الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

اليمن: كسر قواعد الاشتباك.. واول مواجهة مباشرة مع اسرائيل

  • منذ 5 أشهر - Wednesday 01 November 2023

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

 

 

بداية علينا ان ندرك ان مافعله الحوثيون زاد رصيد اليمن والأمة العربية وليس فقط رصيدهم، ففي هذه المرحلة الحاسمة فلسطين هي الرصيد والقيمة التي تُضاف لأي طرف يدعمها ، فان قامت دولة او حزب او زعيم بدعم فلسطين فهذا واجبه،ولا يضيف لفلسطين بل العكس

‏لذا ستلاحظون  ان من يقف مع غزة، سيصبح اهم الفاعلين في المنطقة وامريكا وكل القوى ستعمل له الف الف حساب، لذا بمقياس الربح والخسارة والمصالح السياسية من يقف مع فلسطين رابح ........

يستهدف الحوثيون اسرائيل خارج قواعد الاشتباك للمحور الايراني، فهم الاكثر تخففاً من الحسابات السياسية الثقيلة التي تراها طهران وحزب الله جديرة بالاهتمام ، ولديهم جولة وخبرة سابقة  في الحرب الاقليمية، التي لم تختلف عما خاضوه خلال ١٠ سنوات، اضافة انهم يواجهون اول اختبار عملي لحقيقة شعارهم ضد امريكا واسرائيل.

اليمن خارج قواعد الاشتباك 

 

اذاً دخل اليمن الحرب الاهم في العالم، واصبح جبهة جديدة في الصراع التاريخي الاكثر دموية، باستهداف اسرائيل على بُعد ٢٠٠٠ كم، والتي ليس لها حدود مباشرة مع اليمن، وهذه سابقة تحدث للمرة الأولى.

لن نتحدث عن الزخم المحلي والعربي والدولي الذي ستحظى  به جماعة الحوثي، ويقدمه بوصفه القوات المسلحة اليمنية، والدولة الشرعية الحقيقية التي تدافع عن الابرياء في فلسطين وتنتصر للمظلوم وتواجه اسرائيل

بل عن تواجدها في خارطة الصراع كفاعل، وقوة عسكرية شأنها شأن القوى الكبرى، ليغذي هذا طموح القوة والتأثير، والنفوذ الذي تخلفه الحروب ، وهذا مكسب ستجد الجماعة اثره قريباً، بجعلها اكثر الاطراف اليمنية اتساقا  مع مبادئها وشعارتها، وقربها من الشارع العربي، الشارع المتعطش للبطولة والدفاع عن المقدسات والمظلومين وسط الصمت العربي والدولي امام ما يحدث من اجرام في غزة .

هذه اول قاعدة كسرها اليمن، عبر جماعة انصار الله الحوثية في صنعاء، فهو احتال على بُعد المسافة بارسال الصواربخ العابرة التي يصل مداها الى ايلات " الاراضي المحتلة"

فاسرائيل تتحرك وسط ترقب عربي صامت، ورد فعل يكتفي بالتنديد، لذا امنت العقوبة، وكسرت كل الخطوط الحمر، فهي مطمئنة انه لن يطلق عليها اي صاروخ عربي، حتى لو ابادت اهل غزة كلهم.

 

اسرائيل تشاهد  خارطة الشرق الأوسط تتغير بالفعل ..  وهناك  دولاً اصبحت تجرؤ على مهاجمتها 

اسرائيل اليوم لا تريد فتح جبهات جديدة، ولن يشغلها هذا الهجوم الحوثي، وستعتبره خارج سياق حربها الاصلية، ولن يهدد او يوقف تحركها ، لكنه سبؤكد لها ان خارطة الشرق الأوسط تغيرت بالفعل، وان هناك دولاً باتت تتجرأ عليها ولا تخاف منها، وان كانت الجيوش العربية الكبرى لا تجرؤ فالجيوش والجماعات الجديدة ستكون دائماً هي عنصر المفاجاة.

الجبهة اليمنية ضد اسرائيل ، تعني تحدياً سافراً لكل التهديدات الامريكية، التي ستضغط على ملف التسوية السياسية، باعتبار الحوثيين بهذا التصعيد ضد اسرائيل، يحرقون وبعرقلون ملف السلام في اليمن 

هذا الربط الامريكي غير المنطقي بين ملفين " ملف اليمن وملف فلسطين " لا يستدعي انتباه الحوثيين، الذين سيواصلون هجماتهم برغم التهديدات الامريكية التي أصبحت معتادة.

بل على العكس، هم من يضغطون على امريكا الان للخروج من ملف اليمن، وترك التسوية في اطارها اليمني المحلي والعربي الاقليمي، فما شأن امريكا، التي ليس لها اي اوراق ضغط حقيقة توقف هجوم الحوثيين 

اسرائيل ستدرس الرد، هذه العبارة تعني انها ستترك الامر لامريكا للرد والتصرف، بينما تنشغل هي بمجازرها في غزة وسط صمت وتخاذل وضعف عربي غير مسبوق، ولا نريد القول وتواطؤ.

 

قام اليمنييون بإسناد غزة بعدة صواريخ بالستية، كما قاموا منذ عدة أيام باستخدام المسيّرات والصواريخ المجنحة واطلقوها باتجاه مستوطنة "ايلات"، تم اعتراض اغلب هذه الصواريخ في البداية عبر المدمرة الامريكية كارني

وليس لدى الحوثيين واليمن شيئاً يخسروه، فهم بلد مدمر بالكامل، خرج للتو من حرب عاصفة، واستطاع الذهاب بعيداً الى الرياض لتسوية هذا الملف، ومازال يحتفظ بالعلاقة الجيدة وملف التسوية اليمني، وبذات الوقت تحالفه مع طهران، ليخرج  اليوم باسلحته ضد اسرائيل، ليقدم نفسه الفاعل الجديد في الشرق الاوسط، فيكون الجار والصديق والحليف الجديد القوي، الذي ينتظر تطوير علاقاته بالجميع في هذا السياق.

 

 

AF