امريكا التي لا تتحدث الانجليزية! لا تريد حرباً ..وطُرقها بالابتزاز تضايق القوى العالمية الجديدة

  • منذ سنة - Monday 14 August 2023

امريكا التي لا تتحدث الانجليزية! لا تريد حرباً ..وطُرقها  بالابتزاز تضايق القوى العالمية الجديدة
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

امريكا لا تريد حرباً، فالحرب  مُكلفة، بشريًا ومادياً وسياسيا/ انتخابياً
‏انها  تريد الابقاء على طُرقها القديمة، كشرطي للعالم، تحدد من يمر ، ومن يبقى، ومن يزول. 
‏لكن الشرطي العجوز ،ماعاد يُخيف اللاعبين الجدد، كدول وتكتلات. 
‏فتحركها الاخير في الخليج، لا يهدد دول المنطقة فقط، بل يضايق القوى العالمية الجديدة-الصاعدة

‏فاليوم لدينا قوى اخرى  غير امريكا

 

صحيح هي لا تريد حرباً- لكنها لن تسمح  للمنطقة ان تهدأ، او ان تدير ازماتها " دون تدخل الامريكان" 
‏فهي تعمل لافساد كل محاولات الصين للتبريد والتقارب والاتفاق،بين دول المنطقة، واهمها الاتفاق السعودي- الايراني ، او اتفاق الصدمة! 

‏ان ااساطيلها وقواعدها العسكرية ،،التي تزداد في منطقتنا، لا تتحدث الا لغة الاستفزاز والاستهداف، والاستهداف لكل مستقبل المنطقة ، ورغبتها بتصفير وتبريد المشاكل

امريكا كيان مزعج ومؤذي .. يتغذى على الازعاج العالمي 

انها تهدف لابقاء المنطقة مستنفرة ، وفي حالة تأهب واستعداد واستنزاف، وابتزاز، حتى بدون حرب، فالحرب ليست خطتها، على الاقل لن تكون جزء منها، لكنها سترحب باشتعال الحروب مجدداً في المنطقة

التقارب بين ضفتي الخليج يزعجها، تهدئة وانهاء حرب اليمن يزعجها، الاتفاق السياسي في اليمن يزعجها، وانهاء المقاطعة الخليجية تزعجها، وعودة سوريا لعلاقاتها العربية يزعجها!

لقد لاحظنا غياب المبعوث الامريكي عن كل تحركات التهدئة الاخيرة في اليمن، وهو امر يعني غيابه عن كل ملفات المنطقة

هذا الغياب ، والتجاهل المتعمد من الدول الكبرى في المنطقة ، لن يمر بسلام في البيت الابيض، بيت المؤامرات، فتريد امريكا ان تذكرنا انها قوة عظمى، ومُِخيفة،  انظروا لحجم الترسانه العسكرية التي ننقلها من طرف العالم للطرف  الاخر!

كل هذه القواعد العسكرية البرية والبحرية ، في منطقتنا، فقط لتقول لنا واشنطن بلغة القوة " انا موجودة " رداً على فكرة " طز بامريكا" والتي بدأ العالم يعتنقها

غكل التحركات والتكتلات السياسية والاقتصادية والمالية والنفطية والعسكرية والاعلامية تقول.. طز بامريكا 

الصين، تظهر ليس كمنافس لامريكا، بل كبديل افضل، وصديق اقرب، وحليف اقوى، وهذا يزعج امريكا اكثر واكثر

لكن امريكا لا تتحدث الصينية ، او العربية، او الانجليزية ، فهذه لغة حوار وحديث انساني ، امريكا تتحدث بلغة الغوصات النووية، والبارجات البحرية، والصواريخ الذكية.

وهذه اللغة، يمكن للجميع اتقانها، وتناقلها ، لكنها لغة دمار، لغة خراب، وارادت امريكا ان تتحدثها جميعًا ، لذلك فاتقان لغات اخرى، واعتناق طرق اخرى لحل المشاكل والصراعات، يفقد الشرطي العجوز دوره وقيمته.

امريكا ستبقى دائماً مشكلة، طالما لا تريد ان تكون جزء من الحل ، ان الصين مستعدة للتعاون معها في عالم متعدد الاقطاب، هذا ما تقوله بكين، لكن واشنطن لا تريد الا قطباً واحداً فقط في العالم.. ويكون بالضرورة امريكياً

 

AF