يمن بلا قات.. احياء الفكرة مجدداً .. تحديات وفرص

  • منذ 6 أشهر - Saturday 23 March 2024

يمن بلا قات.. احياء الفكرة مجدداً .. تحديات وفرص
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

 

لعلها واحدة من الفعاليات غير المعتادة في زمن الحرب والصراع ، برغم انها تفتح النار وتعلن جبهة حرب.

يمن بلا قات في جملة واحدة  

واحدة من الاستراتيجيات المستحيلة في اليمن هي فصل، اليمن عن القات، فاليمن الذي بات لايذكر الا ويذكر القات، تضعه مؤسسة اجتماعية اقتصادية كمؤسسة " يمن بلا قات" على طاولة التشريح مجدداً، ليبرق العنوان المألوف امامنا مجدداً، وهو العنوان الذي عنون مسيرة خمسة عقود على الاقل من المحاولات الجادة ، لانهاء ظاهرة القات، والبحث عن بدائله، وبدء النهضة الاقتصادية بعيداً عنه.

 

 

المؤسسة التي يرأسها الحاج عبد الواسع هائل انعم، تبدو غنية عن التعريف، بعد نضالها المستمر في هذا المجال لعدة سنوات في تعز، لكنها وبتعاونها مع د حميد زياد تبدأ مرحلة جديدة.

مؤتمر التمكين الاقتصادي والبحث عن بدائل القات، سيبدو عنواناً مألوفاً، ومتكرراً في اليمن، لكنه اختفى في سنوات الحرب الاخيرة، واقول ان مجرد اعادة احياء الفكرة وسط الإنهيار الاقتصادي الشامل للدولة، ليس ضرباً من الجنون فقط، بل هو ذلك النوع من الجنون المحمود الذي تحتاجه اليمن الان، وسط هذا الجنون الدامي والمدمر

يمن بلا قات يعيدني الى اكثر من 20 عاماً الى الوراء، حيث كانت مؤسسة العفيف الثقافية هي ايضاً نشطة في هذا المجال "اللاقاتي "  في صنعاء، بايجاد البديل الثقافي، وكذلك فعلت مؤسسة السعيد الثقافية في تعز.

 

 

 


اليوم توقفت الانشطة "اللاقاتية" في عموم اليمن سواء الثقافية والاجتماعية، او حتى تلك التي كانت تبحث بجد عن البدائل الاقتصادية، وحل بدلاً منها اكبر نشاط قاتي في اليمن وهو الحرب.

وسط المؤتمر الصحفي لرواد المؤسسة الطموحة ، كانت الأفكار تتدفق وكلها باتجاه واحد " لم لا" صحيح لم يعد هناك دولة قوية متماسكة والوضع السياسي والإقتصادي محبط، لكن السماح للافة التاريخية لليمن، ان تنشط وتأخذ مساحتها وسط هذا الجنون المدمر ، سيسهم في تدمير المستقبل.

 

لذلك كانت الفكرة المجنونة ، باحياء يمن بلا قات مجدداً هي عين العقل.
علي كنت من الشباب المتحمسين قبل عقدين من الان لهذه الفكرة، ومازلت، لكن هذه المرة لاسباب منطقية بعيداً عن اندفاع الشباب وعاطفته. 
فالنهضة الاقتصادية، فعلاً لن تكون الا بايجاد البدائل، والعمل عليها، ومحاربة القات كخطر اقتصادي، سيكون من خلال خطط ومشاريع اقتصادية بما فيها من نهضة  إقصائية مكتملة " زراعية، صناعية، تقنية" بحيث لا وقت يهدر في عمل لن يعود علينا بالمال
وحين تكون النظرة برجماتية، فهي تحقق المصلحة، وكان واضحاً ان المؤسسة " يمن بلا قات" جادة بتتفيذ اقدم خطة يمنية وتحقيق هدف  "يمن بلا قات" 
وربما ان تحدي الوضع والحرب والصراع والانهيار الاقتصادي والسياسي، سيتحول الى فرصة، لاعادة البناء على اسس صحيحة.

 

التعليم والاعلام

واحدة من الاشارات الايجابية التي التقطها واعلنها المؤتمر ، ان المؤسسة سعت فعلياً لادخال اخطار القات في المنهج المدرسي، تخيل ان خطوة كهذه لم يكن معمولاً بها في اليمن، حيث كان يبدو ان هناك رضى رسمي عن استمرار وزيادة انتشار زراعة القات.
هناك سعي للتأثير على القرار السياسي، بحسب ما سمعنا من كلام الاستاذ عبد الواسع هائل، وربما هي فرصة لم تكن متاحة سابقاً حين كان النظام اكثر تماسكاً وقوة.

 

لذلك فان الاخطار الصحية والتي استفاض الدكتور حميد زياد بشرحها، ستكون الان مسموعة ومقبولة في مناهج التعليم ، وبرامج الاعلام، لماذا! لان الانهيار الاجتماعي الذي يعيشه الناس سيدفعهم للبحث عن الحلول، والتأثر بها، للتخلص من حالة البؤس والفقر والمرض، والذي سيكون القات فيها متهماً رئيسياً بالطبع الى جانب العوامل الاخرى السياسي
لكن فعلاً ، الفرصة اليوم متاحة للتغيير، اليمن مستعد بل ومتشوق للتغيير، بشرط وجود رواد التغيير الحقيقيين والمخلصين والصادقين، والمجانين الذين يترجم جنونهم بشكل ايجابي بناء طموح وفاعل
احياء الامل ، من خلال الخطوات العملية والأفكار التي يمكن تنفيذها، ستشجع الاف الشباب على ان يكونوا جزء من جيش جديد ليمن بلا قات 

شكراً لمن يعيد احياء الامل في الناس، ويعيد رسم خطط المستقبل

مؤتمر تمكين في اسطنبول 

دشنت مؤسسة ” يمن بلا قات ” واتحاد المنظمات الاهلية في العالم الإسلامي ، والمنظمة العالمية للإغاثة والتنمية ، وبرعاية السفير اليمني في الجمهورية التركية ، حفل تدشين فعاليات مؤتمر التمكين الاقتصادي وبدائل القات في اسطنبول والذي سيعقد في شهر تموز/يوليو القادم.

 

 

يأتي الحفل برعاية سفير اليمن في الجمهورية التركية محمد صالح طريق ، وبحضور نخبة من مسؤولين في الحكومة اليمنية وأعضاء مجلس النواب اليمني ، ودبلوماسيين يمنيين واتراك وأكاديميين وسياسيين وإعلاميين يمنيين وعرب واتراك ، وقد تخلل الحفل العديد من  الكلمات – في مقدمتها الكلمة الترحيبية التي قدمها عبدالواسع هايل سعيد – رئيس مؤسسة يمن بلا قات ، وكلمة حميد زياد الأمين العام لمؤسسة يمن بلا قات ، وكلمة الأمين العام لاتحاد المنظمات الأهلية  في العالم الإسلامي الدكتور ايوب اقبال ، ثم كلمة كبير مستشاري شركة فرص للاستثمارات الدكتور أنس الحسناوي .