التطرف في تعز يفسد مهرجان تعز العيدي

  • منذ 10 أشهر - Tuesday 11 July 2023

التطرف في تعز يفسد مهرجان تعز العيدي
رشا كافي
صحافية يمنية وناشطة سياسية-محررة  في AF

التطرف في تعز يفسد مهرجان تعز العيدي 

AF


اعتاد الناس منذ ست سنوات في مدينة تعز الواقعة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء بالإحتفاء بمهرجان تعز العيدي والذي يأتي مع حلول عيد الأضحى، المهرجان الذي ينظمه مكتب الثقافة في المحافظة، إذ  يعتبر المتنفس الوحيد لأبناء المدينة المحاصرة من قبل جماعة الحوثي منذ أكثر من ثمان سنوات، إلا أن التحريض الذي يرافق فعاليات المهرجان كل عام من قبل من يسموا أنفسهم برجال الدين في المدينة بقيادة البرلماني المتطرف عبدالله احمد العديني وهو نفسه الرجل المسؤول عن كل حملات التحريض ضد مظاهر الحياة المدنية داخل المحافظة، كان يتسبب في كل عام بحدث مأساوي أثناء فعاليات المهرجان العيدي. 

 

قبل عامين  وفي ساعات إنطلاق المهرجان الاولى، توفي أحد الحاضرين من جمهور المهرجان في قلعة القاهرة أثناء سقوط إحدى الأحجار على رأسه ولا أحد يعلم من دفع بتلك الصخرة، ليتم بعدها إيقاف فعاليات المهرجان وإخلاء القلعة.


وفي العام المنصرم تم رمي قنبلة صوتية من قبل مجهول في إحدى فعاليات المهرجان العيدي  هدفها إثارة الخوف والهلع في أوساط الحاضرين وإفشال المهرجان.


ليشهد الأسبوع الماضي من مهرجان تعز العيدي في يومه  الأخير نهاية مأساوية تختلف قليلاً عن سابقاتها، حيث أقدم مسلحون يتبعون كتيبة المهام الخاصة التابعة لمحور تعز العسكري المحسوب قياداته لحزب الإصلاح الديني بالتسلل إلى مكان المهرجان وإطلاق النار المباشر على الحاضرين مما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين من بينها إصابات بليغة، متعللين بأن الحاضرين قاموا برفع صور طارق صالح نائب رئيس المجلس الرئاسي والراعي الرسمي للمهرجان والذي كانت لديه خلافات سابقة مع قيادات في حزب الإصلاح وذلك قبل ما يسمى بالمصالحة الوطنية التي تمت قبل أكثر من عام. 


قتلوا الفرحة 

ماجد عزيز أحد الحاضرين في المهرجان يتحدث للعربية فليكس عن واقعة ميدان الشهداء فيقول: 
"حضرت مع عائلتي من منطقة التربة الواقعة جنوب غرب مدينة تعز والتي تبعد عن المدينة ب65 كيلو متر إلى ميدان الشهداء، فقط لأجل الإحتفاء بالمهرجان وتكريم الفنان محسن عطروش والإستمتاع بأجواء العيد كون المهرجان هو متنفسنا الوحيد داخل المدينة، الذي يقدم  فعاليات فنية مختلفة.


 لطالما كنا سعداء ونشعر بالفرح إلى اليوم الأخير وفي ختام المهرجان رأينا مجموعة مسلحين يتبعون كتيبة المهام الخاصة تطلق النار باتجاهنا ولم أكن أفهم مالذي حدث حتى شاهدة بعض الرجال والنساء يحملون صور طارق صالح ويهتفون بأسمه، إطلاق النار حول فرحنا إلى خوف وهلع وحصل تدافع كبير من قبل الجمهور هروب من إطلاق الرصاص، مما أدى إلى إصابة كثير من الحاضرين وانا أحد هؤلاء المصابين فقد تأذت رجلي بشكل كبير ولكن كان كل همي وقتها كيف أنقذ أسرتي.


انا كمواطن ابحث عن أبسط سبب للسعادة في مدينة يحاصره الموت من كل إتجاه من سيعوض عائلتي نتيجة الخوف والهلع الذي عشناه داخل الميدان لأكثر من نصف ساعة من سيعوضنا بالأمن؟ 
فنحن لا علاقة لنا بصراعهم السياسي ولا مبرر أن ترفع صورة شخص ليوجه لصدور الناس الرصاص مقابل ذلك .


كل ما نريده أن يتم ضبط هؤلاء المعتدين وأن تخرج التحقيقات بصورة مشرفة تنصفنا كضحايا، لكن للأسف الذي حدث خاب كل التوقعات وجعلنا لم نعد نثق بأي لجان تحقيق، قائد كتيبة المهام الخاصة رفض الاستجابة وتم توقيف مدير مكتب الثقافة المسؤول عن فرحتنا بينما من إعتدوا على مهرجان تعز العيدي طلقاء.


تشكيل لجنة تحقيق 

على غرار الحادث وجه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي رافقت مهرجان تعز وتوقيف جميع المتسببين بإفساد المهرجان. 

إلا أن اللجنة التي شُكلت عملت على حجز وتوقيف مدير مكتب الثقافة ومساعد مدير الأمن المسؤول عن تأمين الحفل، بينما قائد المهام الخاصة يعقوب الصلوي المسؤول عن الذي حدث رفض الإمتثال للجنة التحقيق المُشكلة و ذلك بحسب مصادر موثوقة صرحت للعربية فليكس.


في الوقت ذاته يشن مجموعة من المتطرفين يقودهم البرلماني عبدالله احمد العديني النائب البرلماني التابع لحزب الإصلاح الديني هجوم واسع وحملة تحريض ومطالبة بتغيير مدير مكتب الثقافة في تعز تحت مبرر  أن الفعاليات التي يقوم بها والأنشطة الثقافية التي يرعاها تفسد أخلاق المجتمع وتنشر الرذيلة.

مدير مكتب الثقافة في تعز 

إذ يذكر أن مدير مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف قد تعرض في وقت سابق لمحاولة إغتيال وضرب نار من قبل مجهولين كما تم في العام ٢٠١٧ حرق سيارته بعد تحريض العديني عليه بشكل مباشر في إحدى الخطب وبحسب الأجهزة الأمنية وقتها وبعد التحقيقات فأن من قام بإرتكاب جريمة الحرق كان أحد طلاب العديني المقربين منه والداعمين له مادياً ومعنوياً