اسرائيل قدمت لحماس اكبر هدية في تاريخها باستهداف ابناء اسماعيل هنية.. اختلاط الدم.. شهادة ميلاد سياسية لحماس بعد الحرب

  • منذ 3 أسابيع - Wednesday 10 April 2024

اسرائيل قدمت لحماس اكبر هدية في تاريخها باستهداف ابناء اسماعيل هنية.. اختلاط الدم.. شهادة ميلاد سياسية لحماس بعد الحرب
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

مالذي أنجزته اسرائيل عسكرياً، من قتل ابناء قيادي في حماس؟ ولماذا فرح جمهور المقاومة باستشهاد ابناء هنية اكثر من الصهاينة؟ 

‏ماذا استفادت اسرائيل امنياً، وعسكرياً من عملية نوعية ناجحة ودقيقة بهذا الشكل؟

الاجابة : لاشيء، ليس لان اسماعيل هنية بعد الخبر اكمل زيارته للجرحى عادي، وكأن شيئاً لم يكن، بل بدى فخوراً بذلك، بل لان استهداف القادة وعائلاتهم لن يغير المعادلة العسكرية والامنية، ولا الخطط الحربية، ولا يأخذ من رصيد حماس على الارض، ولا يضيف نقاط لاسرائيل، بل انه حتى لا يحقق صورة نصر، فأبناء هنية ليسوا هم قادة حماس، ولا هم من يقود العمليات العسكرية على الارض، انها صورة هزيمة مُذلة لاسرائيل. 


‏لكن ، مالذي خسرته اسرائيل: لقد أكدت صدق حماس، وفضحت كذب الدعاية الصهونية منذ بدء الحرب، ،بان عائلات قادة حماس هربوا من غزة،  ودعمت موقف حماس على الارض اكثر، لقد ثبتت جذور حماس التي اصبحت عصية على القلع. 

نعم، ودون مبالغة لقد رفعت اسرائيل الحرج على قادة حماس، وخففت من شعورهم بالذنب وهم يرون ألاف الابرياء في غزة يواجهون الموت يومياً، بهذه العملية تساوى ابناء القادة مع أبناء الشعب.

 

اختلاط الدم 

لقد اكدت اسرائيل لأبناء الشعب الفلسطيني، وللأمة الاسلامية وللعالم اجمع، ان حماس وقادتها صادقة في مقاومتها وتضحيتها، وانها ثابتة ومخلصة

تقديم  قادة  حماس لابنائهم ضمن قوافل الشهداء، والجرحى لينضموا لعشرات الالاف من الأبرياء يخلط دم حماس بدم اهلها اكثر، ويوحد صفوفها، ويقوي نسيجها الاجتماعي وحاضنتها الشعبية، فهم لم يهربوا، ولم يحموا انفسهم ولم يختفوا، بل مثلهم مثل كل ابناء غزة معرضين للقتل والجوع والتشرد، فهل هناك دعاية سياسية انجح من هذه لحماس، دعاية لم تحرص عليها ، ولم تسعى لها. 

حماس من اهل غزة، واهل غزة هم حماس، لقد افشلت اسرائيل بيدها خطتها بفصل حماس عن غزة، كل تلك المحاولات منذ اسابيع لادخال العشائر في المعادلة، وفصل النسيج الاجتماعي، وتحريض الاهالي على حماس وقادتها عبر دعاية متواصلة وخطيرة، اسقطتها عملية واحدة، دفع صمنها اسماعيل هنية بكل ترحاب 

فان كان صهاينه العرب، فرحين بنجاح اسرائيل باغتيال واستهداف ابناء الرجل الاول لحماس في الخارج، فإن حماس وقادتها وشبابها ومقاتليها اكثر فرحاً وابتهاجاً

مستقبل حماس السياسي بعد الحرب اصبح اكثر قوة، فهي لم تحقق صموداً عسكرياً في الحرب، بل تجاوزت ذلك لاحتضان وذوبان شعبي، يجعلها الممثل الوحيد لاهل غزة، بعد الحرب، وبتوقيع اسرائيلي

 

انها  هدية العيد من اسرائيل لحماس، هذا ما يفعله العدو وهو يدمر نفسه، يساهم في ترميم صورة عدوه، واهدائه الفرص، والاهداف، وهذا دليل اخلاص المقاومة، التي اصبحت كل الاحداث تدعمها، حتى تلك التي يكوّن نتيجتها دم ابنائها.

 

شهادة ميلاد ثانية 

فان كانت التقارير الاعلامية، تخرج من الارشيف ان لاسرائيل دور في ولادة حماس ، وتغذيتها قبل ثلاثة عقود ، لاحداث انقسام فلسطيني، وبهدف اضعاف الثورة والمقاومة ومحاربة فتح وقتها، فساهمت بدون قصد بولادة اقوى فصيل مقاومة مسلح في تاريخ فلسطين.

فان اسرائيل مجدداً، توقع على شهادة الميلاد الثانية  لحماس، بعد حرب غزة، بخلط دم ابناء حماس مع دم  عامة الشعب ، لتثبت جدارة قادة حماس ، وصدقهم ، وحرصهم واخلاصهم، لقيادة الملف السياسي، وادارة غزة بعد الحرب.

الان سيزيد الاحتضان الشعبي حول حماس اكثر، والذي كانت الدعاية والعمل السياسي يعمل على سلخ حماس من حاضنتها الشعبية، تمهيداً لعزلها السياسي.

وهذا اسوأ ما يحدث في الحروب، ان يحدد الدم مستقبلك السياسي، اما جزء اصيل من الشعب، او معزولاً عنه وتتحمل تكلفة معاناته خلال الحرب، فيتم اسقاطك، لكن تقاسم الدم اسقط هذه المحاولة، وبحماقة ارتكتبت اسرائيل هذا الخطأ الفادح

لقد ارتكتب اسرائيل هذا الخطأ الاستراتيجي، بسبب حالة التخبط، والانقسامات السياسية والعسكرية، ولابد ان هناك معارضة كبيرة داخل الأجنحة السياسية والامنية الاسرائيلية، لعملية حمقاء من هذا النوع، ستظهر قريباً على الملأ، هذا ما يفعله العدو وهو يدمر نفسه. 

ان هدف التخلص من حماس اصبح هدفاً  مستحيلاً  بالكامل .. وليس فقط صعب التحقق .  

سلام