الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

اول حرب حقيقية ضد الاحتلال.. الاطول والاعنف وساهمت بتطوير اسلحة المقاومة .. والاهم انها اول اشتباك داخل فلسطين المحتلة

  • تحليل AF
  • منذ شهر - Wednesday 28 February 2024

اول حرب حقيقية ضد الاحتلال.. الاطول والاعنف وساهمت بتطوير اسلحة المقاومة .. والاهم انها اول اشتباك داخل فلسطين المحتلة
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

هذه اول حرب حقيقية ضد الاحتلال الاسرائيلي ، كل ما سبق كان بروفة، فكل الحروب العربية السابقة ضد الاحتلال ، برغم اهميتها، حتى في لحظات انتصاراتها، كانت مجرد تمهيد للحرب الحقيقية، الحرب بمعناها الندي ، كمواجهة، وان كانت لا تعتمد على تكافؤ القوة، وهذا مطلوب .. كيف!

السياق العسكري مختلف هذه المرة 

تكافؤ القوة يعني حروب الجيوش، وهنا تتغير المعادلات العسكرية، وهو غير مطلوب حين يتعلق الامر بحروب التحرير.

فلن يتوفر في ارض احتلال تكافؤ القوة، وانما توازن الردع الذي ينمو تدريجياً ويفرض تواجده ، هنا تأتي اهمية المقاومة، بأنها تبقى موجودة برغم فارق القوة الهائلة، وهذه هي فكرة المقاومة عبر التاريخ

يجب اعادة تعريف الحرب ، هذه ارض تدور عليها عمليات مقاومة للتحرير، لانه لا توجد دولة ولا جيش، وهذا يعني بلغة الحرب ان يواجه الجيش المنظم حرب عصابات، ومعركة تحرير، بعكس الحروب العربية السابقة التي كانت مواجهة جيوش ، وهذا لم يكن لصالح القضية، لانه حولها الى حرب بين دول.

فان تحارب اسرائيل مصر ، أوسوريا ، سياقه مختلف تماماً عن ان تكون حرباً داخل فلسطين بين احيائها وشوارعها ومزارعها، بين جيّش الاختلال والمقاومة.
لذلك قد يكون لصالح المقاومة على المدى الطويل ان الجيوش العربية لم تعد تتدخل في الصراع، وانها اصبحت متفرجة، وتغير مفهوم الامن القومي العربي، وكُبلت كل القواعد العسكرية بمعاهدات سلام.

فوجود جيش نظامي كبير في هذه الحرب، امام الجيش الاسرائيلي، يُخرج القرار من داخل فلسطين لخارج حدودها، فيكون قرار الحرب والسلم في القاهرة، او عَمان او الرياض، لكن الان القرار هو داخل دهاليز المقاومة بين ازقة غزة، ومامن قوة على الارض تستطيع نزع هذا القرار .

 

المقاومة لا يمكنها اجتثاثها، او هزيمتها، لانها ليست سلاح، انها فكرة ، عقيدة ، مبدأ، وهذا الذي يفسر انتقالها من جيل الى جيل داخل فلسطين، ومن اقصى اليسار في السبعينيات، الى اقصى اليمين في التسعينيات.

المقاومة ليست حماس، ليست القسام، انها فلسطين، كدولة محتلة تُقاوم، وهذا المفهوم العسكري الذي خُطط له منذ اول لقاء سري في النرويج لتسير فكرة المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، للقضاء عليه، وبرغم اتفاق اوسلو، فشلت الخطة باجتثاث فكرة المقاومة .

 

ومحاولة اجتثاث الفكرة بالقتال، يغذيها ، وليس العكس، لذلك لا حل الا بالتحرير، ونهاية النفق هي الحرية، فبعد اطول حرب عاشتها فلسطين منذ احتلالها، ووجود اكبر إبادة جماعية في القرن الواحد والعشرين، الا ان صاروخ المقاومة مازال يطور نفسه تحت الحرب، ومازال الياسين يضرب الميركافا.

مازال الياسين يضرب الميركافا

تحت الحرب طورت القسام من هجماتها القتالية، ومن أسلحتها، وهذا يؤكد الفكرة العسكرية ان مواجهة المقاومة بالحرب يغذيها، ويطورها ويقويها، لن تستغرب اذا عرفت ان حماس وكل فصائل المقاومة داخل فلسطين اصبحت اقوى اليوم مما كانت عليه في 7أكتوبر، وهذه الحقيقة العسكرية يصعب على جيش بلا عقيدةً قتالية استيعابها.

على المدى المنظور ، انت امام حرب نوعية تأخرت سبعون عاماً، حتى نضجت الفكرة تماماً، وصارت جاهزة لان تستمر حتى النهاية، لماذا 
لانها جربت كل الحلول، وكل الطرق، وادركت انه لن يحرر الارض الا ابن الارض، من خلال عملية تحرير كبيرة وطويلة ومستمرة.

نعم الحرب التي اعلنتها حماس، وان لم تكن حرباً للتحرير، ولا قصدت منها هذا الانفجار، وارادتها عملية نوعية محدودة، قادت نفسها لطريقها ولمصيرها المحتوم، ورغماً عن الجميع

فقبل شهر واحد من عملية طوفان الاقصى كانت الجامعة العربية تستعد لتجهيز او سلق دولة فلسطينية سريعة، يعلن عنها وتنال الاعتراف الدولي، لتمهد الطريق للتطبيع.
ما تقوله العملية العسكرية الفلسطينية اليوم، ان هذا غير ممكن، واننا امام مفاجات قدرية تترجم للغة المقاومة.

 

مازال الياسين يضرب  الميركافا.. 
خلال خمسة اشهر طورت المقاومة من أسلحتها وتكتيكاتها، ومازالت تصنع اسلحتها تحت النار ، وتطور من خططها
مايحدث مدهش ، والاقوى انها مستعدة لكل الاحتمالات ، هذه اطول واعنف حرب خاضتها اسرائيل منذ وجودها 

 

سلام