الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

الأحداث الاستثنائية تتوالى..هل كان العليمي يصعد ضد مبادرة السعودية..بينما ولي العهد يدعو لوقف الحرب وبدء الاستثمار في اليمن! مشهد يزداد ارتباكاً

  • AF- الأحداث الاستثنائية
  • منذ 7 أشهر - Friday 22 September 2023

الأحداث الاستثنائية تتوالى..هل كان العليمي يصعد ضد مبادرة السعودية..بينما ولي العهد يدعو لوقف الحرب وبدء الاستثمار في اليمن! مشهد يزداد ارتباكاً
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

قبل البدء

 اود التنويه ان معظم خطابات الزعماء في الامم المتحدة ، ركزت على السلام والتعايش ، والامن والاستقرار، واهمية القبول بالاخر، ونبذ التطرف والعنصرية، والدعوة لعالم اكثر محبة .. الا كلمة الرئيس اليمني.. واليك التفاصيل.. عزيزي القارئ..

العليمي في الامم المتحدة 

في الوقت الذي كان كل العالم يُرحب بالخطوةِ السعودية تجاه السلام في اليمن ، كان حليفهُ الرئيس في اليمن رشاد العليمي ،يقف أمام العالم ليقول بلغةٍ بارعة الوصف، انه ببساطة ضد هذه الخطوة ! 

وفي هذا الوقت اظهرت لنا الشاشة مقاعدَ الوفدِ السعودي فارغة اثناء كلمة العليمي، وكانت الجزيرة اشطر من يقتنص الصورة، التي تغني عن الف كلمة؟ لتترك المشهد مع علامة استفهام دون تعليق! 

فهل وقف رشاد العليمي امام العالم وهاجم خطة ومبادرة السعودية للسلام في اليمن التي اطلقها وليُ العهد السعودي الامير مُحمد بن سلمان ، هل كان ما سمعناه حقيقة ، هل كان خطاب تصعيد سياسي ، ام مجرد مناورة اعلامية بلا قيمة، وليست ضد خطة السلام! 

بالتاكيد إن السلام في اليمن، امرٌ معقدٌ وصعب، وتفاصيله شائكة، وطريقه ملغمٌ، لكن هناك من يزيدُ المشهدَ صعوبةً وتعقيداً، مع انه في غنى عن ذلك. 

ففي حين كانت الرياض تشهد مساراً فارقاً في تاريخها السياسي مع اليمن، بعقد اول مشاورات سياسية رفيعة المستوى مع وفد الحوثيين؟ كانت الشرعية تعرب عن قلقها، فمالذي يقلق الشرعية من السلام، والتقارب والاستقرار؟

امام الجمعيةِ العامة ل UN صَعد الرئيسُ اليمني رشاد العليمي المنصة، ليُصعد ضد اي مبادرات سلام، ويحذر من التقاربِ السعودي مع الحوثيين، وكأن السعودية لا تفهم في السياسية،  ولا تعرف من هم الحوثيين وعلاقتهم بايران؟

واعتبر العليمي، أن أي  تعاملٍ مع الحوثيين ، هو اعترافٌ بسلطةِ الامر الواقع ، ويظهر ان هذا الاعتراف يزعج الشرعية! إن الرئيس اليمني لم يذكر الوضع الإقتصادي الخانق الذي يعيشهُ اليمن  والمواطن، ولم يظهر ترحيباً بالسلام!

 

وانتقد الخطةَ المُسربة عن تحويلِ الايرادات باشراف جهة وسيطةٍ، لتسليم الرواتب، واتهمها انها ستساهم بدعم مشبوه للمليشيا الحوثية كما اسماها! ودعا لدعم الحكومة الشرعية فقط.

هل تريد الشرعية  للحرب ان تستمر، والقصف الجوي ان يعود! هل لدينا حكومة تعمل لعودة واستمرار الحرب، تحت اي مبرر ايعقل هذا؟

حكومة شرعية تتمنى ان تفشل خطة السلام ويقطع اي تقارب سعودي مع جماعة صنعاء التي تهدد الملاحة الدولية، وتعبث بالموارد، وتعدد امن المنطقة، وكل هذا الكلام الذي تعرفه السعودية، لكن مالذي ستستفيده السعودية من عودة الحرب ، والتصعيد العسكري؟ 

 

الانزعاج الامريكي من المبادرة السعودية 

هل ستحرر الشرعية صنعاء هذه المرة، وتقضي على الانقلابيين، وتدمر ما تبقى من اليمن! لقد دعمت السعودية حلفاءها في اليمن لتسع سنوات، وتحولت السلطة الشرعية لاكبر تجمع من منتفعي وتجار الحرب.

المشهد يزداد اربكاً، خاصة بعد التقارير الاعلامية التي تتحدث عن انزعاج امريكي من التقارب السعودي باتجاه ايران والحوثيين، في حين لا يلقى مسار التطبيع مع إسرائيل ذات الاهتمام السعودي, على الاقل بالسرعة والانجاز ذاته .

 

 

فهل تنساقُ الشرعية ، خلف مشهدٍ مُعقد، بدلاً من دعم خطة السلام، هل يهدد السلام صفقتها ومصالحها، بعد انبعاثِ  روائح كريهةٍ  لصفقات فساد مهولة.

لقد امتصت الشرعيةُ  كل ما يمكنها من الدعم السعودي، المالي والاقتصادي والعسكري والاعلامي، دون ان تحقق نموذجاً محترماً ، يشجعُ السعودية على الاستمرارِ، فان كنت قادراً على الحسمِ العسكري وهزيمة الحوثية، فمالذي منعك خلال هذه السنوات؟ 

وحين اردات السعودية انهاء العبث، والتفرغ لأكبر مشروع اقتصادي في المنطقة،  ولعب دور الحياد الايجابي بين روسيا وامريكا، وانهاء العدوات لاسيما مع ايران. 

واحتواء كل الأطراف اليمنية، والعمل لتقوية الدولة اليمنية واقناع الجميع بالجلوس معاً، صعدت الشرعية على منبر الامم المتحدة  لتصعد ضد السلام، ولتقول ان هذا تشريعٌ للجماعات المسلحة! وهذا كلام خطير في مدلوله!  

بينما السعودية ظهرت بخطابٍ مختلف ، يتحدثُ عن التنمية والازدهار، وان  تجعل اليمن جزءاً من مشروعها الاقتصادي ، وامام هدفها الكبير هذا،  لم يعد يهمها إنهاء حربها، وعقد تحالفتها  مع الخصوم السابقين، وهنا وقفت الشرعية بكل غرابة، لتعترض على المشروع السعودي الجديد، ومبادرة السلام السعودية!

فكيف يُفهم  هذا في سياق " التحفظ" ان لم يكن الانزعاج الامريكي من مبادرة  السلام السعودية في اليمن؟ 

حان الوقت للسعي لإنهاء الصراع في اليمن  

وبالمقابل ظهر ولي العهد السعودي الامير مُحمد بن سلمان البارحة بحديث سلام، مركزاً على الاستقرار وازدهار الاقتصاد، والاستثمار والدعم التنموي السعودي لليمن!

فقد ركز الامير في  حديثهِ عن اليمن خلال لقاءه مع فوكس نيوز، على الدعم السعودي السخي، والذي يطمح لزيادته، وقال " نريد البدء بالاستثمار في كل اليمن،  ونحن بصدد القيام بذلك حتى بوجود وقف اطلاق النار، ولا يوجد اتفاق سياسي بعد"  وهي اشارة تفهم بمعنى "حتى في مناطق الحوثيين قبل اتفاقهم مع الشرعية"

 

هذا التوجه السعودي الواضح، والسياسة الجديدة للسعودية في اليمن والمنطقة، ستلقى ترحيباً من الحوثيين، في حين تصاعد حذر ورفض الشرعية

لقد اصبح الخطاب السعودي مختلفاً تجاه اليمن، منذ ابريل ٢٠٢١، واصبح يدعو أكثر للاستقرار والتنمية، وانهاء الصراع، وومعالجة اثار الحرب.

في حين مازالت الشرعية ترى في اي تقارب سعودي مع جماعة الحوثي، تهديداً لها، فلماذا تنظر الشرعية للسلام، باعتباره نهاية تواجدها، وتقدم نفسها كسلطة حرب، ومتربحة من الصراع، وضد اي تهدئة او استقرار؟

برغم تطمينات السعودية لها بانها لن تتخلى عنها، وهذا ما نفهمه من اتصال وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان برئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي قبل ايام من لقاءه بوفد صنعاء برئاسة محمد عبد السلام .

 

لقد باتت السعودية تدعو للسلام، بينما الشرعية ترفض السلام السعودي امام العالم

 

عدم حضور الوفد السعودي اثناء كلمة العليمي كيف يفهم!

وفي اطار هذا التناقض لوحظ غياب الوفد السعودي بالكامل، اثناء كلمة العليمي، مما اثار الاستغراب، وردود الفعل تجاه هذا التصرف، فهل كان اهمالاً ام تعمداً، ان تغيب السعودية عن كلمة الحليف الاساسي في اليمن.

ففي الحالتين كان الامر يدعو للاستغراب، ويدل على مخالفة القواعد الديبلوماسية مع حليف اساسي، ويعني بكل تفسيراته سواء عمداً او اهمالاً، أن العليمي لا يحظى بذلك التقدير المتوقع، من قبل المملكة.

وخاصة ان الكلمة برغم إشادتها بجهود المملكة،  في الدعم الإقتصادي للحكومة المعترف بها دولياً، الا انها كلمة هاجمت جهود ومبادرة السعودية للسلام في اليمن، فهل هناك استياء سعودي من موقف العليمي، وهل فاجأت كلمته الوفد السعودي فاختار عدم الحضور، في موقف يخالف القواعد الديبلوماسية المعروفة؟

فلو كانت لدى الوفد السعودي مواعيد سابقة ولقاءات، كان يمكن بقاء من يمثل الوفد اثناء كلمة العليمي، ولكن غياب السعودية تحديداً، يبدو انه امر يصعب على الاعلام تجاهله!

 

AF