صناعة رد الفعل والفزاعة الايرانية.. مُنى العمري

  • منذ 3 أسابيع - Friday 12 April 2024

صناعة رد الفعل والفزاعة الايرانية.. مُنى العمري

AF

صناعة رد الفعل! 
‏لطالما كانت ايران فزاعة ممتازة ليصدر اليها نتنياهو ازماته الداخلية، لدرجة ان "عوزي عيلام" مدير عام اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية سابقا وفي مقابلة اجرتها صحيفة يديعوت احرونوت عام 2014 قال "إن نتنياهو يستغل التهديد الإيراني لإشغال الإسرائيليين بخطر خارجي مبالغ به" .. 

‏لكن بالطبع هل هنالك ما هو مختلف هذه المرة !؟ 

‏🔴 والموضوع اكبر بكثير من فكرة ان نتنياهو يبحث عن مخرج لحربه مع غزة ويريد ان يشعل المنطقة لينجو .. صحيح لكن ما مختلف الان ان خطوة ضرب قنصلية ايران في سوريا ومقتل عدد من اعضاء الحرس الثوري ابرزهم الجنرال رضا محمد زاهدي، هي خطوة خطيرة، استراتيجية لا يتم الاقدام عليها فقط لانقاذ نتنياهو واشعال المنطقة ببساطة، هذا قرار دولة وشركاء يراد به التالي: 
‏🔴 مفهوم الردع يتراجع اسرائيليا منذ حرب لبنان 2006، وانتهى بنظر كثيرين بعد السابع من اكتوبر، توجيه ضربة لإيران غير مباشرة بطعم المباشرة وان لم تكن على الاراضي ، تهدف الى ايجاد ردع في الجبهة المطبوعة في عقول الاسرائيليين والعالم على انها الاخطر على الاطلاق. 

‏🔴 الخروج من مستنقع ما بعد السابع من اكتوبر، وعدم تحقيق انجازات واضحة في أيٍ من الجبهات المشتعلة، من خلال توجيه ضربة قوية مباغته تنتظر بعدها اسرائيل رد الفعل على احر من الجمر، لان رد ايران ان قصف اسرائيل بالفعل من الاراضي الايرانية سيعيد الاصطفاف العالمي خلف اسرائيل، وان لم ترد تكون بذلك اسرائيل قد اختبرت ايران في نقطة غاية في الحساسية تليها فقط الضربة نحو الاراضي الايرانية. 

‏🔴 ارسال رسالة اسرائيلية واضحة للعالم، بأن اسرائيل غير القادرة على انهاء حكم حماس كما وعدت جمهورها والعالم في بداية الحرب، قادرة على ضرب احد رؤس القطبين. 

‏🔴 يصب في محاولة في الدقيقة التسعين لتوحيد ما تبقى من صفوف وتيارات متناحرة في اسرائيل تحت قبة التهديد الخارجي. 

‏🔴 اما بالنسبة لنتنياهو وهو كشخص ليس من صمن الحسابات هذه المرة، ان قصفت ايران الليلة، سيرتفع في استطلاعات الرأي غدا، وسيتلقى اتصال تطمين من بايدن ومن عدد من رؤساء العالم، وان لم تضرب بالمناسبة وأبقت الامر في اطار الرد عن طريق العراق، اليمن، لبنان، سوريا، فيكون هنالك واقع جديد فيما يتعلق بتصريحات الامريكان وتحركاتهم بعد موجة من  انتقاد نتنياهو وسياسته في غزة. 

‏مما لا شك فيه فإن اسرائيل في حالة انتظار وتكهن، وما يحدث هو ان محلل ما في قناة ما يقدم تحليلا، يتعامل معه محلل اخر على انه حقيقة ويبني عليه، ليعود المحلل الاول ويقدم ذات الحقيقة كخبر عاجل، يلتقطها الاعلام الاجنبي والعربي يدمجها مع تصريحات مسؤولين امريكين في البيت الابيض، لتخرج عناوين عريضة تتوقع ضربة ايرانية وتحدد ساعة وجغرافيا ..

‏ننتظر ..