منذ 9 أشهر - Monday 18 December 2023
AF
اليمن قال .. لا
الضغوط والمساومات وحتى الإغراءات كبيرة، اكبر مما يُحتمل
وعاده هذا النوع من الضغوط من الصعب ان تصمد امامها دولاً كبيرة، عريقة، غنية، وثقيلة الوزن.. رأيناها في مواقف عدة تنصاع وتنساق ..
لكن اليمن مع كل ضغط يردّ بالتصعيد، وهذا كافي لتفجير الغضب تجاهه، فمن انت لتقول .. لا
مع كل تلويح بتشكيل تحالف بحري، ضد اليمن، او تفجير الصراع في الساحل الغربي، او ايقاف عملية السلام السياسي في اليمن، يصعد يحي سريع ليتلو بياناً للقوات المسلحة يعلن فيه عن عملية جديدة.
وكلما هددت امريكا اليمن بشكل مبطن او علني، تجد الناطق الرسمي محمد عبد السلام يرد بخطاب ناري، وكلما هاجم حلفاء امريكا اليمنيين صنعاء، ستجد خطاباً عسكرياً يتحدث عن مواصلة التصعيد، وخبر عاجل يخبرك انه تم ايقاف سفينة اسرائيلية جديدة.
اقوى اللاءات في التاريخ هي تلك التي يقولها الضعيف امام القوي، في عدم وجود تكافؤ في ميزان القوى، فهناك استخفاف غريب باليمن، باعتباره دولة من العالم الثالث ، فاشلة ومنهارة اقتصادياً، خرجت للتو من حرب اقليمية مدمرة ، ويريد استعادة توازنه، وبدء مرحلة سياسية جديدة.
لكن بينما كان قطار التسوية السياسية اليمني يسير بخطه الذي وافقت عليه الارادة الشعبية والسياسية معاً، اندلعت حرب غزة، انفجر طوفانها فما عاد اي شيء كالسابق.
قبل ايام فقط من طوفان الأقصى كانت المصالحة اليمنية السعودية ، تشد ظهرها وتظهر بشكلها العلني للمرة الاولى في الرياض بلقاء الوفد اليمني العسكري والسياسي،
مع وزير الدفاع السعودي.
ولكن اليوم تتحدث الانباء غير المؤكدة عن ضغوط امريكية لانضمام الرياض لتحالف جديد ضد اليمنيين ، في البحر الاحمر ، رداً على عملياتهم هناك ضد اسرائيل.
يال المفارقة الساخطة، تحالف دولي ضد اليمن، الذي يدافع عن أبرياء غزة من الإجرام الاسرائيلي، وسط تواطأ وسكوت وخذلان العالم .
اليمن الدولة الفقيرة القادمة من العالم الثالث ، ترعب العالم الاول، وتهدد مصالحه، وتعرقل خططه، اليمن الدولة المنهارة تقول لا .. لامريكا.