الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

بدء المسار البراجماتي لإنهاء حرب غزة

  • منذ 3 أشهر - Wednesday 07 February 2024

بدء المسار البراجماتي لإنهاء حرب غزة

AF

اسماعيل هنية بعد 7 اكتوبر بشهرين تحدث عن انفتاح حماس على الحلول السياسية وحل الدولتين، وحسن نصر الله في اول خطاب أكد ان هزيمة اسرائيل لن تكون بالضربة القاضية بل بالنقاط
‏واضح الخط العقلاني السياسي لدى جبهة المقاومة منذ البداية، ولا يمكن لاي طرف ان يزايد على اصحاب الحق.
فتحريرها كله ممكن، لن يكون بمعركة واحدة، وليس ضمن وضع اقتصادي وانساني ضاغط، وحين تكون الكلفة الانسانية عالية لعدم وجود تكافؤ في القوة، لكن اهمية عمليات المقاومة، وتصعيدها العسكري يأتي لتحسين شروط التفاوض وليس لاشعال حرب التحرير، المقاومة واقعية جدا 
وبالتالي  الخط العقلاني لدى المقاومة هو السائد ، ولم يظهر بعد هدوء المعارك، بل اعلن عنه في أوج الحرب، وسمع هذا الصوت بوضوح وسط أصوات المدافع والحرب والقصف والرصاص، وكان مثار رفض شعبي، لان الاندفاع الشعبي العاطفي كان متفاعلاً ومندفعاً نتيجة لما يحدث للابرياء في غزة.
ولكن، برغم اهمية عمليات المقاومة وخاصة في جبتها الداخلية في غزة وجنوب لبنان لانهما جبهة واحدة فعلياً في التنسيق والتدريب والتواصل، والجغرافيا، الا ان الخط السياسي كان متواجداً وموازياً ولم يكف عن التحرك
لقد ادارة المقاومة المعركة بذكاء وخبرة سياسي وعنفوان عسكري، ولم تفصّل المسارين العسكري والسياسي عن بعضهما
وهنا يأتي دور مصر، وقطر العقلاني والمهم في الوساطة والدعم السياسي لحماس، وكذلك شروط السعودية للتطبيع باعادة طرح " حل الدولتين" ، وهو الحل الذي كان مرفوضاً بالكامل 
لايمكن ان تحاكم الدول في طريقتها السياسية بطريقة الحركات المسلحة المقاومة، لذا قاومت السعودية الضغوط الامريكية بخصوص التطبيع بطريفتها كدولة
واصبح الهدف العربي هو " حل الدولتين " وهو حل متوافق بالكامل مع طرح المقاومة الفلسطينية وشريكها في المقاومة الاسلامية في لبنان.
وهنا نتذكر ان " البرجماتية " السياسية هي من جعلت لبنان يوقع على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وهو نوع من الاعتراف اللبناني بحدود اسرائيل، ولعل ذاتها البرجماتية نفسها من تحرك السعودية لتاجيل التطبيع الى ما بعد الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وحلّ الدولتين 
فحتى حماس مع حل الدولتين.. وهذا هو الحل الذي رفضه نتنياهو، واستطاعت 7 اكتوبر ان تعيده للطاولة
….

باختصار.. الان الخط العقلاني سيظهر بقوة، بل هو من سيستلم دفة القيادة، وتتراجع القوة مؤقتاً للخلف، في تعاونّ وتنسيق ثنائي مهم
والذكي هو من يعرف متى يجعل القوة تمسّك بزمام الامور، ومتى يسمح للعقل والهدوء باستلام  عجلة القيادة.