الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

معركة البحر لم تبدأ بعد: تهديد وتصعيد مرتقب للتعاون الاماراتي الاسرائيلي في اليمن

  • منذ 6 أشهر - Friday 06 October 2023

معركة البحر لم تبدأ بعد: تهديد وتصعيد مرتقب للتعاون الاماراتي الاسرائيلي في اليمن
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

"نحن هنا ونراقب ماذا تفعلون" هو ملخص الرسائل الحوثية/ الايرانية ، للقوات الاماراتية المتواجدة في السواحل اليمنية وخاصة البحر الاحمر ، والتي يشار اليها بإصبع الاتهام بكونه التعاون الاخطر  مع إسرائيل.

التهديد والتصعيد الحوثي الاخير، للقوات الاماراتية، والاتهامات المباشرة لها بالتعاون مع إسرائيل، يبدو  منفصلاً تماماً، عن ملف المشاورات والتهدئة السياسية مع السعودية، التي تسير بهدوء . 

 

فنبرة التهديد الحوثية الاخيرة،  اصبحت  تستثني السعودية، وتركز على الامارات وتعاونها  مع إسرائيل ، وهذا يبدو متسقاً والتوجه الايراني الاخير ايضاً، المتقارب مع السعودية بقوة وسرعة ، وبذات الوقت يهدد التعاون والتنسيق الاماراتي الاسرائيلي

الامارات  وتحالفها  المريب مع الكيان الاسرائيلي، تضع نفسها في مرمى التهديد والتصعيد العسكري، فهل نحن امام مواجهة بحرية مرتقبة، مسرحها السواحل اليمنية؟ وهل يمكن لإسرائيل حماية التواجد الاماراتي في اليمن ان شنت عليه الحرب؟ 

 

الإمارات ربيبة الصهيونية

لم تتمكن اسرائيل من الاستفادة من التطبيع مع الامارات بعد ابرام اتفاقية ابراهم، لتأسيس قواعد عسكرية بحرية في الخليج، فسرعان ما جاء التهديد الايراني المباشر للامارات قبل عامين، بأن اي قواعد اسرائيلية في الخليج ستكلف الامارات مالا تطيقه، وان هذا سيتيح  لايران استهدفها.

لكن السواحل اليمنية، بانكشافها الامني، والتواجد العسكري للامارات وحلفائها المحليين، استطاعت ان توجد البديل البحري، للقواعد الاسرائيلية في البحر بشكل غير مباشر، وهو ما يعني لايران والحرس الثوري والحوثيين ، ان التواجد الاماراتي في البحر الأحمر وباب المندب يعني تواجداً اسرائيلياً غير مباشر، نظراً للتنسيق الامني بين الجانبين

ان الامارات توصف في الاعلام الحوثي بكونها " ربيبة الصهيونية" ونبرة التهديد كانت واضحة، قبل ايام على لسان قيادات حوثية من المجلس السياسي الاعلى في صنعاء ،الذي وصف   التحركات الاماراتية في البحر بانها مرصودة " وان صنعاء قادرة على افشال التأمر الصهيوني"

لذلك بدأت الاستعدادات الحوثية يُكشف عنها، من قبل الاستخبارات الامريكية والبريطانية ويتم تسريبها ونشرها في الصحف العالمية، واخرها التدريبات البحرية المُكثفة في المدن والجزر اليمنية في البحر الاحمر، والتي تعتمد على الهجمات القصيرة والصغيرة في مباغتة الاهداف الكبيرة في البحر.

وهي تدريبات اشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، بهجمات وطرق استخدمت وتستخدم ايضاً في الخليج العربي ، ضد القوات البحرية الامريكية.

فالمعركة البحرية ماتزال مشتعلة، بعد توافد ترسانة عسكرية بحرية امريكية للخليج العربي، وزيادة التنسيق الإمارتي الاسرائيلي في المياه اليمنية، خصوصاً بعد اتفاقية التطبيع

لذلك فالهدف الأمريكي الاسرائيلي الاماراتي هو المنشود للقوات الايرانية في الخليج العربي، والحوثية في البحر الاحمر والسواحل اليمنية، فالامن البحري عنوان مهم لاخراج القوات الاجنبية، التي لن تعترض السعودية، لذلك تسير العلاقات مع ايران على احسن وجه، فوجود القوات الامريكية غير المرغوب فيه في المنطقة، بحاجة لمن يتصدى له.

وهذا يعني انه في حال حدوث تصعيد حوثي ضد القوات الاماراتية او حلفائها المحللين، فان هذا لن يهدد ملف التشاور والتقارب الحوثي مع السعودية، بل ربما سيزيده قوة.

 

فليس لمصلحة السعودية ايضاً تواجد جماعات مسلحة يمنية، ممولة من الامارات تعمل خارج خارطة السعودية وأهدافها واستراتيجيتها في اليمن، بل وتعيق مسار المصالحة والتقارب الذي تعمّل السعودية على رعايته.

ان التقاء المصالح الحوثية مع السعودية في اليمن، هو ذاته في مياه الخليج العربي مع ايران، وهذا سيقوي التقارب السعودي مع المحور الايراني، وبنفس الوقت يوفر للسعودية لعب دور الحياد الايجابي، والبعيد عن مسرح الاشتباك المباشر مع اي طرف، وهو الدور الجديد للسعودية

 

إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية والجُزر المطلة على باب المندب جنوب البحر الأحمر.

 

ان الحوثيين بتحالفهم مع ايران طوروا  مهارتهم القتالية لاسيما البحرية، التي ارتقت لمستوى عالي من العمليات يمكنه تهديد المصالح لدول كبرى ذات ترسانة عكسرية متطورة ، كامريكا وإسرائيل، الذي يلخص هدف الحرس الثورى والحوثيين تجاهه " إغراقهم في البحر".

وكان الحوثيون يجهزون لمؤتمر مطلع هذا العام عن الأمن البحري، الهدف منه رفع السقف المحلي، وإلزام المجتمع الدولي، والذي مازال قلقاً على امن الملاحة البحرية في البحر الاحمر، ويجد في حركة الحوثيين تهديداً لهذا الامن، لذلك يريد الحوثيون تقديم وجههم الجديد بصفتهم حماة الملاحة البحرية، وان هذا لا يعني قبولهم " بالاحتلال " البحري الاجنبي لسواحلهم، وكان المؤتمر مهمة رئيسية في اثبات ان القوات الاجنبية هي من  تهدد الامن البحري ومن حق حركةً الحوثيين حماية امنهم البحري. 

وتاجيل المؤتمر، لا يعني الغاء كل ما كان ومازال قائماً عليه، من استعدادات، وتدريبات عسكرية، ومراقبة ورصد لحركة السفن، وتنسيق مخابراتي، وتصعيد اعلامي وسياسي، وتجهيز للمعركة البحرية، التي قد تؤجل لحين استكمال رسم العلاقات المتينة مع السعودية كجار وحليف وشريك تنموي، وركن اساسي في التعاون الاستراتيجي.

حقيقةً التنسيق الاماراتي الاسرائيلي

المناورات البحرية الاماراتية الاسرائيلية برعاية الأسطول الخامس الامريكي في الخليج زادت خلال العامين الماضيين، وهناك تعاون ملحوظ لبناء قدرات جماعية في الخليج، بين الحلفاء الجدد، بعد انجاح التطبيع مع إسرائيل.

وهو الامر الذي يدفع الحرس الثوري لزيادة هجماته وتواجده في مياه الخليج العربي.

 

فاسرائيل تبحث منذ عقود على اكثر الطرق امناً للتواجد في هذه المنطقة المهمة من العالم، ووجدا باتفاقية ابراهم قبل ثلاثة اعوام الهدف المنشود.

فاهم مافي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، الموقّع والمُعلن  في سبتمبر 2020 هو التنسيق الامني ، ضمن معاهدة السلام بين الجانبين، وهنا  العديد من البنود ذات الأبعاد الأمنية والعسكرية، التي تنص على التعاون الثنائي في هذه المجالات، وتعهدهما "باتخاذ تدابير مهمة لمنع استخدام أراضيهما لتنفيذ هجوم معاد أو "إرهابي" يستهدف الطرف الآخر، وهذا تصعيد  واضح ضد ايران كما يفهم بسياقه الايراني .

وزادت هذه النصوص المصاغة بدقة، من الفرضيات المتعلقة بإمكانية الاستفادة الإسرائيلية غير المباشرة من القواعد العسكرية الإماراتية في المنطقة، سواء في الخليج العربي، أو باب المندب، أو البحر الأحمر.

سلام