الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

صنعاء تقدمت على محور المقاومة بخطوة.. لتقلب المعادلة بتهديد امريكا بالحرب وليس العكس!

  • منذ شهرين - Wednesday 31 January 2024

صنعاء تقدمت على محور المقاومة بخطوة.. لتقلب المعادلة بتهديد امريكا بالحرب وليس العكس!
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

AF

اسرائيل تهدد حزب الله ولبنان بحرب.. وبارجاعه للعصر الحجري، لتظهر تل ابيب انها صاحبة الفعل المُهدد، وانها تجرؤ على كسر خطوط الاشتباك، ليظهر  لبنان والحزب انه مستعد للمواجهة والرد الحازم ، ولكن دون الانزالاق لحرب اقليمية، الرد العقلاني الاكثر مسؤولية تجاه منطقة على حافة الهاوية، بعيداً عن مغامرات لا محسوبة ، وبالتالي يبقى في خانة رد الفعل العسكري، ملتزماً بقرار المحور الايراني  " عدم جر المنطقة لحرب اقليمية " 

لا طِهران ولا واشنطن لديهما نية لحرب اقليمية.. لكن صنعاء تفعل

فطِهران لا تريد الانخراط في حرب اقليمية حالياً، لذلك ألجمت عمليات المقاومة العراقية ضد الاهداف الامريكية في الأردن وسوريا والعراق، لكنها لا تستطيع فعل ذلك مع صنعاء، فكل عمليات صنعاء ضد بنك الاهداف الامريكية، هو  اعلان حرب من طرف واحد، وكل  75 ثانية يمكنها جر المنطقة لمواجهة حِدية.

وهذا دليل عدم وجود تنسيق عسكري بين صَنعاء وطِهران، بل ان صنعاء استطاعت خلال هذه الحرب الانفراد بقرارها العسكري بعيداً عن استراتيجية المحور واهدافه .
‏من جهة اخرى هذا   اسوأ توقيت بالنسبة لامريكا، لاي مواجهة سواء في بحر الصين وتابوان ، او في أوروبا الشرقية واوكرانيا، او في المتوسط. وبالتالي في باب المندب ومنطقة الخليج، وهذه هي  نقطة الضعف الامريكية ،التي ضغطت عليها صنعاء لتبدو لاعباً اقليمياً اكثر قدرة على التحكم من ايران نفسها.


فاليمن يهدد امريكا وعلى العكس مما يحدث في لبنان بدلاً من ان تهدد امريكا وايران طِهران ولبنان بالحرب ، فان صنعاء هي من تجر امريكا وإسرائيل وتحالف الازدهار برمته لحرب، ومواجهة عسكرية بحرية وبرية .

 

أشار قائد الأسطول الخامس الأميركي إلى أن صواريخ ومسيّرات الحوثيين يمكن ضرب هدفها خلال 75 ثانية ،في حين لا تملك قواته سوى ما بين 9 و15 ثانية لاسقاط صاروخ أو مسيّرة


في هذه المعادلة.. حين تتصرف وكأن لا شيء يهمك، أو لديك  لتخسره.. فانك تربح، صنعاء تجاوزت فكرة "عمليات منضبطة بهدف الضغط لايقاف عدوان غزة" .. الى هدف اكبر وهو جر امريكا لمواجهة، واعلان حرب تحرر المنطقة. 

 

تغير جيوسياسي

اعلان معركة تحرر المنطقة " معركة الفتح المبين" تستبق فيها   صنعاء المحور بخطوة، وعملياً لم يعلن المحور الايراني هذا الهدف حالياً، على الاقل بهذا الشكل وان كان يعمل فعلياً عليه بطريقته وحسب استراتيجية النفس الطويل

ما تفعله صنعاء يُعد  خطوة كبيرة ومفاجئة وغير مسبوقة، منذ اكثر منّ عقدين، فهناك قواعد للعبة اخترقها اللاعب الجديد، وبذلك تقدمت  واحرقت المراحل العسكرية, سواء التي التزم بها المحور الايراني، او تلك التي وضعتها امريكا للجيوش والأنظمة العربية.

المنطقة تتغير جيوسياسيا وعسكرياً، يعيد ترتيب موازين القوى، والتأثير على الارض،  وفعلياً اصبحت اليمن في قلب هذا التحول كفاعل ومؤثر، إن   صَنعاء  تخوض حرباً مستقلة، لكنها لا تنفصل عن الهدف العام ، وهو هدف تحرري لم تعشه المنطقة منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

حيث حدث اكبر تغير جيوسياسي جاءت معاهدات السلام وقطار التطبيع لمحاولة، تغير اتجاهه التحرري، وجاء طوفان الاقصى 7  اكتوبر لاعادة المنطقة الى مسارها الصحيح بفتح معركة طويلة غير محدودة ، وغير منضبطة، وغير محددة الحدود الجغرافية ضد امريكا وإسرائيل، لا تقف حدودها عند 365 كيلو متر.

صنعاء كانت اكثر تخففاً وتحرراً من اي حسابات ثقيلة للدول، أو حتى  الجماعات المسلحة، واستطاعت خطف القرار العسكري واستعادت زمام الأمور والمواجهة ، لتعيد رسم المعادلة، في مواجهة ندية مع امريكا 

الولايات المتحدة الامريكية حتى وهي تستهدف اهدفاً ايرانية في العراق وسوريا تعلن انها لا تريد حرباً أقليمية، فاي حرب مفتوحة لن تكون لصالح امريكا في جغرافيا خارج حدودها، لكن في حربها مع اليمن، صنعاء هي من تعد نفسها لحرب طويلة ومفتوحة، وتعلنها فعلياً من خلال تسعير وتصعيد عسكري غير مسبوق، يبدأ الصباح بجملة " بيان صادر عن القوات  المسلحة " قبل جملة " صباح الخير"

 

AF