN وانها ضمن القرار الاممي بحق الدفاع عن النفس
‏لا تريد ان تبدو متمردة على الشرعية الدولية،لانها تعلمت من درس العراق انه يمكن تدميرك باسم الشرعية الدولية.

 

ثالثاً: رد محدود ، عملية مضبوطة وهدف استخباري 

 

هدفت ايران من ردها الاول على اسرائيل ان تكون الضربة محدودة، دون تدمير، فقصر مدتها، والابلاغ عنها مسبقاً وتحديد اهدافها، يؤكد ان هدفها ليس تدميرياً، بل سياسياً، فهو تخلى عن المباغتة وعنصر المفاجأة، لان الهدف ليس عسكرياً

وحين يتم تحت  غطاء الشرعية الدولية، فهو لتثبيت معادلة رده جديدة، وتحذير عملي، دون كشف الاوراق، ودون ان يقود ذلك لتصعيد

فالانتهاك الايراني للأجواء الإسرائيلية، كان تحت بند وميثاق وقانون الشرعية الدولية، بحق الدفاع عن النفس، وليس هجوماً منفعلاً، الهدف منه فقط رد الاعتبار. 

وهنا اكدت معلومات اعلامية، ان ايران جمعت معلومات استخباراتيه عن القدرات الاسرائيلية الحقيقية للدفاع، وذلك لان هذا هو الهجوم الجوي الاول الحقيقي الذي تتعرض له اسرائيل، لذلك استخدمت اعلى منظومة دفاعية لها، مما يعني انكشاف اسرائيل دفاعياً، وهذا في الاستخبارات العسكرية يُسمى الانكشاف العسكري للعدو، وتخيل بعدها شكل الصراع بعد المعلومات التي وصلت اليها ايران.

 

هل يتطور الامر الى حرب اقليمية؟

ايران لم تهدف التصعيد، وهذا يظهر من محدودية الضربة وقصرها وتوقيتها وطريقتها، اما اسرائيل، فقد تاخذها فرصة للهروب الى الاعلى، وتخرج من ورطة حرب غزة ، الى حرب اقليمية اوسع.

فان ردت اسرائيل  وضربت قلب ايران، فهذا سيجبر المنطقة على دخول حرب ومواجهة كانت تتجنبها، لان ايران اعلنت انها بذلك ستنتقل للمستوى الثاني.. 

والمستوى الثاني من الرد الايراني، يعني انه غير مضبوط وتدميري. وان اشتعلت الحرب فلا يمكن توقع مصيرها. 

سلام