منذ 11 شهر - Saturday 30 December 2023
AF
أظهرت دراسة حديثة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" أن 76.9% من محتوى الإنترنت مكتوب بعشر لغات فقط، هي الأكثر انتشارًا على مستوى العالم، متوقعة اختفاء كاملا لنصف لغات العالم بحلول عام 2100، وفقًا لما ذكرته وكالة "يورونيوز".
وأشارت الدراسة إلى أن العالم فيه أكثر من 4 آلاف لغة محكية، شهد أغلبها تراجعًا مقلقًا، بشكل يجعلها عرضة لخطر الانقراض.
وأكدت أن اللغات تتأثر بعوامل متعددة تسهم في اندثارها، ومن بين هذه العوامل العولمة والهجرة والتنمية الاقتصادية. عندما يهاجر الأفراد إلى مناطق جديدة، يميلون إلى التخلي عن لغاتهم الأصلية واعتماد استخدام اللغة الإنجليزية أو اللغة المحلية السائدة. ولاسيما في حالة عدم توفر الموارد المالية والدعم الحكومي، يمكن أن يؤدي هذا إلى اندثار تلك اللغات.
وقالت الدراسة إن اندثار اللغات في الوقت الحاضر يتسارع بمعدل لغة واحدة كل أسبوعين، مما ينجم عنه فقدان للمعرفة والتقاليد والثقافة المرتبطة بها. مطالبة بالتصدي لهذه المشكلة بشكل شامل.
وأعلنت الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمات الشعوب الأصلية، عن تنظيم عقد دولي للغات الأصلية في الفترة من 2022 إلى 2032.
وتسعى الأمم المتحدة في هذه الفترة إلى تعزيز التعاون بين شركات التكنولوجيا والحكومات، بهدف الحفاظ على اللغات الأصلية وتعزيزها على مستوى العالم. وطلبت الأمم المتحدة من اليونسكو قيادة الجهود المبذولة في هذا السياق، حيث تقوم المنظمة بدور الوصي، وتعمل للمساهمة في الحفاظ على تلك اللغات الأصلية وإدماجها في الوسط الرقمي.
تُعرف اللغات الأصلية بأنها اللغات التي تنتمي إلى بلد أو منطقة محددة، وتمتاز هذه اللغات بطابعها الشفهي، حيث تُعزز الهوية والثقافة المحلية. وعلى الرغم من اعتقاد بعض الأفراد بأن اللغات الأصلية قد تكون أقل تعقيدًا، إلا أن الحقيقة تكمن في أنها غالبًا ما تكون أكثر تعقيدًا من اللغات العالمية الكبرى مثل الإنجليزية والإسبانية والصينية. فهي تستند إلى معرفة فريدة وخاصة تظهر من خلال أنماطها المتخصصة.
وبحسب الدراسة، تظهر الإحصاءات الصادرة عن مجلس الأمم المتحدة الدائم لشؤون السكان الأصليين أن نسبة الشعوب الأصلية تمثل أقل من 6% من إجمالي سكان العالم. وعلى الرغم من هذه النسبة المنخفضة، إلا أن هناك أكثر من 4 آلاف لغة حول العالم، تلعب دورًا ثنائيًا، حيث لا تقتصر على كونها وسيلة للتواصل فحسب، بل تمثل أيضًا ناقلًا لأنظمة المعرفة الشاملة التي تم تطويرها عبر العصور.
عوائق مالية
وقالت الدراسة إن الشعوب الأصلية تواجه تحديات كبيرة في التمكن من الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية، حيث تظهر نسبة الوصول إلى الإنترنت في المناطق القبلية بانخفاض يصل إلى 21٪ مقارنة بالمناطق غير القبلية المجاورة، وسرعات تحميل الملفات عبر الإنترنت أبطأ 75% مقارنة بسرعتها في المناطق غير القبلية، رغم أن سعر خدمات الإنترنت أعلى 11%.