الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

هل يفجر صراع الاجنحة الحوثية طريق السلام..

  • منذ 7 أشهر - Sunday 01 October 2023

هل يفجر صراع الاجنحة الحوثية  طريق السلام..
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

الاخفاق باستحقاق السلام سيكون مكلفاً اكثر من الحرب، الفرص لا تكرر مرتين، وفرصة الحوثيين  بانهاء الصراع، في هذا التوقيت الاقليمي الملائم ، وبدء مرحلة جديدة، يحتاج لتوحيد صفوفهم اولاً ، وانهاء صراعات الاجنحة التي بدأت تظهر وتبدو أكثر وضوحاً وتهدد مصير حركة الحوثيين من داخلها. 

هذا الاستخفاف والصراع الخفي  مرعب ويلقي بمستقبل اليمن الى المجهول ،  ويجعل الأمر اصعب على الدول التي تبذل جهدها في الوساطة.

هاهو استحقاق السلام ينزع الانياب والمخالب التي ربتها لهم الحرب، وكل يوم يمر سيساهم باضعاف من ليس لديه مشروع ولا  مستقبل الا بالحرب، 
كل دقيقة تؤكد  انه كان قراراً عظيماً ومهماً.. وسيحقق مالا تحققه اقوى الاسلحة من نزع كل الحجج وافشال التبرير، وتعرية الحقيقة البشعة، وتركهم دون غطاء، وحتى الضربة الغبية الاخيرة  أظهرتهم مفلسين غير قادرين حتى على الدفاع عنها.. 

فمع من ستتفق السعودية، وهنا يظهر الفرق بين الدولة والجماعة، الدولة تسيطر على صراعات الاجنحة لتكون كلمتها امام الخارج واحدة، والجماعة تشقها الاجنحة الى جماعات، وقررات، لذا كان اتفاق السعودية مع ايران اسهل وأكثر متانة، وهانحن نشهد تطور العلاقات بينهما بشكل لافت، على كل المستويات. 

لحد الان مازالنا نتحدث عن ضربة عسكرية استطاع التحالف امتصاصها، وضبط النفس والاحتفاظ بحق الرد، لكن هذا لا يعني عدم توتر الاجواء التي كانت قبل دقائق من الضربة ايجابية.

 

جناج يفاوض وجناح يحارب

 

صراع الأجنحة يشتعل في صنعاء، وفد سياسي يذهب للتفاوض والتشاور في الرياض ، وجهاز عسكري  يهاجم  الحدود السعودية ، قسم يتحدث ويصرح للصحف السعودية عن الاجواء الايجابية ، وقسم يلوح بالرد والانتقام بعد الهجمات المدفعية السعودية على القرى الحدودية، وقيادة حوثية تلتقي وزير الدفاع السعودي لاول مرة، وقيادة عسكرية حوثية  تهدد الامن القومي والدفاعي السعودي!! فمالذي يحدث !

الجماعة تطير باجنحة متعددة، وهذا هو اختبارها الحقيقي للصمود  في وجه التغيرات الدولية والاقليمية، وهي ايضاً  فرصة الخصوم والأعداء والمتربصين. 

تنديد دولي واممي واقليمي، بالهجوم الحوثي على الحدود السعودية الذي اسفر عن إصابة ومقتل عدد من جنود التحالف، وهذا قد ينسف خطوات الحوثيين باتجاه الرياض، مع أن الامر مازال يبدو تحت السيطرة، بسبب عدم ردّ وتصعيد التحالف  عسكرياً.

لقد كان الرأي العام في اليمن والخليج مهيئاً لاستقبال خبر اتفاقية وقف اطلاق النار في اليمن، بعد الزيارة الحوثية  الناجحة للرياض، وكان العد التنازلي قد بدأ، وبُحثت التفاصيل .

وتوجت المشاورات بلقاء "وفد صنعاء" بالامير  خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، وبعدها حديث ولي العهد عن خطة السعودية للاستثمار في اليمن، وكانت الامور مُبشرة،  ولم يتبق الا الإعلان الرسمي، وبدء مرحلة التفاوض السياسي، ولكن مع مغادرة  وفد صنعاء ، وانهاء زيارة ناجحة ووسط اجواء ايجابية، اشتغلت الحدود مجدداً، فئ مفأجاة صادمة  وتطور عسكري عسكي.

قبل هذا باسابيع كانت قناة المسيرة تتحدث عن مواصلة الهجمات السعودية بالمدفعية على القرى الحدودية في صعده، مما يعني ان الحدود هناك لم تهدأ بعد.

لكن الهجوم على التحالف في الحدود، لم يتم تبنيه اعلامياً أو سياسيا بشكل كالمعتاد، ولم يسوق كبطولة، مما يوشي بحقيقة الصراعات الخفية داخل الجماعة، التي تواجه تحدياً غير مسبوق.

الملف الحدودي هو اهم وأعقد الملفات بين اليمن والسعودية، وحالياً وتحديداً بين السعودية والجماعة التي تسيطر على الشمال اليمني والحدود الشمالية بين اليمن والسعودية، لذلك كان التقدم في ملف المفاوضات والتقارب بين الجانبين مهم لبحث هذه المسألة التي تهم الامن القومي السعودي.

جماعة خارج القانون والدولة 

بينما كان فريق من الحوثيين يتفاوض كدولة غير معلنة، ويأخذ خطوة باتجاه استحقاق سياسي لاول مرة ككيان معترف به، كان فريق اخر يجهز عدته لاستهداف القوات العسكرية للتحالف، في تنافس وتناقض مربك للمشهد الاقليمية بأكلمه. 

اذاً مع من ستتفق السعودية، هاهم الحوثيون يكرسون ذات النظرة النمطية عنهم، بانهم جماعة خارج الدولة، واهل حرب، وغير جادين بالسلام، وبقدمون انفسهم   كعصابة ومليشيا، وليس كدولة.

فبعد اللقاء بوزير الدفاع السعودي، وهو حدث سياسي لافت، كان على العلاقات ان تسير باتجاه اخر،  فهذه نقطة فارقة في تاريخ الجماعة، وكان عليهم اتخاذ مسار سياسي اكثر جدية، وبناء ثقة متينة مع الجانب السعودي، الذي يدعونه اليوم لاعادة مواصلة الحوار كما جاء باسم مسؤول الخارجية الحوثي، ولكنها ستبقى دعوة غير جادة ، وغير مسوؤلة ولا يعول عليها. 

الاتفاق مع ايران

وهذا هو الفرق بين الدولة والمليشيات، لذلك كان اتفاق السعودية مع ايران اسهل، من اتفاقها  مع جماعات متصارعة اسمها الحوثيون ، تقدم نفسها بانها جماعة خارجة عن القانون والمنطق والبرتكول، وكل أنواع الضوابط، وليس لها كبير!

وهنا قد يكون لايران دور في محاولة ضبط الجماعة والتي تظهر بدون رأس، وليس لها كبير ، ولا تلتزم بكلمتها، لان المرحلة حساسة جداً، والاقليم كله يتحرك باتجاه واحد، ولعل هذه الضربة الحوثية ستزعج ايران كما ستزعج السعودية.

هذه ربما اول ضربة حوثية للسعودية لا يجري التنسيق بشأنها مع الايرانيين، وبلاشك ستزعج وتحرج طهران، خاصة وانها تاتي في ذروة تقاربها مع الرياض، وقد تفهم انها جاءت بايعاز منها، لذلك قد تتدخل ايران لحل هذه الإشكالية الطارئة، واعادة الامور لنصابها، واعادة تفعيل خط السلام والحوار بين الاطراف اليمنية، وعدم استفزاز السعودية .

 

ولهذا قد تُجمد المفاوضات لبعض الوقت، لحين حصول المملكة السعودية والمجتمع الاقليمي وسلطنة عمّان على ضمانات حوثية، ولكن من يضمن الحوثيين! واي ضمان يمكنهم تقديمه!

 

السعودية وايران تنطلقان من ذات المرجعية كدول كبيرة، تستطيع احترام كلمتها، وادارة صراعاتها ومصالحها، ويمكنهما بناء جسور الثقة بشكل اسرع واقوى،  مما يمكن ان يحدث مع جماعة منفلته.

لقد كان الرد الحوثي على الحدود السعودية معنوناً بالانتقام للضربات السعودية على الحدود، وهنا نسأل لماذا لم تعالج الجماعة هذا الملف ووفدها في الرياض مع وزير الدفاع السعودي شخصياً 

هل هناك من يريد احراج وافشال وفد صنعاء، هل كانت الضربة ضد الجناح المتقارب مع السعودية، اكثر منها ضد السعودية، وان كانت هذه الجماعة لا تستطيع توحيد صفوفها، وتتملص مما فعلت، ولا تجروء على المعالجة او الاعتراف، فكيف ستشارك بحكم اليمن؟

وماهو دوّر قيادتها ممثلة بعبد الملك الحوثي شخصياً، أم أن هناك من هو اقوى منه داخل الجماعة! كلها اسئلة برسم الايام والمفاجآت القادمة.

سلام 

AF