الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

الشرق النووي.. هو الاخطر في عالم متعدد الاقطاب النووية

  • منذ 7 أشهر - Tuesday 03 October 2023

الشرق النووي.. هو الاخطر في عالم متعدد الاقطاب النووية
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

لم تعد  إسرائيل وحدها من تملك الرؤوس النووية في منطقة الشرق الاوسط، فالمستقبل يخبرنا عن المزيد من المشاريع النووية الصاعدة للرؤوس الكبرى في المنطقة. 

فايران تعد ترسانتها النووية لردع او لمواجهة إسرائيل ، وهذا يدعو السعودية لشحذ همتها النووية، وبلاشك هذا يعيد احياء الرغبة النووية المصرية القديمة، ووسط هذا التسابق لن تبقى تركيا الدولة اللانووية !

منذ العام 1968 تمتلك إسرائيل 90 راساً نووياً، وكانت الوحيدة في المنطقة المنضمة للنادي النووي بجانب الدول الكبرى على رأسهآ امريكا ، وروسيا ، والصين وبريطانيا ، وكوريا الشمالية، والهند وباكستان .. وقائمة طويلة من الدول لم يكن بينها اي من الدول العربية.

برغم ان البرنامج النووي المصري بدأ كمشروع في نفس الوقت الذي بدأت فيه المشروع الهندي النووي ، وكان المشروعان المصري والهندي بمثابة توأمين ترعاهما علاقة وثيقة ربطت بين جمال عبد الناصر ونهرو، ولكن مازلت مصر لحد اللحظة التي خارج النادي النووي. 

الاقطاب النووية 

ومع تطور البرنامج النووي الايراني، ظهرت لإسرائيل منافسة نووية جديدة في الشرق الاوسط، المنطقة الأكثر صراعاً وصخباً، لحد الان لم يعلن او يؤكد عن حقيقة امتلاك ايران القنبلة النووية، ولكن هذا لن يمنع الطموح السعودي القديم بالعودة مجدداً، لاعلان برنامج نووي سلمي .

وبالمشروع النووي السعودي المنتظر تدشينه،  وايضاً نظريه المصري "مشروع الضبة" ، واعلان  تركيا على نيتها امتلاك مشروعها النووي ، تكون المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة، في سباق المشاريع النووية، التي يمكنها ان تتحول لاحقاً الى "سباق تسلح نووي" .

من السابق لاوانه الحديث عن حرب نووية في المنطقة، لكنّنا تاخرنا كثيراً من التحذير من خطر النفايات النووية، وهذه نقطة جوهرية مفقودة في المنافسة النووية الشرسة.

١٠٠ الف عام هو عمر الضرر الكامن في النفايات النووية، التي تعدد خطورتها بين منخفضة المستوى، ومرتفعة المستوى والناتجة عن الوقود المستخدم في المشاريع النووية، واكثرها خطورة هي نفايات ما بعد اليورانيوم.

هذه النفايات عادة تدفن في باطن الارض على عمق ٣٠٠ قدم، وتحتاج الارض لمئات السنين للتخلص منها، واصبحت منطقتنا مكب سري لهذه النفايات، وهذا هو الخطر النووي الحقيقي الذي يهدد الشرق الاوسط وافريقيا، وليس المشاريع النووية، التي تعلن انها ستكون بشكل سلمي.  

 

سباق التسلح النووي 

المشروع السعودي والمصري لم يدشن بعد، ولكن هذا لا يعني عدم حيازة الدول العربية الكبرى على اسلحة نووية ، بحسب تقارير اعلامية تتحدث عن اسلحة نووية صينية اصبحت بحوزة كبرى الدول العربية، ضمن خارطة تسلحها ، وترسانتها العسكرية.

وللبدء سريعاً بالمشاريع النووية العربية، بدأ التنقيب عن اليورانيوم في السعودية، فهناك  اكتشافات. حديثة  أثبت وجود أنواع مختلفة من اليورانيوم في باطن الأراضي السعودية.

مازالت الطموحات النووية العربية تحت السيطرة ، وتوصف " لأغراض سلمية " لكن تجرؤ دولة ما  كايران، على تصنيع قنبلة، وهو امر متوقع بسببب طبيعة الصراع الايراني الاسرائيلي،  او حتى التاكيد ، وكشف عمل ايران على ذلك ، سيحول المشاريع السلمية العربية الى مشاريع حرب نووية، وسيغير شكل المنطقة الى الابد . 

كل دول العالم النووي تتحدث عن سلاح ردع نووي، وهذا يجعل  دول المنطقة  ايران وتركيا ،  مصر والسعودية .. تسأل ومالذي يمنع انضمامنا لنادي " الردع" النووي!؟

لكنه سيكون الانضمام الاخطر، لان العلاقات والتحديات والتحالفات والتطورات المتغيرة، والمنافسة الاقليمية الحادة بين دول المنطقة، ستجعل مشاريعها النووية المستقبلية، فكرة مرعبة، وجزء من الرعب العالمي ، في عالم متعدد الاقطاب النووية، بل اكثر رعباً من المشروع النووي لكوريا الشمالية .

 

حيث لا يمكن السيطرة 

الاسلحة النووية  بصواريخها ورؤسها النووية متواجدة لدى كبرى دول المنطقة، والتمترس النووي لا يحتاج لإعلان مشاريع نووية، فالحصول على سلاح نووي ليس  صعباً

ومنطقة الشرق الأوسط بمعسكراتها المتصارعة هي منطقة صراع وان ظهرت تحالفاتها وتقاربها المؤقت ، لذا فهي مهددة بخروجها عن السيطرة، ومتهمة بعدم  قدرتها على ادارة ازماتها ، وهذا يؤهلها بقوة بان تكون مسرح العمليات النووية القادمة.

وكما تهدد روسيا بحرب نووية ضمن سياق الحرب في اوكرانيا، قد نشهد هذا التهديد النووي قريباً، في سياق الصراع الاقليمي المنفلت!

لذلك فالمنطقة حرفياً برغم تحالفاتها وصراعاتها، تمثل اكبر قنبلة موقوتة في العالم.

سلام