الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

لاول مرة..السعودية تمد الجسور باتجاه امريكا اليسارية..التوازنات الذكية والخطرة..خارطة المنطقة المقبلة

  • منذ 9 أشهر - Friday 09 June 2023

لاول مرة..السعودية تمد الجسور باتجاه امريكا اليسارية..التوازنات الذكية والخطرة..خارطة المنطقة المقبلة
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

فنزويلا قليلة التواجد  في المنطقة العربية، والشرق الاوسط ، تحديداً في الخليج ، ولم يكن لها اصدقاء كثر في هذه المنطقة المؤججة بالصراع والنفط والحروب والقواعد العسكرية الامريكية .


‏انها الزيارة الثانية لمنطقة الخليج خلال عشر سنوات، وحجم التبادل التجاري ضئيل مقارنة بدول اخرى، فهو مع السعودية يكاد لا يصل الى ٢ مليون دولار!
‏اما العلاقات السياسية والاقتصادية فتقريباً غير موجودة ، اننا نتحدث عن ضمور علاقات، لم يخلقه البعد الجغرافي، فالولايات المتحدة تبعد  جغرافياً عن منطقة الخليج والسعودية، كما تبعد فنزويلا ، لكن العلاقة " كانت" دائماً اقوى..


‏وهنا… من جملة " كانت اقوى" يمكن ان تبدأً مرحلة جديدة، في خارطة السعودية والمنطقة برمتها.

المنطقة لاول مرة تمد جسراً تجاه امريكا اليسارية 


‏وبدون مبالغة حين يقول الاعلام السعودي ان السعودية تقود المنطقة ، فهذا فعلياً يبدو حاصلاً على الارض ، لماذا، لان لدينا الان علاقة تبدأ بصياغة خطوطها الاقتصادية الجديدة، مع واحدة من اهم الدول النفطية، ومن مؤسسي اوبك، وبنفسك الوقت من اكثر الدول عدائية لامريكا.

 

مالذي يجمع السعودية وفنزويلا.. اليسارية ،.. لعبة التوازنات الذكية والخطرة تتجه لامريكا اللاتينية..اعداء واشنطن التقليدين.. 


‏نعم لم يكن مقبولاً على حلفاء امريكا، في الخليج، مصادقة اعداء امريكا، ففنزويلا هي الثورة البوليفارية ، شافيز، سيمون بوليفار ، رفض النظام الامريكي ، وبرغم انها دولة غنية جداً ونفطية ، ومن مؤسسي اوبك ، الا انها تعاني من ازمات اقتصادية ومن التضخم
‏لهذا فهي ايضا، بيئة صالحة للاستثمار، الذي كان محرماً على دول الخليج والسعودية تحديداً، بسبب التحالف القديم مع نظام واحد هو الامريكي 

لكن اليوم، السعودية تمد اليد لاعداء امريكا التقليدين ، للدولة اليسارية المتمردة على النظام المالي الامريكي ، بدون ان تقطع السعودية علاقتها بالولايات المتحدة الامريكية 

اوبك.. النفط.. العالم

 

وما قالته الرياض ، بان علاقتها ستحددها المصالح، يطبق، فما يجمع السعودية وفنزويلا، قد يكون اكثر مما يجمع السعودية وامريكا حالياً
‏النفط، اوبك، بيئة وفرص الاستثمار المستقبلي، والتحالفات السياسية الاقتصادية لخلق التوازن.
‏سياسة السعودية الجديدة، تلعب بذكاء، ودهاء التوازنات ، وهي واحدة من اخطر الالعاب السياسية التي قد تغامر بها الدول، لكنها عنوان المرحلة القادمة


‏ولا تكون مغامرة الا في حالة واحدة، حين تكون صاحب قرار سياسي اقتصادي وعسكري ، وهذا ما حدث قبل ايام حين قررت السعودية عبر اوبك خفض انتاج النفط


‏التوجه السعودي لمد الجسور مع امريكا اللاتينية التي كانت محرمة على منطقتنا، لن تستطيع امريكا الوقوف ضده، انها تراقب اللعبة الخطرة، لكن لا تستطيع منعها او افشالها، لهذا سينجح هذا التوازن ويقود المنطقة باتجاه الاستقرار. 

سلام