الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

السيطرة الامريكية فُقدت: نحن صناع الحرب والسلام.. المنطقة تقرر مصيرها دون توجيهات امريكية..

  • منذ 8 أشهر - Wednesday 16 August 2023

السيطرة الامريكية فُقدت: نحن صناع الحرب والسلام.. المنطقة  تقرر مصيرها دون توجيهات امريكية..
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

تحذر جماعة انصار الله الحوثية  دول التحالف  العربي من خطورة الانصياع كما تسميه ل "الضغوط الامريكية"،  لعودة الحرب في اليمن، وافشال جهود السلام بين الحوثيين والسعودية وبقية الأطراف اليمنية.
 

السلام يخطو بخجل..بينما الحرب جريئة


لكن من يتابع ويراقب ملف " التسوية" والهدنة في اليمن، يجدها تمشي بحذر خجول، وببطء شديد، وتتوقف وتتعثر، وترتبك، وقد تقع، ولكن خطوات الحرب مشدودة جريئة، قوية سريعة ثابتة، لا يسهل ايقافها..!

ان الخطوات للسلام بحاجة لمن يشد ازرها، فكل المصفقين والمطبلين يتجمهرون حول عروض الحرب، لانها مازالت اكثر جذباً وربحاً، وخاصة لن هناك دول " عظمى" تسعى بكل شكل لافساد اجواء التقارب. 

فاحلال السلام في المنطقة ، كابوس امريكي، بقدر ما حلم وفكرة عربية، فتهدئة المنطقة، وتبريد الازمات، ولغة الحوار ، وخطط السلام ، والاتفاقيات واعادة العلاقات، وانهاء الحروب، وانهاء المقاطعة، كلها مصطلحات مُرعبة للادارة الامريكية، لان ترجمتها التي تصل للبيت الابيض بعنوان  " السيطرة الامريكية على اهم الدول في المنطقة والعالم فُقدت  "

على الجماعة  الحوثية، التي تخشى تأثير الضغوط الامريكية على الدول النفطية الغنية، ان تظهر مدى حرصها، وحقيقة رغبتها بالسلام ، وتبادر وتحرص على انجاح كل جهود التسوية، سواء مع الفرقاء اليمنيين ، او الجيران في الخليج.


‏انها فرصتكم لافشال كل الجهود والضغوط الامريكية في المنطقة


‏فالسلام ..في المنطقة،وليس فقط اليمن،هو الخطر الذي تخشاه واشنطن، انه يعني فقدان السيطرة التاريخية التي ورثتها امريكا في المنطقة من بريطانيا ، بعد الحرب العالمية الثانية 

وبدون مبالغة ، ان هذه المحاولة للخروج من الإملاءات الامريكية وعلى رأسها ملف حرب اليمن، سيكون احدى التجارب العربية ، في مسار الاستقلال بالقرار العربي ، بعيداًعن الهيمنه الغربية وخصوصًا الامريكية. 

 

فكما يحذر انصار الله الاخرين من الضغوط الامريكية ، يجب ان نحذركم، ‏فقد تكونوا بدون قصد منفذين لها، بتصعيد الخطاب الاعلامي، ولغة التهديد العسكري

والذي يظهر ان ليس في المنطقة "كبير" أو شرطي يضبط الامور!، وهو الدور الذي تريده وتبحث عنه واشنطن. 
‏لقد حان الوقت لنحل مشاكلنا بعيداً عنهم،ونتفاهم دون املاءات،نحن اوصياء وسادة منطقتنا.

 

حين تتمكن "البيادة"الروسية من طرد فرنسا من مستعمرتها الافريقية،وتتوغل الصين في الشرق الاوسط من خلال صفقات كبرى،اقتصادية وعسكرية ،وتشجع قادة المنطقة على تبريد الازمات
‏وتتكتل دول البريكس لخلق إقتصاد منافس لسوق مابعد الحرب العالمية
‏فالقطب الامريكي ليس الا بارجة عسكرية تغرق في المحيط