الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

لن تكون هناك اوكرانيا.. روسيا تتقدم.. الشرق يتغير من غزة الى اليمن

  • منذ 4 أسابيع - Saturday 06 April 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 

AF

القوات الروسية تتقدم، وبذات الوقت التهديد الروسي للغرب يزداد لمنع التدخل لانقاذ ما تبقى من اوكرانيا، والتي تهدف الخطة الروسية لتغير موقعها من الخارطة السياسية، من بلد في المحور الغربي، الى بلد يشكل امتداداً طبيعياً لروسيا العظمى التي يرسمها بوتين.

لن تكون هناك اوكرانيا 

هزيمة الغرب بدأت في اوروبا الشرقية، بانتصار القوات الروسية، وهو الانتصار الذي لم يحسم بعد ولم يُعلن، وهدفه اقامة دولة محايدة جديدة بين روسيا واواكرانيا، دولة موالية في الاراضي التي ضمتها روسيا لها، وتحويل اوكرانيا لبلد محايد ليس الا جسر روسي للغرب ولقارة اوروبا، بلد بلا تسليح قوي، وليس عضوا في الناتو، وليس موالياً للغرب لا سياسياً ولا اقتصادياً.

هذا هو قانون القوة ، الذي يفرضه المنتصر ليغير به القانون العالمي والنظام السياسي الذي يحكم العالم، ليس فقط في عالم متعدد الاقطاب، بل في عالم فيه قوى اكثر قوة وتاثيراً ونفوذاً ، لخلق توازن الرعب، وتغير موازين القوى.

 

الانتصار او بالاصح التقدم الروسي المتواصل، وسط العجز الغربي لاسيما الامريكي، يعني تغير خارطة الشرق والذي بدوره يغير موازين القوى، لصالح تيارات وقوى جديدة تبرز موالية ومتحالفة مع روسيا.
هذه القوى الجديدة من اليمن الى لبنان وغزة، اصبحت اليوم جزء من الخطة الروسية العالمية لمواجهة امريكا، بالطريقة الامريكية نفسها، طريقة فرض الأمر بالقوة، وبقوة الامر الواقع.

لن نسمح بانتصار روسيا

هذا بالضبط ما يخشاه وما لايرده الغرب، وعلى رأسه امريكا، الذي يهدد الظهور الروسي القوي تواجدها ونفوذها، بينما ماتزال امريكا عاجزة عن وقف التقدم الروسي في اوكرانيا.

ماذا عن غزة؟
تغير موازين القوى، وبروز القوى الشرقية الجديدة التي تدعم وتغذي المقاومة الفلسطينية، بل وتتحالف معها عسكرياً، يعني ولادة شرق اوسط جديد
وسط هذه الدماء والدمار والفوضى، ووسط جثث الشهداء والصمود الاسطوري تولد الفرص الكبرى، لاعادة القضية الفلسطينية للواجهة، محمية بالشروط العادلة لاقامة دولة فلسطينية حقيقية، بل وللحديث الذي اصبح جاداً عن خطط استراتيجية للتحرر،،تحرر المنطقة وتحرر فلسطين 

انها مرحلة حاسمة وصعبة، مؤلمة وطويلة، لكن لابد منها لانهاء النفوذ الامريكي في العالم، والذي طالما دعم الاحتلال الاسرائيلي، ان تحريرها الممكن لا يكون الا باضعاف امريكا، وضعف امريكا لن يكون الا بوجود دول قوية صاحبة نفوذ وكلمة في تغير العالم .

كل الخيوط مترابطة، ومتصلة، لذا فمعركة روسيا في اوكرانيا لها ذات الاهمية لمعركة البحر الاحمر، وكلها توازي أهمية صمود المقاومة الفلسطينية، التي يحاول المحور الامريكي النيل منها والضغط عليها، وهذا الضغط لم يعد ممكناً، لانها ليست مقاومة وحيدة ومعزولة، بل هي جزء من خطة استراتيجية طويلة.

سلام