البحر الاحمر بين جدة والحُديدة: مابين مهرجان سينمائي .. وعمليات عسكرية ضد اسرائيل …! الصراع البحري هل يفجر ما تبقى من المنطقة

  • البحر الاحمر AF
  • منذ 4 أشهر - Thursday 07 December 2023

البحر الاحمر بين جدة والحُديدة: مابين  مهرجان سينمائي .. وعمليات عسكرية ضد اسرائيل …! الصراع البحري هل يفجر ما تبقى من المنطقة
AF متابعات
متابعات عبر وكالات الانباء 

AF

البحر الاحمر هو مهرجان سينمائي سنوي يقام في جدة السعودية على البحر الأحمر، وهو كذلك عمليات عسكرية ضد اسرائيل تنظلق من الحُديدة اليمنية على ذات البحر الاحمر 

 

 

هنا الشريان الحيوي الاهم في المنطقة، نقطة التقاء الشرق بالغرب، اسيا باوروبا، والعرب بالاوربيين والاسيويين، وهنا تطمح كل دولة تطل على البحر الاحمر ان تكون هي سيدة هذا المكان، وهذا الشريان

اسرائيل، اولى الطامحين للتواجد العسكري والتجاري والسيطرة على ممر الملاحة الدولية، بصفتها الدولة ذات الاهمية وحليفة امريكا الاقوى في المنطقة، ووريثة الاستعمار الغربي 

وهناك السعودية، صاحبة المشروع الاقتصادي الاستراتيجي، والتي تتطلع لدور ريادي في العالم، بعد ان خلعت عباءة العزلة الثقافية ، ودخلت الى باب التأثيرات والتأثير الثقافي والفني، لتوجد مكانتها بعيداً عن الحروب هذه المرة، بعد تجربتها في حرب اليمن والتي تريد اغلاق ملفها للابد.

وهناك اليمن، البلد الناهض من تحت ركام الحرب، المصنف انه خارج دائرة الضوء والتاثير، وخارج خارطة الاقتصاد والنفوذ في المنطقة، لكنه خلال الحرب على غزة سجل حضوراً لافتاً، وقدم نفسه السيد الجديد لباب المندب.

 

التحركات العسكرية اليمنية من قبل جماعة الحوثيين/ سلطة صنعاء/ في باب المندب والبحر الاحمر تعلن انها سوف تتوسع للبحر العربي، بما يعني ان هناك منافساً جديداً، يهدد النفوذ السعودي والاسرائيلي وحتى المصري

الحليف اليمني لايران، يهدد   حركة الملاحة الإسرائيلية، هذا العنوان  هو اكثر من مجرد خبر إعلامي، انه عنوان مرحلة،في نظرة دولة صنعاء للصراع، والنفوذ، والسيطرة المائية، وتحت غطاء الصراع مع اسرائيل ، ظهر نفوذ الجماعة وطموحها العسكري المفترس، كاسماك القرش في البحر الأحمر.

السعودية التي تطمح للتأثير الناعم ، ستجد نفسها تصدم مرة اخرى مع مشروع جارتها العنيف، والمباشر، والمربك، فسياسة السعودية منذ عقود ومنذ تأسيسها، تقوم على عدم المواجهة، ولم تعتزل سياستها الثقيلة الا مرة واحدة فقط، حين اضطرتها جارتها للمواجهة المباشرة ، لذلك كان على السعودية التراجع ولو بعد حين عن سياسة هي لا تجيدها

وبعكس السعودية، يُعرف جيرانها اليمنيين انهم اهل حرب وقتال، ولذلك كان لهم تقوقيعهم الخاص في  واحدة من اهم حروب المنطقة والعالم ، وهي حرب غزة، حيث كسروا الحواجز الجغرافية، وحولوا حرب غزة الدائرة في ٣٦٥ كيلو متر، الى حرب اقليمية يصل مداها الى ٢٠٠٠ كيلو متر...

 

من جنوب البحر الاحمر 

 

هنا جدة وبجابنها الحديدة، مسافة قريبة جغرافياً ، لكنها ابعد ما يكون حين يتعلق الأمر بسياسة بلدين مجاورين، يختلفان في طريقة التفكير والتعاطي مع الاحداث 

فبينما العدوان الوحشي الاسرائيلي على غزة في اشدة، تواصل السعودية مهرجاناتها الفنية، سواء موسم الرياض ، او مهرجان البحر الأحمر السينمائي، دون لفتة احترام او حزن على الضحايا 

على حد وصف الكاتبة الفلسطينية اسماء الغول في مقالة لها عن مهرجان البحر الأحمر السعودي

"لا تكمن المشكلة بمهرجان سينمائي خلال واحدة من أعنف حروب القرن،بل حين تقيم المهرجان وتتجاهل الحرب وضحاياها،لتغدو السينما بعيدة عن الروح الحقيقية للأفلام،كالمشاركة الإنسانية للألم وتتبع جروح الفقد البشري،وفضح الآلة الاستعمارية الوحشية"

السجاد الاحمر 

وصحيح لماذا لم يقف المهرجان دقيقة صمت على ارواح الضحايا؟ وهذا اقل الواجب؟ بينما في المدينة المجاورة لجدة، وبينما كان يُفرش السجاد الاحمر، لتسير عليه الممثلات والمخرجين، كانت مدينة الحُديدة اليمنية وماجاورها من الساحل اليمني التهامي، تستعد لاطلاق رشقة صواريخ وطائرات مسيرة على جنوب اسرائيل في ايلات - ام الرشاش- وخلال ساعات سينتظر الرأي العام العالمي المتحدث العسكري اليمني يحي سريع ليلقي البيان .

هذا هو التأثير الذي تفهمه وتفعله صنعاء، وهو يختلف كلياً عن الفهم والتأثير السعودي في الجوار ! ولكن هنا لديك احتمالين.. اما تصادم الطريقتين، او تكاملهما

في الحالتين انت امام حالة تفاعل