أسوشيتيد برس: خان يونس أصبحت مدينة أشباح بعد الانسحاب الإسرائيلي

  • منذ 3 أسابيع - Tuesday 09 April 2024

أسوشيتيد برس: خان يونس أصبحت مدينة أشباح بعد الانسحاب الإسرائيلي

AF

نشرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الثلاثاء تقريرًا حول عودة العديد من الفلسطينيين إلى مدينة خان يونس بقطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها قبل يومين بعد أشهر من القتال والقصف، وسلطت الضوء على ذهولهم من حجم الدمار الذي خلفته القوات الإسرائيلية بنحو جعلهم يجهلون ملامح مدينتهم التي أصبحت كمدينة أشباح لا يمكن التعرف عليها.

وذكرت الوكالة في سياق تقرير، نشرته عبر موقعها الالكتروني حول هذا الشأن، أن الأسر العائدة حاولت العثور على منازلهم على طول الشوارع التي دمرتها الجرافات وأصبحت محاطة بحجم هائل من الركام والحطام التي كانت في السابق عبارة عن مجمعات سكنية وشركات. وفي كتل أخرى، كانت هناك مباني لا تزال قائمة ولكنها كانت عبارة عن قذائف مدمرة ومحترقة ومليئة بالثقوب، وكانت الطوابق العليا مدمرة جزئيًا وتتدلى بشكل حاد.

وقالت: إن المشاهد في خان يونس تعكس الضوء على ما يعد واحدًا من أكثر الهجمات العسكرية تدميرًا وفتكًا في العالم في العقود الأخيرة، مما جعل معظم الأراضي الساحلية الصغيرة غير صالحة للعيش بالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما أنها تعد أيضًا نذيرًا لما قد يحدث على الأرجح في مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب؛ حيث يكتظ الآن نصف سكان غزة المُهجرين، إذا مضت إسرائيل قدما في خطط غزوها.

وصعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهده بنقل الهجوم إلى رفح، معلنًا في بيان مصور أصدره مساء أمس الاثنين أن "هذا سيحدث. هناك موعد"، دون الخوض في تفاصيل. وتحدث بينما كان المفاوضون الإسرائيليون في القاهرة يناقشون الجهود الدولية للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.

وقال مواطن فلسطيني يدعى مجدي أبو سرور، لمراسل "أسوشيتيد برس" في خان يونس، أنه أُُصيب بصدمة عندما رأى منزله في خان يونس وقد سوي بالأرض، وأضاف- وهو يقف أمام الأنقاض:" لم أتمكن من العثور على منزلي بسبب كل الدمار. أين مكاني، أين منزلي؟!".

وأشارت الوكالة إلى أن العديد من الآلاف الذين جاءوا إلى خان يونس سيرًا على الأقدام وعلى عربات تجرها الحمير أمس الاثنين كانوا قد لجأوا إلى رفح، إلا أن الانسحاب منحهم فرصة لرؤية حطام منازلهم واستعادة بعض ممتلكاتهم.. لكن بعد أن أصبحت المدينة غير صالحة للعيش، قالوا إن فرصتهم الفورية في العودة ضئيلة.

وبحسب "أسوشيتيد برس" فإن ما يقدر بنحو 55% من المباني في منطقة خان يونس – حوالي 45 ألف مبنى – قد دمرت أو تضررت، وفقاً لكوري شير من جامعة سيتي في نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريجون، وهما خبيران في رسم الخرائط يستخدمان الخرائط وصور الأقمار الصناعية لتتبع الدمار.

وتقول سيدة مُسنة وهي تبكي من اليأس وتجلس تجلس وسط أنقاض غرفة معيشة الأسرة، وكانت بناتها يبحثن عن أي شيء يمكن أن يأخذنه معهن، وقد تحطمت جدران الغرفة، وتكدست الأرض بقطع من الخرسانة وألواح السقف والسقف :" أين أنام؟ أين أذهب؟!" 

وأضافت ابنتها:" أن القوات الإسرائيلية أمرتهم بالمغادرة أثناء القتال" .. "تركنا كل أمتعتنا هنا، وخرجنا بملابسنا فقط"، مشيرة إلى أن والدها قد قُتل في وقت سابق من الهجوم، تاركًا إياها وأخواتها ووالدتها. وتابعت: "نحن ست نساء فقط في المنزل ولا نعرف إلى أين نذهب"..