الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

تدمير غزة ليس معيار انتصار اسرائيلي.. نعم المقاومة انتصرت

  • منذ شهرين - Tuesday 13 February 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

اولاً - التدمير ليس معيار انتصار.. 

تم تدمير لندن وقصفها من قبل المانيا في الحرب العالمية الثانية، فهل تُرجم ذلك الدمار على انه انتصار الماني! بالتأكيد لا، لان النصر والهزيمة في الحروب ليس لها علاقة بكمية التدمير، الذي ينتهي مع بدء الاعمار، بل تقاس الهزيمة والانتصار بتحقيق الاهداف 
اذاً ماهو الهدف الاسرائيلي المعلن …او غير المعلن من الحرب في غزة، اهم هدف هو ضمان عدم حدوث ذلك مستقبلاً، وردع كل فصائل المقاومة داخل وخارج غزة، ثم اهداف ثانوية مثل، تحرير أسرى، اجتثاث حماس او اضعافها، اغتيال قيادات على رأسها يحي السنوار ومحمد ضيف.
هذه الأهداف كلها لم ولن تحققها اسرائيل، لان منع وقتل واجتثاث المقاومة مستحيل في تاريخ الشعوب، وغير ثابت في تاريخ هذه المنطقة تحديداً التي واجهت كل أشكال الاستعمار

فالمقاومة فكرة والفكرة لا تموت 
اما اجتثاث حماس فلحد الان لايبدو هدفاً قابلاً للتحقيق، بالتالي، فان ضمان عدم تكرار ذلك ولو بعد عقد كامل، ليس وارد ايضاً 
فكل الاحداث تقول ان هناك معارك كبرى ستحدث على ارض فلسطين، تمهيداً لتحريرها وتمهيداً لحرب كبرى
اذا تدمير اسرائيل لغزة ليس هزيمة لحماس ولا انتصارً لاسرائيل، ومن حق حماس أعلان انتصارها، والتخطيط لمستقبلها ومستقبل الدولة الفلسطينية.

ثانياً - الخلاف الفلسطيني انتهى 
مطالب حماس بالافراج عن قادة في فتح داخل المعتقلات، وعدم ادانه قادة فتح لعملية السابع من اكتوبر ، بمن فيهم محمد دحلان رغم خلافه مع حماس، وتراجع محمود عباس عن تصريحاته التي تدين حماس دليل تعافي البيت الداخلي الفلسطيني 
اضف ان اكبر مدافعين عن غزة وعمليات المقاومة في الاعلام الغربي كانوا ساسة فتح السفير حسام زملط والقيادي مصطفى البرغوثي 

ثالثاً حماس تنازلت عن شروطها من منطلق ضعف وهزيمة!
غير صحيح، ففي المفاوضات انت ترفع السقف عالياً لتحصل بعد ذلك على ما تريده، بعد ان تتنازل او تتظاهر انك تنازلت ، ولكنك تتخلى عما لا تطالب به الان
هذه حيلة معروفة في كل المفاوضات " رفع السقف ثمّ التنازل" وهي ليست دليل ضعف بل دليل مهارة وتحديد واضح لماتريده بالضبط

لذا فانتصار المقاومة يُقاس ببقائها اولاً كفكرة، وثانياً كحركة، وثالثاً كمحور.. وهنا نسأل هل المقاومة بعد حرب غزة كفكرة وحركة ومحور صارت اقوى أم اضعف.. الجواب .. يظهر امامك وانت ترى محور كامل يتحرك وينسق، ويتفاوض ، ويجهز نفسه لتقاسم السلطة والظهور بشكل اقوى واكثر ثقة ليس في غزة وحدها بل في كل المنطقة من جنوب البحر الاحمر الى جنوب لبنان

 

سلام