ماذا لو تحررت فلسطين؟

منى صفوان

صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

تنشغل دوائر صنع القرار الاسرائيلي، والأمريكي حالياً بالاجابة على سؤالا "ماذا بعد حماس؟" بافتراض انهم قادرين على تحقيق هدفهم بهزيمة وسحق حماس في غزة، ولكن عليهم قبل ذلك التفكير وتجهيز البديل.
لكن ماذا لو حدث العكس، وسحقت حماس اسرائيل! هل لدينا اجابة عما هو البديل ، وبمعنى ادق، ماذا لو تحررت فلسطين.

يبدو ان فكرة وقرار "حل الدولتين "الذي رفضته اسرائيل، كان ممكناً حتى تاريخ ٧ اكتوبر
‏ويبدو ان هذا الحل السياسي لم يعد مطروحاً لدى الفلسطينيين الفاعلين على الارض، واصبح من الماضي 
‏حتى وان توقفت الحرب الان،فهذا لا يعني الرجوع لما قبل ٧ اكتوبر 
‏اليوم الميدان يقول ان مراحل التحرير بدأت

حل الدولتين اصبح من الماضي 

من لازال يرى ان حل الدولتين ، مازال ممكناً بعد ٧ اكتوبر، فهو لم يفهم ماحدث، لدولة مهترئة، متكالهة، سهُل اختراقها، وتوجيه اشد ضربة لها في تاريخها القصير.

عملية طوفان الاقصى ، المفاجئة لم تكن اهدافها واضحة في البداية ، هل هي مجرد عملية قصيرة وخاطفة، ام انها بداية حرب طويلة، ويبدو واضحاً ان حماس كانت تتوقع رد الفعل العنيف، وواصلت عملياتها ، ودعت منذ اليوم الاول الجميع للالتحام بها.
 فهل وضعت خطة حرب طويلة المدى! هذا ما يقوله الميدان وتصريحات المقاومة، التي اشعلت المنطقة والعالم ، واعادت صباغة البديهيات السياسية.
فتم احياء قضية فلسطين بهذا المستوى العربي والعالمي لاول مرة منذ عقود، فانكشف هدف عملية طوفان الاقصى، انه إعلان حرب لتحرير فلسطين.
وبهذا لم تعد الحلول السياسية التي كان يمكن لحماس القبول بها قبل طوفان الاقصى، مطروحة، طالما وان لديهم القدرة على قلب الطاولة ، وطرح الحلول من وجهة نظرهم، وليس الحلول التي تفرض عليهم ولم يشاركوا بصياغتها. 

تحرير فلسطين 

ان كنا الان امام اول خطوة عسكرية جادة في طريق تحرير فلسطين ، فعلى دوائر القرار العربي ان تبدأ بالتفكير فيما بعد تحرير فلسطين، وهزيمة اسرائيل.

ماهو شكل الدولة الفلسطينية ، ماهو مصير الدولة اليهودية؟ من هي القوى الفلسطينية الفاعلة على الارض، والشركاء العرب والإقليميين 
كيف سيكون شكل المنطقة ، وما هو موقف امريكا وحجم تاثيرها وتواجدها في المنطقة !
اين تقف روسيا والصين 
وماهي المراحل التي ستحتاجها عملية تحرير فلسطين 

دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية 

لم تعد مسألة تحرير فلسطين مستحيلة، لاسباب عديدة
اولاً اسرائيل اليوم مفككة ، ومتصدعة من داخلها، وبسبب التصدع والانقسام الداخلي ،  كانت مهمة المقاومة سهلة بالاختراق، وهذه التصدع الداخلي كفيل وحده باسقاط الدولة ، فكيف مع هجوم وتهديد خارجي 
ثانياً :: امريكا برغم دعمها اللامحدود لإسرائيل ، لكنها ليست مسالة مصيرية بالنسبة لها، مقارنة بالخطر الصيني او الحرب في اوكرانيا ، ففي هذا التوقيت اسرائيل أمنياً وإستراتيجياً ليست نمر ون بالنسبة لواشنطن ، بل على العكس هي حمل وتكلفة واستنزاف لا فائدة منه، خاصة بعد انتهاء الحملة الانتخابية (معظم الدعم الان لأغراض انتخابية ).

ثالثاً : حلفاء فلسطين اليوم اقوى من ذي قبل ، سواء المحور الايراني، او دول الطوق ، التي اظهرت موقفاً حازماً برفض ادانة حماس ورفض التهجير ، كما انها لا تقل تسلحاً عن اسرائيل التي تتفوق فقط بسلاحها النووي، وهنا تدخل ايران التي يمكنها التغيير من عقيدتها القتاليّة والتحول لدولة نووية وهي كذلك، وهذا يردع اسرائيل

 
ماذا لو شعرت اسرائيل بالهزيمة، الن يدفعها ذلك لعمل انتحاري ، نووي تفجر نفسها واعدائها!

هذا وارد، اذا استعجلت مراحل التحرير الدخول بحرب شاملة خانقة ، مع عدو مجنون وإجرامي ، لذلك فتفكيك قنبلة اسرائيل ، يحتاج لهدوء ومهارة وتركيز، وهذا ما تفعله حماس وحزب الله وهما اكثر من خبر اسرائيل واختبرها وتعامل معها وخاض جولات صراع طويلة متواصلة دون مهادنة او هدنة.

هل هذا يعني ان تحرير فلسطين يعني انتصار حماس وحزب الله

يتبع

AF