بورتريه :صاحب اشهر حمار في حظيرة السياسة الساخر العظيم..مولانا الرازحي..توحدوا وانت وحدك

  • منذ سنة - Wednesday 07 September 2022

بورتريه :صاحب اشهر حمار في حظيرة السياسة الساخر العظيم..مولانا الرازحي..توحدوا وانت وحدك
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

 صاحب الحمار الاشهر.. في حظيرة السياسة اليمنية.. كثيرون يجيدون السخرية، لكن القلة يحولونها لطريقة حياة، الرازحي ليس فقط شاعر وكاتب وساخر ، بل هو طريقة من طرق السخرية..التي لها اتباع ومريدين


اندلاع الحرب اليمنية 2015 كان بداية جديدة في مسيرة   الاديب والكاتب اليمني الشهير عبد الكريم الرازحي، الذي هجر الكتابة في الصحافة ، ليعتنق هواية جديدة

فظهر بشكل جديد، يشق بقدميه الطرق  عبر القرى والاودية والجبال اليمنية ، ولعلها طريقة خاصة يعبر بها، عن سخطه، وغضبه، ورفضه لما آلت اليه الصحافة اليمنية، والخلافات السياسية،  من انحدار غير مسبوق في المستوى الاخلاقي والمهني. 

 ليكون لاحقًا ضمن فريق صغير من المشائين اليمنيين، من هواة المشي من المثقفين والموظفين المتقاعدين، الذي اصبحوا يجوبون  مدن وصحارى وقفار وجبال اليمن، خلال سنوات الحرب، والعزلة، ليخرجوا لنا برحلات استكشافية، بسيطة الامكانيات ،لم يسبقهم لها احد، فيسهمون بتعريف الجمهور اليمني ، بمناظر وجمال اليمن ، من خلال صفحاتهم على الفيسبوك. 

حمار الرازحي.. اشهر من حمار جحا

الرازحي وهو يمني تعود جذوره لاقصى الشمال في صعده ، وولد في تعز، وتربى ونشاء في الجنوب في عدن، وعاش واشتهر في صنعاء، يمثل اختلاط وتجانس الثقافة اليمنية ، ومزجها وتحولها ومراحلها، ويعبر عنها بكل الوانها، بتقاربها واختلافها، وحدتها، وتنوعها، تنافرها، وتشابكها حد الذوبان.

واستطاع خلق شخصيات خيالية ، صارت مع الزمن، ايقونات ورموز سياسية، استطاع من خلالها ايصال رسائل سياسية عديدة، طالما اغضبت قادة احزاب  وروساء وسياسين، وابرز تلك الشخصيات كان من نصيب " حمار" ذكي هو حمار الرازحي.


فمن خلال هذا الحمار، انتقد اداء الاحزاب والحكومة ورئيسها، واظهر ان الحمار لايقل فهماً في السياسية وادارة البلاد ، عن جموع السياسيين. 

لذلك من الطبيعي ان يكون الرازحي، ملاحق ومضايق من قبل السلطة والمعارضة على حد سواء، فهو القلم غير المرغوب به، حتى هذه اللحظة ، برغم انه توقف عن " النقد السياسي" لكن طريقته بهجران الكتابة، وعدم التعليق على اي حدث سياسي، والامتناع عن الادلاء باي اراء،  واعتناق الجبال ومصادقة الحيوانات فقط، فهي طريقة أيضا للرفض والسخرية وقول الكثير.. بالفعل لا بالكتابة.

على حمار الرازحي تجمعت كل الحمير

تداولت في شانه تحاورت حول المصير

قالت حمار الرازحي بدون حزب يا مشير

حمارٌ متمرد لوحده دائماً ..يسير

كلامه عكس الكلام… وقوله قول خطير  


الرازحي وحده 

ذاع صيته في فجر التسعينيات من القرن المنصرم، مع انطلاق عدد كبير جداً من الصحف مختلفة التوجه، بعد الانفجار الديمقراطي الكبير الذي اتاح حرية اصدار الصحف، والتعدد الحزبي، بعد اعلان جمهورية الوحدة.

وكان دائما متفرداً باسلوبه ، واستطاع ابتداع مدرسة خاصه به، 


ومازال كذلك، حتى وهو يقود دراجته الهوائية، ويكتب عن مغامراته في الجبال والاودية ، ويومياته في شوارع صنعاء ، ليشجع الكثيرين على ممارسة الرياضة ، والحركة، بدلاً من تخزين القات،دون ان يقول او يدعو.. 


الرازحي  يصنف انه من اهم كُتاب العمود السياسي، واشتهر باسلوبه الساخر، وتشبيهاته اللاذعة، وبرز وسط وجود اقلام سياسية كبيرة، ومختلفة التوجه السياسي والحزبي، في مرحلة هي الاهم في تاريخ الصحافة اليمنية.



"هذه البلاد ليست بلادي.. وهذا الجواد.. ليس جوادي" 

برغم ان بداياته كانت في منتصف  الثمانينات كاديب وشاعر عبر ديوان " الاحتياج لسماء ثانية وجحيم اضافي"  ١٩٨٥

ومن وقتها والرازحي يضيف للمكتبة اليمنية ، اشهى والذ ما طاب من كتابات وكتب واشعار وقصص وحكايات، فقد صدرت له تباعاً عدد من الدوواين الشعرية، لتؤكد للجمهور انه امام  شاعر من طراز رفيع، كواحد من اهم كتاب قصيدة النثر في الادب العربي

وعرف شعره بذات النبرة الساخطة، والحادة، بل والساخرة ايضاً، فلم يتجه للكتابة السياسية الساخرة ، ليحقق ذاته، بل ليؤكد مدرسته وطريقته

فالرازحي عبد الكريم، من الاقلام اليمنية والعربية القليلة التي حققت تواجدها ونافست في مجال الشعر  والادب وفي مجال الصحافة والبحث ، والكتابة السياسية الساخرة والجادة. 

فساهم  مع زملائه، بتأسيس المرحلة الذهبية للصحافة اليمنية ، وكتب في عدد من الصحف العربية ، وكان الرازحي دائما يميل ليكون" حنجرة الشعب" وهو اسم سلسلة مواد صحافية اشتهر بها في فجر التسعينيات.   

فقد كان شديد النقد للاحزاب اليمنية، وحافظ على استقلاله، برغم قربه أحيانًا من بعض التوجهات الفكرية اليسارية ، التي اعتنقتها الاحزاب اليسارية في اليمن.


كلّها الأحزابُ يا أروى صناديقُ، خوازِيقُ
وآلاتُ خرابْ
كلّهم في القمعِ شرقُ
كلّنا في ساحةِ الحُلمِ مُقيمونَ
نعاني الاغتراب

غير انه كان معارضًا شرساً، لهذه الاحزاب، من خلال كتاباته، سواء الأعمدة الصحفية، او الكتب السياسية التي اصدرها، واشهرها كان " قبيلي يبحث عن حزب" 

ليظهر التشتت الذي يعيشه المواطن  ، والتمرد الذي يفترض ان يمارسه المثقف ، والسخط، وتشابه الاحزاب المعارضة مع السلطة.