منذ سنة - Saturday 10 June 2023
AF
المشروع الذي اهمل خلال ال16 عاماً الماضية، سيمضي في طريقه المعلن عنه، بعد فك الارتباط الحصري بين السعودية وامريكا، حيث لن تكون امريكا هي المشرف الوحيد والحصري على المشروع النووي السعودي
فالطموح السعودي لدخول النادي النووي قديم، لم يكن سراً كما انه ليس وليد اللحظة، الفرق أنها مؤخراً بدأت باتخاذ الخطوات الجادة ، ومنها بدء التنقيب عن اليوارنيم، وذلك بمساعدة الصين.
الصحافة الامريكية تتحدث عن عرض سعودي لامريكا ، بشان تطوير البرنامج النووي السعودي السلمي، والتجاري، ويبدو أن تأخير هذا المشروع طيلة هذه السنوات، كان بسبب الشروط الامريكية، التي ربطت المشروع النووي السعودي، بشرط التطبيع مع اسرائيل، فكما يظهر من التصريحات السعودية والتحركات الامريكية واخرها زيارة وزير الخارجية الامريكي للرياض.
فيبدو ان امريكا مازالت تريد من السعودية الذهاب باتجاه التطبيع مع اسرائيل، غير ان السعودية تربط هذا بتسوية القضية الفلسطينية اولاً، وبعملية سلام شاملة، واستطاعت التحرر من الشرط الامريكي، بعرض شروطها على امريكا، وذلك مع خلال ادخال شركاء اخرين منهم الصين وروسيا، الذين يظهرون منافسين اقوياء لامريكا في المشروع السعودي.
فاذا لم تبادر امريكا لتنفيذ وتطوير البرنامج السعودي النووي، فهناك دول اخرى يمكنها فعل ذلك، وبهذا تحررت السعودية من الابتزاز الامريكي، وهذا يعني ان التطبيع السعودي مع اسرائيل لن يحدث كما تريد واشنطن، على الاقل ليس قبل عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية الشاملة.
اجتماع ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الامريكي استغرق 100 دقيقة، وهي مدة ليست بالقصيرة، ويبدو ان اهم الملفات التي فتحت كانت هي ملف التطبيع، ويظهر هذا من حديث وزير الخارجية الامريكي باجتماعه مع قادة دول الخليج، وبعدها تصريحات وزير الخارجية السعودي، بحديثه عن التطبيع انه مشروط بعملية سلام كامل
المنطقي الا تتحرك السعودية باتجاه علاقات مع اسرائيل في هذا التوقيت، لاعتبارات كثيرة، منها السياسي ومنها الجيوسياسي، فموقعها وامنها وعمقها،لايخدمه اي تقارب مع اسرائيل، الى جانب اعتبارات سياسية ودينية ومجتمعية، فالتطبيع يهدد ويهز مكانتها كقائد للعالم الاسلامي والمنطقة، ويقلل تاثيرها، وهي خطوة يحب ان تحسب بحذر شديد.
لكن ماهي اوراق امريكا التي يمكن بها الضغط على السعودية، حالياً يبدو ان السعودية هي من تضغط على الامريكان وليس العكس، وواحدة من ادوات الضغط هو استخدام الصين كبديل، وهي المنافس الاشد لامريكا في المنطقة .
ليس لصالح الامريكان دخول الصين في منطقة الخليج والشرق الاوسط ومنافسة الوجود الامريكي، وواحدة من ادوات التاثير ستكون العلاقة القوية مع السعودية من خلال تطوير برنامجها النووي ومساعدتها على تحقيق طموحها النووي.
ما يؤرق واشنطن، منافسة الصين لها في الشرق الاوسط، والتقارب السعودي مع ايران الذي يتشكل ويقترب من تحالف عسكري ، وفشل التطبيع، فالتطبيع بالنسبة لواشنطن هو ضمان سيطرة على المنطقة، وهنا علينا ان نلاحظ ان الاعلام السعودي بدأ بالحديث عن الصراع الايراني الاسرائيلي من وجهة نظر جديدة ، لم تكن موجودة مسبقاًـ تقترب من وجهة النظر الايرانية وتبعد تماماً عن الدعاية السابقة التي دعمتها امريكا ، بان ايران ليست عدوة لاسرائيل.
لهذا تشعر واشنطن اليوم واكثر من اي وقت مضى، بالتهديد والخطر على تواجدها وتاثيرها، في المنطقة الاهم في العالم، فمن يحكم الشرق الاوسط يحكم العالم، فهو الممر الملاحي والتجاري والنفطي، والموقع الاستراتيجي، والرابط الاهم لكل قارات العالم، مستودع الموارد والنفط والبشر، السوق التجاري والاستهلاكي ، الاقتصاد والاسواق.
في كلمته في اجتماعه مع قادة الخليج خلال زيارته الاخيرة قالها انتوني بلنكن " وجدنا في المنطقة لنبقى" فقد جاءت زيارة وزير الخارجية الامريكي للرياض ، بعد يوم من اعادة افتتاح السفارة الايرانية هناك
ويبدو ان زيارة الرئيس الامريكي جون باين الاخيرة والوحيدة لم تفشل فقط، بل جعلت عودته امراً محرجاً ، جاءت زيارة وزير خارجيته في محاولة فاشلة اخرى لاقناع السعودية بالعودة للتحالف الوحيد مع امريكا دون الشريك الصيني او الايراني
وان كانت زيادة بايدن الفاشلة في اكتوبر الماضي قد اخفقت باقناع القرار السعودي برفع الانتاج، هاهي زيارة بلنكن تخفق باقناع الرياض بالتطبيع.
سلام